نُقلت زعيمة ميانمار السابقة أونج سان سو تشي من السجن إلى المنزل، الأربعاء، في وقت أعلن فيه المجلس العسكري الحاكم العفو عن 3300 سجين، بمناسبة رأس السنة التقليدية.
وقال الناطق باسم السلطات العسكرية، زاو مين تون، إنّ السجناء الأكبر سنّاً يتلقّون "رعاية لازمة" خلال موجة الحرّ التي تجتاح البلاد، ولم يتّضح على الفور ما إذا كانت هذه الخطوة بالنسبة لسو تشي مؤقتة أم تمثّل خفضاً في عقوبة الحائزة على جائزة "نوبل" والبالغة 78 عاماً.
وأضاف: "لم توفر الرعاية فقط لأونج سان سو تشي ويو وين مينت (الرئيس السابق)، بل أيضاً لبعض السجناء الأكبر سناً، بسبب الطقس الحار جداً".
بدوره، ذكر مصدر رسمي أن سو تشي والرئيس السابق وين مينت "نقلا من السجن إلى منزل، حيث ستفرض عليهما الإقامة الجبرية". ومن بين السجناء المشمولين بالعفو 13 من إندونيسيا و15 من سريلانكا والذين سيتم ترحيلهم، وفق المجلس العسكري.
وسيتم خفض أحكام السجناء الباقين بمقدار سدس العقوبة، باستثناء المدانين بجرائم خطيرة مثل القتل والإرهاب والمخدرات.
وتمضي أونج سان سو تشي، المنتخبة ديموقراطياً، عقوبة بالسجن 27 عاماً، إثر إدانتها بعدد من التهم من بينها "الفساد وحيازة أجهزة لاسلكي بشكل غير مشروع، وصولاً إلى عدم احترام الإجراءات الصحية المرتبطة بجاحة فيروس كورونا".
وذكرت وسائل إعلام محلية إن سو تشي عانت خلال جلسات محاكمتها التي استمرت أشهراً، من نوبات دوار وقيء، وفي بعض الأحيان، لم تكن قادرة على تناول الطعام؛ بسبب التهاب في الأسنان.
اضطرابات ميانمار
وتشهد الدولة الفقيرة الواقعة في جنوب شرق آسيا اضطرابات بعد أن أطاح الجيش بحكومة مدنية منتخبة في انقلاب عام 2021، ما أثار مقاومة مسلحة على مستوى البلاد تعمل الآن إلى جانب بعض الجماعات العرقية المتمردة القائمة منذ فترة طويلة.
والخميس الماضي، انسحب نحو 200 من أفراد الجيش في ميانمار إلى جسر يؤدي إلى تايلندا، بعد هجوم استمر لأيام شنته المقاومة المناهضة للمجلس العسكري التي أعلنت سيطرتها على بلدة مياوادي الحدودية المهمة، وذلك في أحدث انتصار يحرزه المتمردون.
ويشير انسحاب قوات المجلس العسكري في مياوادي، المتاخمة لبلدة ماي سوت التايلاندية، إلى احتمال خسارة موقع تجاري حدودي رئيسي آخر يصل بشكل مباشر عبر الطريق السريع إلى أجزاء من وسط ميانمار.
وتقاتل الحكومة التي يديرها الجيش في ميانمار حركات تمرد على عدة جبهات، ومنيت بسلسلة من الهزائم في المناطق الحدودية منذ أكتوبر الماضي، عندما شنت الجماعات المتمردة هجوماً منسقاً بالقرب من الحدود الصينية.
وبدأ الهجوم على مياوادي قبل أكثر من أسبوعين، بعد أن قال اتحاد كارين الوطني إنه هاجم معسكراً للمجلس العسكري بالقرب من البلدة، ما أجبر نحو 500 من أفراد الأمن وأسرهم على الاستسلام.
وكانت الأمم المتحدة دعت مؤخراً إلى عدم تجاهل معاناة المدنيين في ميانمار، الذين يعيشون الجوع والخوف، في وقت يتسع النزاع بين المجلس العسكري ومجموعات إثنية تمثل الأقليات، إذ تقول الأمم المتحدة إن البلاد باتت تضم 2.8 مليون نازح، 90% منهم نزحوا منذ الانقلاب العسكري في 2021.