ميانمار.. الجيش ينسحب من منطقة حدودية مع تايلندا بعد معارك مع متمردين

time reading iconدقائق القراءة - 5
أفراد من الجيش التايلاندي خلال نوبة حراسة على نهر موي القريب من جسر الصداقة الذي يربط تايلندا مع ميانمار  في منطقة ماي سوت بتايلاند. 11 أبريل 2024 - AFP
أفراد من الجيش التايلاندي خلال نوبة حراسة على نهر موي القريب من جسر الصداقة الذي يربط تايلندا مع ميانمار في منطقة ماي سوت بتايلاند. 11 أبريل 2024 - AFP
ماي سوت (تايلندا)-أ ف برويترز

 انسحب نحو 200 من أفراد الجيش في ميانمار إلى جسر يؤدي إلى تايلندا الخميس، بعد هجوم استمر لأيام شنته المقاومة المناهضة للمجلس العسكري التي أعلنت سيطرتها على بلدة مياوادي الحدودية المهمة وذلك في أحدث انتصار يحرزه المتمردون.

وتقاتل الحكومة التي يديرها الجيش في ميانمار حركات تمرد على عدة جبهات، ومنيت بسلسلة من الهزائم في المناطق الحدودية منذ أكتوبر الماضي، عندما شنت الجماعات المتمردة هجوماً منسقاً بالقرب من الحدود الصينية.

وتشهد الدولة الفقيرة الواقعة في جنوب شرق آسيا اضطرابات بعد أن أطاح الجيش بحكومة مدنية منتخبة في انقلاب عام 2021، ما أثار مقاومة مسلحة على مستوى البلاد تعمل الآن إلى جانب بعض الجماعات العرقية المتمردة القائمة منذ فترة طويلة.

ولم يرد متحدث باسم المجلس العسكري في ميانمار على المكالمات الهاتفية للحصول على تعليق.

ويشير انسحاب قوات المجلس العسكري في مياوادي، المتاخمة لبلدة ماي سوت التايلاندية، إلى احتمال خسارة موقع تجاري حدودي رئيسي آخر يصل بشكل مباشر عبر الطريق السريع إلى أجزاء من وسط ميانمار.

وبدأ الهجوم على مياوادي الأسبوع الماضي، بعد أن قال اتحاد كارين الوطني إنه هاجم معسكرا للمجلس العسكري بالقرب من البلدة، ما أجبر نحو 500 من أفراد الأمن وأسرهم على الاستسلام.

المتمردون يعلنون السيطرة على المنطقة

بدوره، قال الناطق باسم جماعة "اتحاد كارين الوطني" المتمردة في ميانمار، الخميس، إن قوات المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار المتمركزة في مدينة مياوادي الحدودية مع تايلندا، انسحبت من مواقعها بشكل كامل.

وأضاف بادو ساو تاو ني: "سيطرنا على الكتيبة العسكرية البورمية 275 عند العاشرة مساء الليلة الماضية"، مضيفاً أن نحو "200 جندي تراجعوا إلى الجسر الذي يربط مياوادي بمدينة ماي سوت".

وقال مسؤول حدودي تايلاندي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن مياوادي "سقطت" مساء الأربعاء، في حين أوضح أحد سكان مياوادي أن "القتال متوقّف منذ قرابة الثامنة مساء الليلة الماضية".

وأضاف: "لم يدخل اتحاد كارين الوطني المدينة بعد، رغم أننا شاهدنا أخبار سيطرته على القيادة العسكرية المحلية 275 على فيسبوك. ما زلنا مختبئين في المنزل".

وسمع مراسلو وكالة "فرانس برس" الذين كانوا موجودين عند الحدود، دوياً قوياً من الجانب البورمي، بعد تحليق طائرة فوق المنطقة قرابة الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (03:30 بتوقيت جرينتش) الخميس.

وكان سكان أفادوا في وقت سابق بأن القتال بدأ في محيط مياوادي الثلاثاء، لكنّ سكّاناً فيها قالوا، الخميس، إنه لم تسمع أي اشتباكات خلال الليل.

اقرأ أيضاً

الأسترالية جولي بيشوب مبعوثة أممية جديدة إلى ميانمار

عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الجمعة، وزيرة الخارجية الأسترالية السابقة جولي بيشوب مبعوثته الجديدة إلى ميانمار، وفق بيان لمكتبه.

واصطف مئات الأشخاص في طوابير، الأربعاء، عند الحدود هرباً من القتال الذي استمر لأيام حول مياوادي. وتعد هذه المنطقة الحدودية حيوية بالنسبة إلى المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار التي تنقصها السيولة، مع مرور بضائع عبرها تقدر قيمتها بحوالى 1.1 مليار دولار في الأشهر الـ 12 الأخيرة حتى أبريل الجاري، وفق وزارة التجارة البورمية.

معاناة المدنيين في ميانمار

وكانت الأمم المتحدة دعت مؤخراً إلى عدم تجاهل معاناة المدنيين في ميانمار، الذين يعيشون الجوع والخوف، في وقت يتسع النزاع بين المجلس العسكري ومجموعات إثنية تمثل الأقليات.

وتقول الأمم المتحدة إن البلاد باتت تضم 2.8 مليون نازح، 90% منهم نزحوا منذ الانقلاب العسكري في 2021. ويزداد هذا العدد منذ تصاعد المعارك في الخريف الماضي شمال البلاد بين الجيش ومعارضيه، فيما توقعت المنظمة الأممية أن يطال انعدام الأمن الغذائي هذا العام نحو 12.9 مليون شخص، أي ما يناهز 25% من عدد السكان.

وأدى الهجوم المنسق ضد المجلس العسكري الذي بدأ في 27 أكتوبر الماضي في ولاية شان شمال شرقي ميانمار، إلى استيلاء جماعات عرقية مسلحة على عدة بلدات وأكثر من 100 موقع عسكري بالقرب من الحدود مع الصين، كما وقعت هجمات على مراكز المدن في منطقة ساجاينج بوسط ميانمار.

وأعلنت الصين، يناير الماضي، أنها سهلت التوصل إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بين المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار وتحالف مجموعات إثنية مسلحة تخوض معارك في شمال البلاد، قرب الحدود بين البلدين منذ أكتوبر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج آنذاك، إن "الطرفين اتفقا على وقف فوري لإطلاق النار وحل الخلافات والمطالب (...) عبر مفاوضات سلمية". 

تصنيفات

قصص قد تهمك