عباس: السلطة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات مع واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 4
دبي/رام الله -الشرقوكالات

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، أن السلطة الفلسطينية "ستعيد النظر" في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، غداة الفيتو الأميركي ضد منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

وجاء في تصريحات، أدلى بها عباس خلال مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): "سوف تعيد القيادة الفلسطينية النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، بما يضمن حماية مصالح شعبنا، وقضيتنا وحقوقنا".

في نوفمبر 2012 نالت فلسطين وضع "دولة مراقب غير عضو" في الأمم المتحدة، وكانت تسعى، من خلال إعادة تحريك الملف في مجلس الأمن، إلى الحصول على عضوية كاملة في الهيئة الأممية.

ووفقاً للسلطة الفلسطينية، فإنّ 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة البالغ عددها 193 دولة اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين.

لكن الولايات المتحدة، التي بذلت جهوداً كثيرة لتأخير التصويت، لم تتردد في استخدام حق النقض الذي عادة ما تلجأ إليه لحماية حليفتها إسرائيل.

ووفق "وفا"، قال عباس إن التصويت الأميركي في مجلس الأمن الدولي باستعمال "الفيتو" "موقف مخيب للآمال، ومؤسف، ومخزٍ، وغير مسؤول، وغير مبرر".

وأضاف: "استخدام الفيتو يشكل عدواناً سافراً على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى تاريخه، وأرضه، ومقدساته، وتحدياً لإرادة المجتمع الدولي".

وتابع الرئيس الفلسطيني: "بينما يُجمع العالم على تطبيق القانون الدولي، والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، تستمر أميركا في دعمها للاحتلال، ولا تزال ترفض إلزام إسرائيل بوقف حرب الإبادة، بل وتزودها بالسلاح والمال اللذين تقتل بهما أطفالنا، وتهدم بيوتنا، وتقف ضدنا في المحافل الدولية في مواقف لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، والعالم".

وقال إن الولايات المتحدة خرقت جميع القوانين الدولية، وأخلت بالوعود كلها التي تتحدث عنها بخصوص حل الدولتين، وتحقيق السلام في المنطقة.

وأشار إلى أن الإدارة الأميركية الحالية "لم تتراجع فقط عن وعودها والتزاماتها، بل سمحت لإسرائيل بإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، من خلال صمتها على سرقتها لأموال الشعب الفلسطيني، رغم ادعاءاتها المتكررة أنها تريد تقوية السلطة، وتعزيز وجودها".

"خطوط حمراء"

وتطرق عباس إلى مساعي وقف الحرب الحالية. وقال إنه تم العمل مع المجموعة العربية، والعديد من الدول الأوروبية على خلق مناخ، يؤدي إلى وقف الحرب، وإيجاد رؤية مشتركة، تنهي عدم الاستقرار والتوتر، ولكن موقف أميركا لم يكن سوى الاستخفاف والرفض لكل رؤية لا تلائم إسرائيل، والسياسة الأميركية الخاطئة.

وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة أن تدرك الولايات المتحدة أن الشرق الأوسط لن يستقر دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وأن القدس المحتلة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية "خطوط حمراء، لن يسمح لأحد بتجاوزها".

وقال إن "سياسة المعايير المزدوجة، ودعم إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني، لن يخلق واقعاً لا يرضى عنه الشعب الفلسطيني، ولن يجلب الأمن والسلام لأحد".

وأكد أنه على الإدارة الأميركية مراجعة سياساتها الخاطئة، فالقضية الفلسطينية غير قابلة للكسر أو التصفية أو الإخضاع، وأن تضحيات شعب فلسطين عبر المائة عام الماضية، والتي قدم فيها عشرات آلاف الشهداء، وآلاف من الأسرى الأبطال، ستمنع إلغاء الهوية الوطنية، ولن تمس الثوابت الوطنية، بحسب قوله.

"غضب غير مسبوق"

وقال الرئيس الفلسطيني إن "مواقف الإدارة الأميركية المعادية خلقت غضباً غير مسبوق لدى الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة، بما يمكن أن يدفع المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار، وتعزيز الفوضى والإرهاب".

وأضاف: "سوف تضع القيادة الفلسطينية استراتيجية جديدة لحماية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، والسير وفق أجندة فلسطينية، وليس وفق رؤية أميركية، أو أجندات إقليمية، فلن نبقى رهائن لهذه السياسات التي ثبت فشلها، وانكشفت للعالم أجمع".

كما حذَّر من أن حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني، بالترافق مع حملة مسعورة على "الأونروا" الهادفة لتجويع الشعب الفلسطيني، سوف تدفعان بالمنطقة إلى شفا الهاوية، على حد تعبيره.

تصنيفات

قصص قد تهمك