الفلبين والولايات المتحدة تبدآن مناوراتهما السنوية المشتركة

time reading iconدقائق القراءة - 5
قادة عسكريون أميركيون وفلبينيون يعلنون إطلاق مناورات مشتركة في المقر العسكري في مدينة كويزون بضواحي مانيلا، 22 أبريل 2024 - AFP
قادة عسكريون أميركيون وفلبينيون يعلنون إطلاق مناورات مشتركة في المقر العسكري في مدينة كويزون بضواحي مانيلا، 22 أبريل 2024 - AFP
دبي/مانيلا -الشرقرويترزأ ف ب

بدأت الاثنين تدريبات قتالية فلبينية وأميركية تستمر لثلاثة أسابيع بمشاركة ما يقرب من 17 ألف جندي في الفلبين، وتشمل تدريبات بحرية في بحر الصين الجنوبي، حيث تتصاعد توترات بين مانيلا وبكين على خلفية مطالبات بالسيادة هناك.

وستتركّز التدريبات السنويّة التي يُطلق عليها اسم "باليكاتان" أو "تكاتف" بلغة تاجالوج الفلبينية، في الأجزاء الشماليّة والغربيّة من الأرخبيل، وللمرة الأولى منذ بدء مناورات باليكاتان السنوية في عام 1991، سيبحر الحلفاء خارج خط الأساس البالغ طوله 12 ميلاً بحرياً للفلبين قبالة مقاطعة بالاوان الغربية، التي تواجه بحر الصين الجنوبي"، وفق موقع "جابان تايمز".

ومن المقرّر أن تنضم فرنسا وأستراليا، اللتان عززتا العلاقات الدفاعية مع مانيلا في مواجهة "سلوك بكين العدائي"، في بحر الصين الجنوبي، للتدريبات البحرية التي ستجرى للمرة الأولى خارج المياه الإقليمية الفلبينية.

وتستمر التدريبات العسكرية السنوية لهذا العام من 22 أبريل وحتى العاشر من مايو، وتأتي في ظل تصاعد خلافات دبلوماسية ومناوشات بحرية بين الفلبين والصين شهدت استخدام مدافع المياه والتراشق بالتصريحات الحادة.

وتطالب الصين بالسيادة على أغلب بحر الصين الجنوبي الذي تمر منه تجارة دولية تتجاوز قيمتها 3 تريليون دولار سنوياً. وتنتقد بكين التدريبات المشتركة وتقول إنها تصعد التوتر وتقوض استقرار المنطقة.

وقال مسؤولون إن التدريبات العسكرية ليست موجهة لأي معتد خارجي لكنها ستعزز تنسيق العمليات. وتُطالب دول أخرى، بينها الفلبين، بالسيادة على أجزاء من البحر حيث تُسيّر الولايات المتحدة دوريّات منتظمة.

وقال الجنرال وليام جورني قائد قوات مشاة البحرية الأميركية في المحيط الهادئ، خلال حفل بدء المناورات في مانيلا "سنُظهر لشعب الفلبين والعالم أنّنا تحسنّا ولن نتوقف عن ذلك أبداً".

وأضاف "عندما نتحسّن، تُصبح الفلبين أقوى وأكثر أمناً وأماناً".

ورداً على تزايد النفوذ الصيني، عزّزت الولايات المتحدة تحالفاتها مع دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك الفلبين.

وواشنطن ومانيلا حليفتان بموجب معاهدة، وقد عمّقتا تعاونهما الدفاعي منذ تولّى الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس منصبه عام 2022.

وعلى الرغم من أنّ الفلبين ضعيفة التسليح، إلّا أنّ قربها من بحر الصين الجنوبي وتايوان سيجعلها شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة في حال نشوب نزاع مع الصين.

وقال الكولونيل الفلبيني مايكل لوجيكو للصحافيّين قبل التدريبات "إنّ هدف القوّات المسلّحة، وسبب وجودنا، هو الاستعداد للحرب". أضاف "ليس هناك من تلطيف للأمر... بالنسبة إلينا عدم الاستعداد هو ضرر للبلاد".

"تدريبات تتجاوز الدفاع عن النفس"

وذكر تساو ويدونج، وهو باحث كبير متقاعد في أكاديمية الأبحاث البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، أن نشر الجيش الأميركي لنظام صاروخي في الفلبين يغطي نطاقاً يمكن أن يصل إلى المقاطعات الجنوبية للصين يُظهر أن "التدريبات تتجاوز أغراض الدفاع عن النفس"، وفق "جابان تايمز".

ووقال الكولونيل مايكل لوجيكو إن استخدام النظام الصاروخي سيكون فقط للتدريب اللوجستي ولن يتم إطلاقه، مشدداً على أن "التدريبات لا تستهدف الصين".

وستقوم القوات الأميركية والفلبينية أيضاً بمحاكاة غرق "سفينة معادية" واستعادة ثلاث جزر فلبينية، سعياً إلى تعزيز إمكانية التشغيل البيني لجيوشهما.

وقالت السفارة الأميركية في بيان الأسبوع الماضي إن باليكاتان تشمل "تتبع التهديدات الجوية المحاكاة واستهدافها بأنظمة دفاع جوي وصاروخي متعددة"، بالإضافة إلى "دمج المنصات الجوية والبرية المتعددة الأطراف".

وقال المسؤولون إن التدريبات ليست موجهة ضد أي معتد خارجي، ولكنها ستعمل على تحسين قابلية التشغيل البيني بين جيوشهم.

"تدريبات طبيعية"

وقال اللفتنانت جنرال الأميركي ويليام جورني، مدير تدريبات باليكاتان، في مؤتمر صحافي: "إن التدريبات في تلك المواقع تعمل على أساس النظام الدولي والقانون الدولي، وفي إطار حقوقكم ومسؤولياتكم السيادية. إننا نجري تدريبات طبيعية".

وأثارت الضغوط المتزايدة التي تمارسها بكين في بحر الصين الجنوبي قلق مانيلا والمطالبين المنافسين بالسيادة على منطقة بحرية متنازع عليها ودول أخرى تعمل هناك، بما في ذلك الولايات المتحدة التي أكدت التزامها بالدفاع عن الفلبين ضد أي عدوان مسلح في بحر الصين الجنوبي.

وقضت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في عام 2016 بأن مطالبات بكين الموسعة بالبحر ليس لها أي أساس بموجب القانون الدولي. وترفض الصين الحكم وأقامت منشآت عسكرية على جزر مرجانية متنازع عليها لدعم مزاعمها.

تصنيفات

قصص قد تهمك