تتعرض اليونان وإسبانيا لضغوط شديدة من حلفائهما في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" لتوفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا، إذ طالبت كييف بمزيد من المساعدة في اجتماع لوزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي، الاثنين.
ووجّهت القيادة الأوكرانية نداءً عاجلاً إلى الحلفاء الغربيين للحصول على 7 أنظمة دفاع جوي إضافية، مثل صواريخ "باتريوت" أميركية الصنع، أو أنظمة S-300 السوفيتية، في الوقت الذي تكثف فيه روسيا حملتها الجوية والصاروخية ضد مدن البلاد والبنية التحتية للطاقة، وفق "فاينانشيال تايمز".
وكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على منصة "إكس"، الأحد: "لا يمكن تسمية أنظمة الدفاع الجوي بالصواريخ الوطنية؛ إلا إذا كانت تعمل وتنقذ الأرواح بدلاً من وضعها في مكان ما في مستودعات التخزين".
وكانت ألمانيا أعلنت أنها سترسل نظام باتريوت ثالثاً إلى أوكرانيا، وستتبعه 6 أنظمة أخرى قريباً من الدول الأعضاء، التي لم تحددها.
وقالت مصادر مطلعة للصحيفة البريطانية، إن زعماء الاتحاد الأوروبي استغلوا القمة التي عقدت في بروكسل الأسبوع الماضي، لحث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ونظيره اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس شخصياً على التبرع ببعض أنظمتهم لأوكرانيا.
ونقلت الصحيفة، أنه "تم إخبار الزعيمين، اللذين يمتلك جيشهما بشكل جماعي أكثر من 10 أنظمة (باتريوت) إضافة إلى أنظمة أخرى مثل (S-300)، أن احتياجاتهما ليست كبيرة مثل احتياجات أوكرانيا، وأنهما لا يواجهان أي تهديد فوري".
وأكد مسؤول للصحيفة: "نعلم جميعاً من لديه هذه الأجهزة، ونعلم جميعاً مكان وجودها، ونعلم جميعا من يحتاجها حقاً".
وظهرت الحاجة الملحة إلى التبرع بأنظمة الدفاع الجوي خلال اجتماع وزراء الخارجية والدفاع من الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، الاثنين.
وانضم وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا ووزير الدفاع رستم أوميروف إلى الاجتماع عبر الفيديو.
وقال منسق السياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي ترأس الاجتماع، للصحافيين: "ليس لدي صواريخ باتريوت في بروكسل، إنهم في العواصم، والأمر متروك لهم لاتخاذ القرارات، وأنا متأكد من أنهم سيفعلون ذلك".
"حاجة ملحة"
وتهتم كييف بشكل خاص بأنظمة S-300 اليونانية القديمة، والتي تمتلكها القوات الأوكرانية بالفعل في ترسانتها ولديها خبرة في استخدامها.
وقال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي لـ"فاينانشيال تايمز": "لكي أكون صادقاً، هناك دول ليست في حاجة فورية إلى أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها ويمكن تقديم المساعدة".
وسأل الصحافيون وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الاثنين، عما إذا كانت بلاده تستعد لإرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا. وقال: "نحن ندرك جيداً حاجة أوكرانيا إلى دفاعات مضادة للطائرات وخاصة أنظمة باتريوت"، وأضاف: "لقد بذلت إسبانيا دائماً كل ما في وسعها لتقديم المساعدة".
وقال المسؤولون إنه تم ممارسة ضغوط أقل على بولندا ورومانيا، اللتين تمتلكان أيضاً صواريخ باتريوت، نظراً لموقعهما الأكثر عرضة للخطر على الحدود مع أوكرانيا".
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الاثنين إن بلاده "ليس لديها هذا الخيار" لإرسال النظام، نظراً للحاجة إلى حماية مستودع الإمدادات الحيوي للأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا في مدينة رزيسزو بجنوب شرق البلاد.
وأضاف: "هناك أيضاً أنواع أخرى من الأسلحة (غير صواريخ باتريوت) تساعد أوكرانيا على حماية أجوائها، وهنا ستواصل بولندا إمداداتها".
"تعهدات جديدة"
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، الجمعة، إنه يتوقع الإعلان عن تعهدات جديدة بإمدادات الدفاع الجوي "قريباً" لكنه لم يقدم أي تفاصيل عن الدول أو الأسلحة المعنية.
وقال ستولتنبرج، إن الناتو، أجرى مراجعة لقدرات الدفاع الجوي التي تمتلكها الدول الأعضاء فيه وأماكن نشرها، مضيفاً أن "هذه المراجعة أظهرت أن هناك أنظمة بما في ذلك أنظمة باتريوت متاحة لتقديمها إلى أوكرانيا".
وتمتلك أوكرانيا في الوقت الحاضر ما لا يقل عن ثلاثة أنظمة باتريوت، بما في ذلك نظام قدمته الولايات المتحدة واثنتان من ألمانيا.
وتمتلك كييف أيضاً أنظمة صواريخ أرض-جو بعيدة المدى طورها الاتحاد السوفيتي السابق، بما في ذلك أنظمة S-300 وS-200. تم استخدام نسخة معدلة ومحدثة من الأخير لإسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى من طراز Tu-22M3 فوق منطقة ستافروبول كراي الروسية الأسبوع الماضي، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين.
ومن المرجح أن يتم تضمين صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية في حزمة المساعدات الأميركية الجديدة التي وافق عليها مجلس النواب، السبت الماضي.