الأمم المتحدة تدعو إلى تحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بقطاع غزة

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبي-الشرق

دعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية المكتشفة بمجمعي الشفاء وناصر الطبيين بقطاع غزة، واصفاً مشاهد "التدمير" في المجمعين بـ"المرعبة"، فيما نفى الجيش الإسرائيلي الأمر، قائلاً إنه "استخرج بالفعل جثثاً في محاولة للعثور على المحتجزين لدى حركة (حماس)".

وشدد مفوض الأمم المتحدة السامي فولكر تورك في بيان، على الحاجة إلى "تحقيقات مستقلة وفعالة وشفافة" في هذه الوفيات، و"مناخ الإفلات من العقاب السائد".

وكانت السلطات الحكومية في قطاع غزة أعلنت العثور على عشرات الجثث في مقابر جماعية بمستشفى ناصر بخان يونس هذا الأسبوع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه. كما وردت أنباء عن العثور على جثث في مستشفى الشفاء بعد عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية.

وأفادت خدمة الدفاع المدني في غزة، الثلاثاء، بالعثور على 310 جثث في مقبرة جماعية واحدة في ناصر حتى الآن، كما تم التعرف على مقبرتين أيضاً، لكن لم يتم استخراج الجثث منهما بعد.

وأعرب تورك عن "ارتعاده من تدمير مجمع الناصر الطبي ومجمع الشفاء الطبي، وما تم الإبلاغ عنه من اكتشاف مقابر جماعية في هذين الموقعين وفي محيطهما"، لافتاً إلى أنه "نظراً إلى جو الإفلات من العقاب السائد، ينبغي أن تشمل التحقيقات محققين دوليين".

وأوضح أنه "يحق للمستشفيات التمتع بحماية خاصة جداً بموجب القانون الدولي الإنساني. كما أن القتل المتعمد للمدنيين والمحتجزين وغيرهم ممن هم عاجزون عن القتال يشكل جريمة حرب".

وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: "نستشعر ضرورة دق ناقوس الخطر لأن من الجلي أنه تم العثور على العديد من الجثث".

وتابعت: "بعضها مقيد اليدين، وهو ما يشير بالطبع إلى انتهاكات جسيمة لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويتعين إجراء المزيد من التحقيقات بخصوص هذه (الانتهاكات)".

وأشارت شامداساني إلى أن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يعمل على التحقق من صحة تقارير المسؤولين الفلسطينيين التي تفيد بالعثور على 283 جثة في مستشفى ناصر و30 جثة في الشفاء.

وبحسب هذه التقارير، فإن الجثث دُفنت تحت أكوام من النفايات، وكان من بينها نساء ومسنون.

نفي إسرائيلي

وفي المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، "صحة ما يقوله الفلسطينيون بشأن مقابر جماعية وإعدامات محتملة في مستشفى بغزة"، وقال إنه "استخرج بالفعل جثثاً في محاولة للعثور على محتجزين كانوا لدى حركة (حماس) في أكتوبر الماضي".

وذكر الجيش في بيان، أن "الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي دفن جثث فلسطينيين لا أساس له من الصحة"، مضيفاً أن قواته "أعادت الجثث إلى مكان دفنها بعد فحصها".

ولفت إلى أن "عملية الفحص جرت بعناية وبشكل حصري في مواقع أشارت المخابرات إلى احتمال وجود محتجزين فيها"، مشيراً إلى أنه "تم الفحص بطريقة لائقة تحفظ كرامة الموتى".

وأضاف أنه "تم تنفيذ العملية بطريقة واضحة الأهداف، ودون الإضرار بالمستشفى والمرضى والطاقم الطبي"، بحسب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" التي ذكرت أنه لم يتم العثور على جثث المحتجزين في المنطقة.

وفي أواخر فبراير الماضي، استهدف الجيش الإسرائيلي مستشفى ناصر، وقال حينها إنه "ألقى القبض على حوالي 200 إرهابي كانوا متحصنين في المركز الطبي"، في إشارة إلى مقاتلي حركة "حماس".

وانسحبت القوات الإسرائيلية من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الإثنين، بعد عملية عسكرية استمرت أسبوعين، قالت خلالها إنها اشتبكت مع مقاتلين فلسطينيين داخل ما كان في السابق أهم مجمع طبي في القطاع الفلسطيني، بحسب وكالة "رويترز".

"هيكل فارغ"

وتمكّنت بعثة تابعة لمنظمة الصحة العالمية من دخول مستشفى الشفاء، الجمعة الماضي، بعد مجموعة محاولات باءت بالفشل منذ 25 مارس، وفق الهيئة التابعة للأمم المتحدة والتي نددت بالدمار الهائل فيه.

ووجدت دماراً هائلاً وسمعت شهادات تفيد بأن المرضى "احتُجزوا في ظروف مزرية" أثناء الحصار، وأن العديد منهم ماتوا، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وجاء في منشور للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس على منصة "إكس"، "تمكّنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من الوصول إلى (مجمع) الشفاء الذي كان ذات يوم العمود الفقري للنظام الصحي في غزة والذي أصبح الآن هيكلاً فارغاً إلا من المقابر البشرية بعد الحصار الأخير".

وأفادت منظمة الصحة العالمية في بيان، بأنه لم يبق أي مريض في المستشفى، حيث تم حفر "العديد من القبور الضحلة" خارج قسم الطوارئ والمباني الإدارية والجراحية.

وأضافت أن "العديد من الجثث دُفنت جزئياً وكانت أطرافها ظاهرة"، موضحةً أن فريقها عاين "ما لا يقل عن 5 جثث ملقاة على الأرض مغطاة جزئياً ومعرضة للحرارة".

وأشار جيبرييسوس إلى أن أعضاء الفريق لمسوا أن "غالبية مباني المجمع الاستشفائي لحق بها دمار هائل وأن الأصول تضرّرت بغالبيتها أو تحوّلت إلى رماد".

وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن القائم بأعمال مدير المستشفى وصف كيف كان المرضى "محتجزين في ظروف مزرية أثناء الحصار".

وأردفت: "لقد عانوا من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية والنظافة والصرف الصحي، واضطروا إلى الانتقال بين المباني تحت تهديد السلاح".

ومن بين المستشفيات الرئيسية الـ36 في غزة، هناك 10 مستشفيات فقط تعمل جزئياً، بحسب منظمة الصحة العالمية.

تصنيفات

قصص قد تهمك