قال الرئيس الصيني شي جين بينج، إن العلاقات مع الولايات المتحدة "يجب أن تقوم على الشراكة وليس التنافس"، مشدداً على أنه "على الجانبين الالتزام بكلمتهما، بدلاً من قول شيء وفعل آخر"، حسبما نقلت وسائل إعلام صينية، الجمعة، عقب مباحثات مع وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن في بكين.
وأضاف شي جين بينج: "الصين سعيدة برؤية الولايات المتحدة واثقة من نفسها ومنفتحة ومزدهرة ونامية.. نأمل أن تتبنى واشنطن أيضاً وجهة نظر إيجابية بشأن التنمية في بكين"، مستدركاً: "في الأشهر القليلة الماضية، أحرز فريقا الجانبين بعض التقدم الإيجابي، ولكن لا تزال هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى حل، وما زال هناك مجال لمزيد من الجهود".
وأورد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أن الرئيس الصيني قال إن العام يصادف الذكرى 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين مرت بـ"الرياح والأمطار، وبالعديد من المواقف الملهمة".
وأوضح البيان أن شي جين بينج اقترح أن يكون "الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون المربح للجانبين"، المبادئ الثلاثة الشاملة، للعلاقات بين الطرفين.
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجيّة الأميركي عن أمله في إحراز تقدّم مع الصين، خلال محادثات مع نظيره الصيني الذي حذّر من "تراكم الخلافات" بين القوّتين.
وفي زيارته الثانية للصين في أقلّ من عام بهدف حل خلافات تجارية وسياسية بين البلدين، أعلن أنتوني بلينكن، الجمعة، عزمه إثارة قضايا حسّاسة خلال المحادثات في بكين، مثل الممارسات التجاريّة للصين، ودعم بكين لموسكو، فضلاً عن قضيّة تايوان.
وقضى بلينكن عدة ساعات مع وانج يي في اجتماعات مغلقة، وغداء عمل، في محاولة من الطرفين للحفاظ على التحسن في العلاقات على الرغم من جدول الأعمال الواسع والمعقد.
ومن المتوقع أن يوازن بلينكن بين الانتقادات المتعلقة بالسياسة الصناعية والخارجية للصين وطلبات المساعدة في كبح برنامج كوريا الشمالية وتخفيف التوتر في الشرق الأوسط، كما يتعين عليه أن يشرح كيف يمكن لبلاده أن تقول إنها تريد تعاوناً أفضل بعد أن وقع الرئيس جو بايدن قانوناً يمكن أن يطرد تطبيق "تيك توك" المملوك لشركة "بايت دانس" الصينية، من الولايات المتحدة.
وقال بلينكن في بداية الاجتماع مع وانج يي، إنّه سيكون "واضحاً جداً ومباشراً جداً"، وأضاف: "آمل أن نُحرز بعض التقدّم في القضايا التي اتّفق عليها رئيسانا".
استقرار سفينة العلاقات
من جهته، قال وانج يي خلال المحادثات التي أجريت في وقت سابق في بكين، إنّ "السفينة العملاقة" للعلاقات بين القوّتين "بدأت تستقرّ"، بعد اجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينج، بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، في نوفمبر الماضي.
واستدرك: "لكن لا تزال عوامل سلبيّة تتزايد وتتراكم بين واشنطن وبكين"، موضحاً "العلاقات تُواجه كلّ أنواع الصعوبات والعراقيل.. تعرّضت حقوق الصين المشروعة في مجال التنمية للقمع بلا مبرّر، ويتمّ التشكيك في مصالحنا الأساسيّة"، متهماً الولايات المتحدة بأنها تكبح تطور الصين.
وتساءل وانج يي: "هل ينبغي للصين والولايات المتحدة أن تستمرا في التحرك في الاتجاه الصحيح، اتجاه الاستقرار، أم العودة إلى دوامة الانحدار؟"، مشدداً على أن "هذه قضية رئيسية تواجه بلدينا وتختبر صدقنا وقدراتنا".
كان بلينكن وصل إلى العاصمة الصينية بعد سلسلة من اللقاءات الودية في مدينة شنغهاي، الخميس، وحضر مباراة كرة سلة، وتناول العشاء في مطعم، وتنزه على طول واجهة النهر التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وخاطب الطلاب الأميركيين والصينيين في حرم جامعة نيويورك.
وقال بلينكن لكبير مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني في شنغهاي، تشين جين ينج، الخميس: "لدينا التزام تجاه شعبنا - بل والتزام تجاه العالم - بإدارة العلاقة بين بلدينا بشكل مسؤول".
كما أثار سياسات الصين التجارية، ومعاملة الشركات الأميركية في الصين.