أعلن مسؤول عمليات نزع الألغام في الأمم المتحدة عن قطاع غزة الذي يتعرض لقصف متواصل تشنه إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، الأربعاء، أن كمية الأنقاض والركام التي يتوجب إزالتها في غزة أكبر مقارنة بأوكرانيا.
وأوضح مونجو بيرتش، المسؤول عن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في غزة، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أنه "لفهم مدى ضخامة الأمر؛ جبهة القتال في أوكرانيا تبلغ 600 ميل (نحو 1000 كيلومتر) في حين أن غزة لا يزيد طولها عن 25 ميلاً" وهي كلها جبهة قتال.
ولكن المشكلة لا تقتصر على حجم الأنقاض البالغ 37 مليون طن، أو 300 كيلوجرام لكل متر مربع، وفقاً لتقدير أجرته الأمم المتحدة في منتصف أبريل الماضي.
وأضاف بيرتش: "يُعتقد أن هذه الأنقاض تحتوي على عدد كبير من القنابل غير المنفجرة، وسيكون تنظيفها أكثر تعقيداً بسبب المخاطر الأخرى الموجودة في الركام".
وقال: "نقدر أن هناك أكثر من 800 ألف طن من الأسبستوس، في حطام غزة وحدها"، وهذه المادة الخطرة على الصحة تتطلب احتياطات خاصة.
وعبّر بيرتش عن أمله في أن تكون دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في نهاية المطاف "قادرة على أن تكون هيئة تنسيق لإزالة الألغام في غزة وتأسيس فرقنا الخاصة لتفكيك الألغام والقنابل".
وبخصوص التمويل، حصلت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام على خمسة ملايين دولار ولكن "لمواصلة عملنا خلال الـ12 شهراً المقبلة، نحتاج إلى 40 مليون دولار إضافية"، كما أكد المسؤول الأممي أن القطاع "سيحتاج إلى مئات الملايين من الدولارات على مدى سنوات عدة لجعل غزة آمنة للسكان".
مساعدات معلقة
وأكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، الثلاثاء، أن إجمالي المساعدات التي تم تجميدها للوكالة الأممية يبلغ حالياً 267 مليون دولار.
وأشار المفوض إلى أنه تم تعليق ما مجموعه 450 مليون دولار في الأساس.
وبفضل استئناف بعض المانحين لتمويلهم، ومساهمة بلدان جديدة وجمع أموال من القطاع الخاص، قال المفوض العام "نحن اليوم في وضع أفضل مما كنا عليه قبل ثلاثة أشهر".
واتهمت إسرائيل التي تقصف غزة بلا هوادة وتنفذ عمليات برية منذ 7 أكتوبر، الأونروا بتوظيف "أكثر من 400 إرهابي" في قطاع غزة والسماح للحركة بإخفاء الأسلحة في مدارسها والمباني الأخرى التي تديرها في القطاع.
وهي اتهامات تنفيها جملة وتفصيلاً الوكالة التي تعتبر الجهة الرئيسية التي تنظم المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
ودفع ذلك الكثير من الدول المانحة، بينها الولايات المتحدة، إلى تجميد تمويلها للوكالة الأممية، مما هدد قدرتها على التدخل في القطاع المحاصر، بينما حذرت الأمم المتحدة من "مجاعة وشيكة".
لكن منذ ذلك الحين، استأنف عدد من هذه الجهات المانحة تمويل الأونروا، حسبما أفاد لازاريني الصحافيين في جنيف. وأوضح أن إجمالي الأموال العالقة "يبلغ 267 مليون دولار"، وغالبيتها من المساعدات الأميركية.
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة أوضحت أنها ستبقي على تجميد التعليق حتى مارس 2025، بسبب الحظر الذي فرضه الكونجرس"، وأضاف أن بريطانيا والنمسا لم تبت بعد بشأن استئناف تمويلهما. ومن المتوقع صدور قرار الحكومة السويسرية قريباً.