اتّهمت الولايات المتّحدة، الجيش الروسي باستخدام "سلاح كيميائي"، هو مادة الكلوروبيكرين، ضدّ القوات الأوكرانية، في انتهاك لمعاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، بينما نفى الكرملين، الخميس، صحة الاتهامات الأميركية، مشدداً على التزام موسكو بالحظر الدولي على الأسلحة الكيميائية.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان، إنّ روسيا لجأت أيضاً إلى مواد كيميائية مخصّصة أساساً لمكافحة الشغب (قنابل الغاز المسيل للدموع) واستخدمتها ضدّ القوات الأوكرانية كـ"أسلوب للحرب في أوكرانيا، وهو ما يشكّل أيضاً انتهاكاً للمعاهدة".
وأضاف البيان أنّ "استخدام هذه المواد الكيميائية ليس حادثة معزولة وهي مدفوعة على الأرجح برغبة القوات الروسية في دحر القوات الأوكرانية من مواقع محصّنة وتحقيق تقدّم تكتيكي في ساحة المعركة".
وفي بيانها قالت الخارجية الأميركية إنّ "تجاهل روسيا المستمر لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية يتوافق مع عمليات تسميم أليكسي نافالني وسيرجي ويوليا سكريبال بغازات أعصاب من نوع نوفيتشوك".
والكلوروبيكرين هو مادة كيميائية استُخدمت كسلاح كيميائي ومبيد حشري، ويؤدّي استنشاقها إلى خطر على الصحة.
وتؤكّد روسيا أنّها لم تعد تمتلك ترسانة كيميائية عسكرية، لكنّها تتعرّض لضغوط متزايدة لإبداء مزيد من الشفافية بشأن عمليات التسميم المتّهمة بها.
حزمة عقوبات جديدة
وفرضت واشنطن حزمة جديدة من العقوبات، الأربعاء، على شركات دفاع روسية وكيانات صينية، شملت عدداً من مراكز الأبحاث والشركات الضالعة في برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية.
وتستهدف العقوبات الأميركية الجديدة نحو 60 شخصاً وشركة أجنبية، صينية على وجه الخصوص، وذلك بتهمة "مساعدة روسيا في الاستحواذ على مكونات أساسية لصناعة الأسلحة أو برامج دفاعية"، بحسب بيان رسمي.
ونقل البيان عن وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قولها، إن "العقوبات المتخذة اليوم تهدف إلى إلحاق المزيد من الاخلال وإضعاف المجهود الحربي الروسي من خلال التعرض لصناعتها العسكرية الأساسية وشبكات التحايل (على العقوبات الحالية) التي تساعدها على الإمداد".
ومن الشركات الأجنبية المستهدفة، هناك 16 شركة من الصين أو هونج كونج، متهمة بغالبيتها بمساعدة روسيا في توريد مكونات محظورة. إضافة الى ذلك، اتهمت اثنتان منها بشراء المواد اللازمة لإنتاج الذخائر الحربية.
وتشمل العقوبات شركات من خمس دول أخرى هي الإمارات وتركيا وأذربيجان، بالإضافة إلى بلجيكا وسلوفاكيا، وهما دولتان في الاتحاد الأوروبي.
وتعمل حوالي 100 شركة روسية، من بين أكثر من 200 شركة مستهدفة، بشكل خاص في قطاعات الدفاع والنقل والتكنولوجيا. وتشارك العديد من الشركات في برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية.
وتنص هذه العقوبات التي تُعنى بها كذلك وزارة الخارجية الأميركية، بشكل خاص على تجميد أصول الشركات أو الأفراد المستهدفين المقيمين في الولايات المتحدة، كما تمنع الكيانات أو المواطنين الأميركيين من التعامل مع المستهدفين بالعقوبات، كما يُحظر على الأشخاص المعنيين دخول الولايات المتحدة.
كما تهدف العقوبات إلى تقييد إمكانية تطوير البنية التحتية للغاز والنفط في روسيا، والتي من شأنها أن تسمح لها بتصدير المحروقات بسهولة أكبر وخاصة إلى الصين. ويتم التصدير حالياً بواسطة ناقلات نفط أو غاز بسبب الافتقار إلى خطوط أنابيب كافية نحو الشرق.
وتهدف هذه العقوبات إلى تقليص إمكانات تمويل المجهود الحربي لروسيا وقدرتها على التزود بالمكونات والمواد الضرورية لمعداتها.
تطورات ميدانية
ميدانياً، تواصل موسكو بشكل شبه متواصل قصف منطقة خاركوف الحدودية مع أوكرانيا والتي احتلتها في بداية الحرب قبل أن تشن كييف هجوماً مضاداً في خريف 2022.
وأشارت تقارير إعلامية متطابقة إلى أن روسيا استخدمت قنابل جوية موجهة جديدة وقوية تلحق دماراً هائلاً بالبنية التحتية.
وفي آخر تطور، شن الطيران الروسي ضربات جوية عدة استهدفت شرق أوكرانيا وشمال شرقها، حيث لقي خمسة أشخاص مصرعهم وجرح آخرون.
وقالت السلطات المحلية في زولوتشيف في منطقة خاركوف إن قنابل موجهة استهدفت سيارة ومنزلاً على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود الروسية. ما أودى بحياة شخصين وإصابة 13 آخرين بينهم طفل في الحادية عشرة من عمره، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
وفي ضربة جوية منفصلة لقي شخصان مصرعهما، وجُرح 6 في جيرنيك الواقعة على بعد حوالي 15 كيلومتراً من خط الجبهة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، حسبما قال حاكم المنطقة فاديم فيلاشين.
وأكد المسؤول عبر تليجرام، أن القوات الروسية هاجمت المدينة بواسطة راجمات صاروخية من طراز "أوراجان"، ونشر صوراً لمنزل محترق.
وقال الحاكم الإقليمي سيرجي ليساك، إن نيران المدفعية وهجوماً بطائرة روسية مسيرة أسفرا أيضاً عن إصابة أربعة أشخاص في نيوكوبول بوسط شرق البلاد.
وفجراً، كان ثلاثة أشخاص على الأقلّ قد لقوا مصرعهم في قصف صاروخي روسي استهدف مدينة أوديسا في جنوب غرب أوكرانيا، حسبما أعلنت السلطات المحلية.
وتستهدف روسيا باستمرار مدينة أوديسا بالصواريخ والمسيّرات المفخّخة. وتكتسي موانئ المدينة الساحلية الكبيرة المطلّة على البحر الأسود أهمية كبرى للصادرات الأوكرانية.
وفي المقابل أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، استهداف مصفاة نفط روسية رئيسية، بطائرة مسيرة في منطقة ريازان غربي روسيا على بعد 500 كيلومتر تقريباً من الحدود الأوكرانية وحوالي 190 كيلومتراً جنوب شرق موسكو.
وأفادت وسائل إعلام محلية، بوقوع انفجارات وحريق في هذه المصفاة المملوكة لشركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت" وتبلغ طاقتها، بحسب موقعها الإلكتروني، 17 مليون طن سنوياً.