بريطانيا.. حزب "العمال" يحقق فوزاً مبكراً على "المحافظين" في دائرة "الجدار الأحمر"

time reading iconدقائق القراءة - 6
كريس ويب من حزب العمال بعد اعلان فوزه بالانتخابات المحلية في بلاكبول ساوث شمال غربي إنجلترا. 3 مايو 2024 - AFP
كريس ويب من حزب العمال بعد اعلان فوزه بالانتخابات المحلية في بلاكبول ساوث شمال غربي إنجلترا. 3 مايو 2024 - AFP
لندن/ دبي-الشرقوكالات

فاز حزب العمال البريطاني المعارض بمقعد في مجلس العموم في شمال إنجلترا، الجمعة، ما ألحق خسارة فادحة بحزب المحافظين الحاكم في بداية ما يبدو أنها جولة مؤلمة من النتائج لرئيس الوزراء ريشي سوناك.

وحدد الفوز الساحق وتيرة يومين مرتقبين ستعلن خلالهما نتائج الانتخابات المحلية قبل الانتخابات العامة هذا العام، والتي تظهر استطلاعات الرأي أنها قد توصل زعيم حزب العمال كير ستارمر إلى السلطة وتنهي عهد حكومة المحافظين المستمر منذ 14 عاماً.

وأدلى الناخبون بأصواتهم، الخميس، لاختيار المرشحين لأكثر من 2000 مقعد للسلطات المحلية في جميع أنحاء إنجلترا وعدد من رؤساء بلديات عدة مدن منها العاصمة لندن.

وكان مقعد بلاكبول ساوث هو الوحيد في مجلس العموم المتاح للتصويت بعد استقالة شاغل المنصب، الذي تم انتخابه في عام 2019 كمرشح عن حزب المحافظين، بسبب فضيحة ممارسة ضغوط.

ويجري العد في 107 مجالس محلية في إنجلترا وويلز، بينما تستمر نتائج الانتخابات المحلية بالظهور، حيث تم فرز ثلث الأصوات لخمسة وثلاثين مجلساً، حيث يواجه الحزب الحاكم المحافظ نتائج ليست إيجابية على الأقل في فقدان الحزب للمقاعد الدفاعية له حتى الآن مع خسارة في الانتخابات الفرعية على مقعد برلماني لجنوب بلاكبول.

وخسر حزب العمال السيطرة على المجالس البلدية لمنطقة أولدهام لصالح المستقلين، بسبب مواقف الحزب من الحرب على غزة والنزاع بشكل عام جزئياً وفقًا لتصريحات منسق الحملة لإعلام محلي.

ومن المتوقع أن يستمر ظهور النتائج، الجمعة، عدا نتائج انتخابات عمدة لندن المنتظرة، السبت.

ضربة لقيادة سوناك

ووصف زعيم حزب العمال البريطاني كير ستامر، الجمعة، استعادة حزبه مقعده بمنطقة بلاكبول ساوث في الانتخابات الفرعية البرلمانية بأنه "فوز مزلزل"، وذلك في ضربة جديدة لقيادة رئيس الحكومة ريشي سوناك.

ومن شأن الهزيمة في بلاكبول والإشارات المبكرة على الخسائر الكبيرة على مستوى المجالس أن تعزز آمال حزب العمال في تحقيق فوز كاسح على حزب المحافظين الذي ينتمي إليه سوناك في الانتخابات العامة.

وفاز المرشح المحلي والمفضل كريس ويب بحصوله على 10 آلاف و825 صوتاً، يليه المرشح عن حزب المحافظين ديفيد جونز، بفارق 3218 صوتاً، والذي أنهى السباق بفارق ضئيل عن مرشح الإصلاح، مارك بوتشر الذي حصل على 3101 صوتاً، وفق صحيفة "جارديان".

وقال ويب في خطاب فوزه: "يا رئيس الوزراء، افعل الشيء اللائق، واعترف بفشلك وادعو لإجراء انتخابات".

بدوره، قال ستارمر: "هذا الفوز الزلزالي في بلاكبول ساوث هو النتيجة الأكثر أهمية اليوم. هذه هي المسابقة الوحيدة التي أتيحت للناخبين فيها فرصة إرسال رسالة إلى المحافظين بزعامة ريشي سوناك مباشرة، وهذه الرسالة هي تصويت ساحق من أجل التغيير. إن التحول نحو حزب العمال في بلاكبول ساوث هو أمر تاريخي حقاً ويظهر أننا عدنا بقوة إلى خدمة الطبقة العاملة".

وأضاف: "لقد أظهر النائب العمالي الجديد كريس ويب أنه بعد سنوات من الإهمال من قبل المحافظين، هناك بديل أفضل. الرسالة إلى ريشي سوناك واضحة. حان وقت التغيير، حان وقت إجراء انتخابات عامة".

وتشكّل هذه الانتخابات، التي بدأت الخميس، وهي مزيج من انتخابات للمجالس البلدية وعمداء واستحقاقات محلية أخرى، فضلاً عن انتخابات برلمانية تكميلية، آخر اختبار انتخابي قبل انتخابات عامة في فترة لاحقة من هذا العام.

انتكاسة لسوناك

وبالنسبة لحزب سوناك، لم تكن خسارة بلاكبول ساوث غير متوقعة، لكن يمكن اعتبارها مؤشراً على الكيفية التي من المرجح أن يصوت بها الناخبون في الدوائر الانتخابية الفقيرة في الانتخابات العامة المتوقعة في وقت لاحق من هذا العام.

وتعد بلاكبول ساوث أول انتكاسة كبيرة في سلسلة من الهزائم المتوقعة لحزب المحافظين بزعامة سوناك، حيث يتم الإعلان عن نتائج انتخابات المجالس المحلية في جميع أنحاء إنجلترا بالإضافة إلى رؤساء البلديات الرئيسية، مثل لندن وتيز فالي وويست ميدلاندز.

وسيطر حزب المحافظين على دائرة "الجدار الأحمر" منذ عام 2019، وقبل ذلك، كانت تعتبر مقعداً آمناً لحزب العمال منذ عام 1997، وكان يسيطر عليها جوردون مارسدن الذي عمل ويب لديه سابقاً كمستشار.

ويشير مصطلح دائرة الجدار الأحمر في بريطانيا إلى مناطق تقليدية تؤيد حزب العمال في شمال إنجلترا وويلز وتفصل بين المناطق التي صوتت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في عام 2016.

ومع تقدم حزب العمال بأكثر من 20 نقطة في استطلاعات الرأي الوطنية الأخيرة، فمن المرجح أن تعزز الأصوات الرأي القائل بأن زعيمه كير ستارمر في طريقه إلى داونينج ستريت (مقر الحكومة).

الهزيمة الأحدث للمحافظين

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، تعد هذه الهزيمة الثقيلة في بلاكبول ساوث الأحدث في سلسلة مؤسفة من الهزائم التي مُني بها حزب المحافظين في الانتخابات الفرعية البرلمانية الأخيرة.

وخسر الحزب 6 مقاعد أخرى منذ أن أصبح ريشي سوناك رئيساً للوزراء، وجاءت جميع الهزائم في الأشهر العشرة الماضية. وفي حين أن هذا الفوز سيعزز بلا شك معسكر حزب العمال، إلا أنه يأتي بعد فترة وجيزة من أبحاث أظهرت أن حزب كير ستارمر قد يخسر المقاعد الرئيسية مع ابتعاد الناخبين التقدميين الموالين سابقاً عن حزب العمال.

كما أن إحباط الناخبين بشأن قضايا، مثل حرب إسرائيل على غزة وأزمة المناخ، يعني أن حزب العمال قد خسر أرضه في 50 مقعداً رئيسياً، خاصة في المناطق الحضرية الأصغر والتي تختلف تماماً عن بلاكبول ساوث.

تصنيفات

قصص قد تهمك