قالت القيادة الجنوبية للجيش الصيني، الجمعة، إنها راقبت عن كثب و"أبعدت" المدمرة الأميركية USS Halsey التي دخلت المياه الإقليمية لجزر باراسيل في بحر الصين الجنوبي في العاشر من مايو.
وهذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها الجيش الصيني عن مراقبة المدمرة خلال 48 ساعة، إذا أعلن الناطق باسم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الكولونيل لي شي، الأربعاء، أن "مدمرة الصواريخ الموجهة USS Halsey من طراز Arleigh Burke خضعت للمراقبة من قبل القوات البحرية والجوية على مدى عملية عبورها بالكامل".
وراقبت سفن وطائرات حربية صينية عبور السفينة في مضيق تايوان، ما اعتبرته صحيفة "ساوث تشينا مورنينج بوست" إشارة واضحة إلى الخلاف العسكري بين البلدين، قبل أسابيع من التنصيب الرئاسي في تايبيه.
وأضاف القائد العسكري الصيني، أن "القوات في المسرح لا تزال في حالة تأهب قصوى ودائمة لحماية السيادة الوطنية والسلام والاستقرار الإقليميين بكل قوة".
وقالت وزارة الدفاع التايوانية، الخميس، إن قواتها كانت تراقب الوضع عن كثب، عندما أبحرت السفينة الأميركية جنوباً عبر المضيق ولم تلاحظ أي شيء غير معتاد، إذ حلقت الطائرات على مقربة من جزر بينجو التايوانية، حيث تتمركز قاعدة جوية تايوانية رئيسية، وفقاً للوزارة.
وأضافت الوزارة أن تايبيه "رصدت 4 طائرات صينية أثناء عبورها خط المنتصف، وهو نقطة افتراضية في منتصف المضيق تفصل تايوان عن البر الرئيسي الصيني، خلال الساعات الـ 24 الماضية".
بدورها، أشارت "ساوث تشينا مورنينج بوست" إلى أن التوترات الناجمة عن عبور المضيق "تفاقمت" منذ وصول الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد لاستقلال تايوان، إلى السلطة في عام 2016، ما أثار غضب الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها.
عملية عبور روتينية
على الجانب الآخر، قال الأسطول السابع، التابع للبحرية الأميركية، في بيان، إن المدمرة USS Halsey أجرت "عملية عبور روتينية" لمضيق تايوان عبر المياه، حيث تنطبق حرية الملاحة والطيران في أعالي البحار وفقاً للقانون الدولي.
وأضاف البيان، أن "السفينة عبرت خلال ممر في المضيق خارج حدود البحر الإقليمي لأي دولة ساحلية، ما يُظهر التزام الولايات المتحدة بدعم حرية الملاحة لجميع الدول من حيث المبدأ".
وشدد بيان الأسطول السابع، على أنه "لا يجوز تخويف أو إكراه أي عضو في المجتمع الدولي على التنازل عن حقوقه وحرياته"، مشيراً إلى أن جيش الولايات المتحدة يستطيع أن "يحلق ويبحر ويعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي".
ولا تعترف معظم الدول، وبينها الولايات المتحدة، بالجزيرة كدولة مستقلة، ولكن واشنطن تعارض أي تغيير من طرف واحد للوضع الراهن، وتلتزم بتسليح تايبيه.
وتم انتخاب الحزب الديمقراطي التقدمي لولاية رئاسية ثالثة، وهو حدث غير مسبوق، في يناير الماضي، ومن المقرر تنصيب وليام لاي تشينج تي، نائب الرئيسة الحالي، في 20 مايو الجاري، رئيساً جديداً للبلاد، بينما تندد بكين بالرئيس التايواني المقبل باعتباره "مثيراً للمتاعب وانفصالي عنيد".
وفي أبريل الماضي، قال لاي تشينج تي، إنه يأمل أن يبدأ "الحزبان الحاكمان على جانبي مضيق تايوان في إجراء حوارات صحية على نحو مسؤول للمشاركة في التعاون مع بكين على أساس من الكرامة والمعاملة بالمثل"، داعياً بكين إلى "التحلي بالثقة في مواجهة الحكومة الشرعية المنتخبة التي عهد إليها شعب تايوان بالمسؤولية".