جدل تحويل كنيسة إلى مسجد يسبق لقاء ميتسوتاكيس بأردوغان

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلتقي رئيس وزراء اليونان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 20 سبتمبر 2023 - AFP
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلتقي رئيس وزراء اليونان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 20 سبتمبر 2023 - AFP
إسطنبول-أ ف ب

يستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، في أنقرة، رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في مؤشر جديد على تحسن العلاقات بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي "الناتو". 

وذكر مصدر دبلوماسي تركي لوكالة "فرانس برس"، أنه بعد عقود من تبادل اللوم والتوترات بين أثينا وأنقرة تخللتها مراحل قصيرة من المصالحة، فإن هذه الزيارة التي تستمر يوماً واحداً، وتأتي بعد زيارة أردوغان لليونان في ديسمبر 2023، "تمثل مرحلة جديدة في العلاقات بين تركيا واليونان".

وقال أردوغان في مقابلة نشرتها الأحد صحيفة "كاثيميريني" اليونانية، إن المباحثات ستركّز على "حل المشاكل" بين البلدين.

وأضاف: "مسؤولية إعادة الهدوء الى العلاقات بين البلدين ملقاة على عاتقنا... لكي نضمن أن يسود السلام والاستقرار على ضفتي بحر إيجه"، معرباً عن أمله في "رفع العلاقات الثنائية الى مستوى جديد".

وفي ديسمبر الماضي، وقع الزعيمان، اللذان يختلفان بشأن قبرص والمتنافسان في شرق البحر المتوسط والمنقسمان بشأن الهجرة في مياه بلديهما، إعلاناً بشأن "علاقات الصداقة وحسن الجوار بينهما مع إقرارهما بأهمية الاحترام المتبادل والتعايش السلمي".

ورغم هذه المرحلة من التهدئة التي بدأت بعد زلزال أودى بأكثر من 50 ألف شخص في جنوب شرق تركيا خلال فبراير 2023، فإن قرار تحويل كنيسة المخلّص في خورا، الأرثوذكسية القديمة في إسطنبول إلى مسجد، أثار غضب السلطات اليونانية.

وأعرب ميتسوتاكيس عن "استيائه الشديد" قبل أسبوع من زيارته قائلاً إنه "لا نقص في المساجد في المدينة، وهذه ليست طريقة للتعامل مع التراث الثقافي"، مذكراً بأن إسطنبول "كانت عاصمة الامبراطورية البيزنطية والأرثوذكسية لأكثر من ألف عام". 

مطالب أثينا

وأكد رئيس الوزراء اليوناني الذي أعقبت زيارته السابقة لتركيا في مارس 2022 توترات شديدة، أنه سيطلب من أردوغان "التراجع عن قرار" تحويل كنيسة المخلّص في خورا إلى مسجد.

واتخذت أنقرة قرار تحويل الكنيسة التي تحمل بعداً رمزياً كبيراً إلى مسجد في العام 2020، لكن ميتسوتاكيس قال في مقابلة مع تلفزيون "ألفا تي في" الرسمي اليوناني، إن "حقيقة أن تنفيذ (القرار) يتزامن مع زيارتي سيسمح لي بالتأكيد بإثارة هذه القضية ومعرفة ما إذا كان هناك إمكانية لإلغاء هذا القرار". 

وشدّد ميتسوتاكيس، السبت، على أن تحويل هذه الكنيسة إلى مسجد كان "عملاً غير ضروري على الإطلاق" و"استفزازياً إلى حد ما" ليس فقط في ما يتعلق بالعلاقات اليونانية التركية، ولكن أيضاً بالنسبة للتراث العالمي و"احترام طابعه الخالد". 

"قنوات مفتوحة"

في المقابل، اعتبر ميتسوتاكيس هذا الأسبوع في مقابلة مع صحيفة "بروتوثيما"، أنه "يجب الحفاظ على قنوات مفتوحة" مع أنقرة.

كذلك أكد وزير الخارجية اليوناني يورجوس جيرابيتريتيس أن "أثينا تسعى لأطول فترة ممكنة من الهدوء في العلاقات اليونانية التركية".

وأوضح أن الأولوية تكمن في "معرفة إلى أي مدى تم تنفيذ اتفاقات 7 ديسمبر، وما إذا كانت هناك إرادة سياسية للخطوات التالية". 

وأدى الاجتماع الأخير في ديسمبر الماضي إلى بعض الانجازات، مثل إصدار تأشيرات خاصة جديدة للأتراك لزيارة الجزر اليونانية القريبة من الساحل التركي. 

ونتج من ذلك ازدياد عدد الزوار الأتراك 3 مرات. 

ولم يكرر أردوغان أياً من تهديداته السابقة بغزو الجزر اليونانية لمنع عسكرتها المفترضة، علماً أنها تهديدات دفعت الكونجرس الأميركي إلى منع تسليم مقاتلات F-16 إلى تركيا. 

وتم رفع هذا الفيتو في يناير الماضي، تزامناً مع موافقة الولايات المتحدة على تسليم طائرات F-35 إلى اليونان.

وأكد المصدر الدبلوماسي التركي أن البلدين يرغبان في مواصلة تحفيز التبادل التجاري بينهما لزيادته من نحو 6 مليارات دولار حالياً إلى 10 مليارات.

وتستمر الخلافات بشأن قبرص، التي انقسمت عام 1974 عندما احتلت القوات التركية الثلث الشمالي من الجزيرة رداً على انقلاب عسكري رعاه المجلس العسكري الذي كان يحكم آنذاك في أثينا سعياً لضم الجزيرة إلى اليونان.

وتعترف أنقرة فقط بـ"جمهورية شمال قبرص التركية" الانفصالية.

اعتقال قنصل يوناني

وذكرت وسائل إعلام تركية أن أنقرة أدانت اعتقال السلطات اليونانية لموظف قنصلي يوناني في أحد القنصليات التركية.

وقالت صحيفة "تي جي آر تي" التركية، إن السلطات اليونانية اعتقلت الموظف القنصلي في 2020 ووجهت له تهماً بالتجسس لصالح تركيا، كما اعتقلت مواطناً يونانياً وحكمت عليه بالسجن لمدة 3 سنوات بتهم التجسس، في حين نفى المتهمين ما وُجه لهما من ادعاءات.

وأضافت الصحيفة، السبت، أن هذه المحاكمات "تهدد بتوتر جديد في العلاقات اليونانية التركية، لأن أنقرة تعتبر ذلك انتهاكاً لحقوق الموظف القنصلي".

تصنيفات

قصص قد تهمك