بعد اتفاق تركيا مع السويد بشأن الناتو.. بايدن يعتزم منح أنقرة مقاتلات F-16

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقاتلة تركية من طراز F-16 خلال عرض جوي فوق إسطنبول. 20 سبتمبر 2018 - REUTERS
مقاتلة تركية من طراز F-16 خلال عرض جوي فوق إسطنبول. 20 سبتمبر 2018 - REUTERS
دبي/واشنطن-الشرقرويترز

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الثلاثاء، إن الرئيس جو بايدن يعتزم المضي قدماً في نقل مقاتلات (F-16) إلى تركيا بالتشاور مع الكونجرس، فيما ألمح سيناتور أميركي بارز إلى تخليه عن معارضة بيع المقاتلات لأنقرة في الصفقة المعطلة منذ 2021.

وشدد سوليفان، في مؤتمر صحافي على أن طلب تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي غير مرتبط بانضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، قد أجرى اتصالاً هاتفياً الاثنين، بنظيره التركي يشار جول بحث فيه الدعم الأميركي لمساعي تركيا للتحديث العسكري.

وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الاثنين، إن أوستن وجولر ناقشا الأهداف الدفاعية المشتركة ومتعددة الأطراف، وإن الوزيرين أشادا بالتاريخ الطويل للتعاون العسكري بين الولايات المتحدة وتركيا، وكذلك "التعاون الوثيق المستمر بيننا".

وذكر البيان أن الوزيرين ناقشا كذلك "المحادثات الإيجابية" بين تركيا والسويد، وكذلك الدعم الأميركي للتحديث العسكري في تركيا.

وجاءت المكالمة بين الوزيرين عقب إعلان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وافق على إحالة طلب السويد الانضمام للحلف، إلى البرلمان، في حين أكدت ستوكهولم توصلها لاتفاق مع أنقرة بشأن عملية الانضمام إلى الناتو. 

وتعرقل تركيا مساعي السويد للانضمام إلى الناتو منذ أكثر من عام، إذ تقول إن السويد لم تتخذ ما يكفي من إجراءات ضد من تعتبرهم تركيا إرهابيين، ولا سيما أعضاء "حزب العمال" الكردستاني المحظور الذي تدرجه تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على قوائم المنظمات الإرهابية.

وطلبت تركيا في أكتوبر 2021 شراء مقاتلات (F-16) ومكونات لتحديث طائراتها الحربية الحالية بما قيمته 20 مليار دولار من شركة لوكهيد مارتن، بعد إقصائها من برنامج مقاتلات (F-35) لكن الصفقة تعطلت وسط معارضة من الكونجرس الأميركي.

وعارض أعضاء في الكونجرس الصفقة، بسبب تحفظهم على شراء تركيا منظومة "إس-400" الروسية، والعلاقات الوثيقة للرئيس التركي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى سياسات أنقرة في شرق البحر المتوسط، وتوتر العلاقات بينها واليونان.

مقاتلات (F-16)

بدوره، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بوب مينينديز، الاثنين، إن هناك "هدوءاً" مؤقتاً في "عدوان تركيا على جيرانها"، مضيفاً أنه يجري محادثات مع إدارة الرئيس جو بايدن بشأن التعليق الذي فرضه على المبيعات الأميركية المستقبلية لطائرات (F-16) إلى أنقرة.

وأضاف مينينديز، وهو ديمقراطي، في مقابلة إنه بينما لا تزال لديه مخاوف بشأن تركيا، يمكنه اتخاذ قرار في غضون الأسبوع المقبل بشأن التعليق.

ولدى سؤاله عما إذا كان هذا التقدم في ملف عضوية السويد بالناتو، قد يدفعه إلى إعادة النظر في تحفظه الطويل على بيع الطائرات المقاتلة لتركيا، قال مينينديز: "نجري محادثات مع الإدارة.. إذا تمكنت (إدارة بايدن) من إيجاد طريقة لضمان توقف عدوان تركيا على جيرانها، وهو ما حدث في الأشهر العديدة الماضية، فهذا عظيم ولكن يجب أن يكون هناك واقع دائم".

وقال مينينديز أيضاً إن هناك حاجة إلى سبيل "لتعزيز أمن اليونان" والحصول على "تأكيدات بشأن الإجراءات المستقبلية".

ورداً على سؤال عن المدة التي قد يستغرقها اتخاذ قرار بشأن الإبقاء على تعليق مبيعات (F-16) لتركيا، قال مينينديز، "من المحتمل.. الأسبوع المقبل".

الخلاف التركي اليوناني

وتسود العلاقات التركية اليونانية خلافات بشأن عدد من القضايا العالقة، منها قضية جزيرة قبرص والنزاع على الحدود البحرية شرق المتوسط وأعمال التنقيب فيها، والمجال الجوي، ومسألة تدفق اللاجئين من الطرف التركي لليونان، وتسليح الجزر غير العسكرية في بحر إيجة، التابعة لليونان والقريبة من تركيا.

وتفاقم النزاع بين أنقرة وأثينا العام الماضي، إذ أعلن الرئيس التركي إلغاء بلاده عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى مع اليونان، على خلفية اتهامه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعرقلة بيع طائرات "F 16" إلى تركيا خلال كلمة ألقاها أمام الكونجرس الأميركي في منتصف مايو 2022، معتبراً أن "اليونان تدخل طرفاً ثالثاً في العلاقات مع تركيا".

وتقول تركيا إن اليونان "تعسكر" جزر بحر إيجه بشكل غير قانوني، بينما تقول أثينا إنها بحاجة للدفاع عنها ضد أي هجوم محتمل. كما أن الحليفين في "الناتو" بينهما خلاف بشأن حقوق التنقيب عن الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط.

وفي المقابل، تسلمت القوات الجوية اليونانية، في سبتمبر الماضي، دفعة من مقاتلات F-16 المطورة، في إطار برنامج بقيمة 1.5 مليار دولار لتحديث أسطولها الحالي من المقاتلات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات