أعلن جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية إحباط "محاولة انقلاب عسكري"، صباح الأحد، استهدفت "قصر الأمة"، أحد مكاتب رئيس الجمهورية فليكس تشيسكيدي، الذي يحكم البلاد منذ 2019، حسبما أعلن متحدث عسكري، فيما نقلت وسائل إعلام محلية أن المحاولة الانقلابية قادها "زعيم الشتات" كريستيان مالانجا.
وقال الميجر جنرال سيلفان إيكينج، في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي، إن "القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية أحبطت محاولة الانقلاب في مهدها"، وأضاف: "هذه المحاولة شارك فيها أجانب وكونغوليون"، وقد تم "قتلهم جميعاً بما في ذلك زعيمهم".
وشدد إيكينج، على أن الوضع في ثاني أكبر دول القارة الإفريقية من حيث المساحة "تحت السيطرة، وندعو السكان إلى ممارسة أعمالهم بحرية".
وكانت مجموعة من المسلحين يقودها زعيم حركة الشتات الكونغولي كريستيان مالانجا، سيطرت، فجر الأحد، على قصر الأمة في كينشاسا، مقر الرئاسة، ورفعت علم زائير (الاسم السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية)، وفق إذاعة فرنسا الدولية RFI.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن المجموعة المتمردة كان يقودها السياسي كريستيان مالانجا، رئيس حزب الوحدة الكونغولي المقيم في بلجيكا، وتتكون المجموعة من عدد غير معروف من الأشخاص، فيما تشير التقديرات إلى 20 شخصاً".
ودعا المتمردون في بث مباشر على فيسبوك، بثه قائد المجموعة إلى "تغيير الأمور في إدارة الجمهورية". وفي الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (5 صباحاً بتوقيت جرينتش)، نشر مالانجا منشوراً على نفس المنصة الاجتماعية مع عبارة "زائير الجديدة"، وفق وكالة "نوفا نيوز"، الإيطالية.
قائد محاولة الانقلاب
وكريستيان مالانجا البالغ من العمر 44 عاماً، والمتهم بقيادة المحاولة الانقلابية، هو سياسي كونغولي ورجل أعمال وضابط عسكري سابق. أسس الحزب الكونغولي المتحد (UCP) بعد مشاركته في الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2011.
وولد مالانجا في كينشاسا، وانتقل مع عائلته إلى سوازيلاند كلاجئ سياسي في عام 1993، ثم انتقل بعد ذلك إلى سولت ليك سيتي بولاية يوتا في عام 1998. وهناك، أسس العديد من الشركات الصغيرة، وشارك في تأسيس جمعية خط المساعدة الإفريقية غير الربحية.
وفي عام 2006، عاد إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية لأداء الخدمة العسكرية، وترقى إلى رتبة نقيب بحلول عام 2007. وبعد خدمته، أسس شركة مالانجا كونغو، وهي شركة تعمل في الأشغال العامة والتعدين.
وترشح مالانجا للبرلمان في عام 2011، لكنه اعتقل قبل الانتخابات. قام بعد ذلك بتشكيل الحزب الشيوعي الموحد، وقام بحملة بين الشتات الكونغولي. وفي عام 2017، أنشأ حكومة في المنفى في بروكسل، أطلق عليها اسم زائير الجديدة، بهدف استعادة السيادة للشعب الكونغولي، وفق تعبيره.
وفي نفس السياق، وقع هجوم ثان بالقرب من مقر إقامة نائب رئيس الوزراء فيتال كاميرهي، المؤرخ السياسي للبلاد والمرشح الحالي لائتلاف "اتحاد الأمة" الحاكم.
هجوم موازي
ووقع الهجوم في حي جومبي المركزي، الذي يتردد عليه العديد من الدبلوماسيين المقيمين، والذي يقيم فيه كاميرهي. وبحسب مصادر إذاعة فرنسا الدولية RFI، فقد تم استخدام طائرات مسيرة خلال الهجوم على مقر إقامة نائب رئيس الوزراء.
وفي 24 أبريل الماضي، تم تعيين فيتال كاميرهي، وهو سياسي كونغولي لديه طموحات لرئاسة البلاد، رسمياً كمرشح الأغلبية لرئاسة الجمعية الوطنية (البرلمان)، وهو الدور الذي شغله بالفعل في الفترة من عام 2006 إلى عام 2009 في عهد الرئيس آنذاك جوزيف كابيلا.
وتم اختيار فيتال كاميرهي، والذي شغل في السابق منصب كبير موظفي الرئيس، فيليكس تشيسيكيدي، في نهاية أبريل الماضي، كمرشح تكتل "الأمة المقدس"، والذي حصد الأغلبية البرلمانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لرئاسة الجمعية الوطنية.
وخلال الانتخابات التمهيدية التي نظمتها عائلة فيليكس تشيسيكيدي السياسية، تفوق على المرشحين الآخرين، كريستوف مبوسو، الرئيس الحالي لمجلس النواب في البرلمان، وموديستي باهاتي، الرئيس السابق لمجلس الشيوخ.
وقال ميشيل موتو موهيما، المتحدث باسم كاميرهي، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، إن كاميرهي، الذي شغل عدة مناصب عليا في حكومة الكونغو وهو مرشح لرئاسة الجمعية الوطنية، لم يصب بأذى"، مضيفاً أن أحد منفذي الهجوم وحارسان من الشرطة سقطا خلال تبادل إطلاق النار".