قال فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر، الجمعة، إن المخاوف من أن روسيا قد تشن هجوماً على أي دولة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، غير مبررة مضيفاً أن الحرب في أوكرانيا التي دخلت الآن عامها الثالث "أظهرت حدود قدرات روسيا العسكرية".
وأضاف أوربان "لا أعتبر أنه من المنطقي أن تقوم روسيا، التي لا تستطيع حتى هزيمة أوكرانيا، فجأة بابتلاع العالم الغربي بأكمله... هذا احتمال نسبة حدوثه ضئيلة جداً".
وأسس أوربان، وهو قومي التوجه، ويتولى منصب رئيس الوزراء منذ 2010، حملته لانتخابات البرلمان الأوروبي المقرر إجراؤها الشهر المقبل على فكرة تجنب التورط في الصراع بشكل أكبر، إذ قال إن نتائج تلك الانتخابات "ستحدد مسار الحرب والسلام في أوروبا".
وقال أوربان في مقابلة مع الإذاعة العامة "الجيش الروسي يخوض حرباً خطيرة وصعبة مع الأوكرانيين... ولو كان الروس أقوياء بما يكفي لهزيمة الأوكرانيين دفعة واحدة، لحققوا ذلك بالفعل".
وأضاف أوربان أن القدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي تفوق بكثير قدرات أوكرانيا لذا من المستبعد أن تشن روسيا أو أي دولة أخرى هجوماً على الحلف.
وتابع قائلاً إنه يعتبر الحديث عن التهديد الروسي حجة لتعميق تدخل الغرب في حرب أوكرانيا.
"حرب هجينة"
وطلبت فنلندا وليتوانيا من روسيا، الأربعاء، شرح خطتها لتعديل حدودها البحرية مع البلدين من جانب واحد، واعتبرتا أن ذلك قد يكون فصلاً جديداً من الحرب "الهجينة".
وقالت وزارة الخارجية الليتوانية في بيان إنها "تستدعي ممثلاً عن الاتحاد الروسي للحصول على شرح كامل".
وبموجب مشروع المرسوم الذي طرحته وزارة الدفاع الروسية وكشف الثلاثاء، تريد موسكو توسيع مياهها الإقليمية عن طريق تعديل حدودها مع فنلندا وليتوانيا في بحر البلطيق.
من شأن إعادة ترسيم الإحداثيات الجغرافية أن تضع مناطق فنلندية وليتوانية تحت السيطرة الروسية. وبحسب الوثيقة، سيتم تغيير حدود روسيا في منطقة كالينينجراد الغربية والجزء الشرقي من خليج فنلندا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن التغيير، الذي يتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في يناير 2025، ضروري لأن الإحداثيات الجغرافية التي تم رسمها في نهاية القرن العشرين "لا تتوافق بالكامل مع الوضع الجغرافي الحالي".
المجر تتجه شرقاً
وترفض المجر، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022. كما تسعى إلى الانسحاب من خطة حلف شمال الأطلسي طويلة الأجل لمساعدة أوكرانيا والتي يصفها وزير خارجية المجر بأنها مهمة مجنونة".
وفي ظل خلافاته مع بروكسل، اتجه الزعيم القومي إلى الشرق في السنوات الماضية، وعمل على تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا رافضاً المواجهة العقائدية بين "الكتل".
وفي وقت سابق من مايو الجاري، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينج جولة أوروبية قادته إلى فرنسا صربيا والمجر، حيث وعد بترسيخ التعاون الاقتصادي مع بودابست، معتبراً أن البلدين تحديا معاً "النظام الجيوسياسي في سياق دولي غير مستقر"، في إشارة إلى الاستراتيجية التي يعتمدها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان داخل الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت المجر توقيع 18 اتفاقاً على الأقل خلال هذه الزيارة في مجالات البنية التحتية للسكك الحديد والطرق والطاقة النووية وحتى السيارات.
وتوترت العلاقات بين بودابست وواشنطن بسبب تباطؤ المجر في التصديق على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي وعلاقات أوربان الودودة مع موسكو رغم الحرب في أوكرانيا.
وسبق أن انتقد رئيس الوزراء المجري العقوبات الغربية على موسكو على خلفية هجومها في أوكرانيا.