قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، إن هناك محادثات في مرحلة أولية بشأن نشر بعثة تابعة للكتلة عند معبر رفح الحدودي في القطاع، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة لن تحدث قبل انتهاء حرب إسرائيل على غزة المستمرة منذ 7 أشهر.
وأضاف المسؤول، الجمعة: "حتى إن كان لدينا أشخاص على الأرض الآن يتحدثون مع جهات مختلفة، ويرون الكيفية التي يمكن بها إتمام الأمر، نحن في مرحلة أولية للغاية من المسألة".
ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعهم الشهري في بروكسل، الاثنين، لبحث كيفية تحسين إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة اقترحت على التكتل إحياء بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح التي توقفت عن العمل منذ عام 2007، عندما سيطرت حركة "حماس" على قطاع غزة بالكامل.
ونصت الاتفاقية السابقة المعروفة باسم "الاتفاق بشأن الحركة والوصول" والمعروفة اختصاراً بـ AMA، التي وُقعت في 15 نوفمبر 2005، في وقت كانت السلطة الفلسطينية لا تزال تسيطر على قطاع غزة، على آلية لتشغيل معبر رفح بين الجانبين المصري والفلسطيني، على أن يكون الاتحاد الأوروبي، ممثلاً في بعثة حدودية، طرفاً ثالثاً يشرف على تطبيق والالتزام بالقواعد والآليات المعمول بها في الاتفاق.
وأتى الاتفاق الذي عرف بـ"اتفاق تسهيل مرور البضائع والأفراد"، عقب الانسحاب الإسرائيلي من غزة في 1 سبتمبر 2005، أو ما يعرف بـ"خطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية"، والتي أخلت إسرائيل بموجبها مستوطنات ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
ومعبر رفح هو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر، وأُغلق منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه من الجانب الفلسطيني قبل 3 أسابيع تقريباً، في حين أن مدينة رفح الآن تعد مسرح هجوم عسكري إسرائيلي، حض قضاة محكمة العدل الدولية، الجمعة، على "ضرورة وقفه على الفور".
مقترح "بعيد المنال"
في السياق، قال المسؤول، إن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ربما تفوضه الدول الأعضاء الـ 27 في التكتل، الاثنين، لطرح "نوع ما من الاستنتاجات" التي تسمح بنشر البعثة، مضيفاً أن نشر البعثة قد لا يحدث "في الظروف الحالية، ليس في ظروف الحرب. نتحدث عن المستقبل".
بدورهم، أشار دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، إلى أن النقاش سيُطرح على الطاولة، إلا أنه لا يوجد أمر ملموس لبحثه. وذكر أحد الدبلوماسيين أن المقترح "بعيد المنال".
وقال دبلوماسيون، إن هذه البعثة قد تمضي قدماً فقط، إذا وافقت عليها مصر وإسرائيل، في وقت قال مسؤولان أميركيان، إن واشنطن تراجع خيارات لتأمين إعادة فتح معبر رفح، إلّا أنه لم تُوضع أي خطط نهائية حتى الآن.
وستتطلب البعثة موافقة بالإجماع من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكانت البعثة مدنية، وسيتعين إجراء تعديلات فيما يخص الأفراد والمعدات، نظراً للمخاطر المحتملة للعملية.
يأتي ذلك في وقت، أعلن الرئيسان الأميركي جو بايدن والمصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، الاتفاق على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم مؤقتاً، لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني، والذي سيطرت عليه إسرائيل في مطلع مايو الجاري، في خطوة أثارت التوتر بين تل أبيب والقاهرة.
وقال البيت الأبيض في بيان عقب مكالمة الطرفين، إن الرئيس الأميركي رحب بـ"التزام القاهرة بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم، بصفة مؤقتة لتوزيعها في قطاع غزة"، فيما أعلنت مصر اتفاق بايدن والسيسي على "دفع كميات من المساعدات الإنسانية والوقود، لتسليمها إلى الأمم المتحدة في المعبر، بصورة مؤقتة، لحين التوصل إلى آلية قانونية لتشغيل معبر رفح".
بدورها، أعلنت الرئاسة الفلسطينية الاتفاق مع مصر بعد اتصالات رسمية، على إدخال المساعدات لغزة من معبر كرم أبو سالم مؤقتاً لحين التوصل لاتفاق لإعادة فتح معبر رفح.
وسيطرت إسرائيل في 7 مايو، على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، في خطوة أثارت التوتر بين البلدين، ما أدى إلى توقف دخول المساعدات عبر المعبر الحدودي بين مصر والقطاع.