الرئيس الفرنسي يصل ألمانيا في "زيارة دولة" لـ"تخفيف التوتر"

time reading iconدقائق القراءة - 5
المستشار الألماني أولاف شولتز يرحب في برلين بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة سابقة له. 15 مارس 2024 - REUTERS
المستشار الألماني أولاف شولتز يرحب في برلين بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة سابقة له. 15 مارس 2024 - REUTERS
برلين-أ ف ب

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، إلى ألمانيا في "زيارة دولة" تستمر 3 أيام، وتهدف إلى محاولة تجاوز الخلافات الفرنسية الألمانية بشأن الملفات الأوروبية الرئيسية، من الحرب في أوكرانيا إلى التنافس التجاري.

وهبطت طائرة ماكرون في مطار برلين، بحسب مراسل "فرانس برس"، ليبدأ زيارته التي تشمل 4 محطات للتأكيد على الأهمية التاريخية للعلاقة ما بعد الحرب بين البلدين الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، في وقت تحيي فرنسا الشهر المقبل ذكرى مرور 80 عاماً على إنزال النورماندي الذي شكل بداية نهاية الاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية.

ولطالما طغى التوتر على العلاقة التي تعد بمثابة محرّك الاتحاد الأوروبي، إذ لم تخف برلين امتعاضها من رفض ماكرون استبعاد إرسال قوات إلى أوكرانيا فيما يُقال إن المسؤولين الألمان لا يشعرون بالارتياح أحياناً حيال سياسات الرئيس الفرنسي الخارجية القائمة على الاستعراض في كثير من الأحيان.

وفي جلسة أسئلة وأجوبة مع الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي خلال وقت سابق هذا الشهر، طلب ماكرون مساعدة من المستشار الألماني أولاف شولتز لدى سؤاله عما إن كانت العلاقة بين فرنسا وألمانيا تسير بشكل جيّد.

وقال شولتز في تصريحات بالفيديو أدلى بها باللغة الفرنسية رداً على منشورات ماكرون في "إكس": "مرحباً أصدقائي الأعزاء، فلتحيا الصداقة الفرنسية الألمانية!". وردّ عليه ماكرون بالألمانية، "شكراً أولاف! أتفق معك تماماً".

وبينما يزور ماكرون برلين بشكل متكرر، ستكون هذه أول "زيارة دولة" منذ 24 عاماً لرئيس فرنسي بعد تلك التي قام بها جاك شيراك سنة 2000، والسادسة منذ أول زيارة دولة ما بعد الحرب قام بها شارل ديجول عام 1962.

وتبدأ زيارة ماكرون بمحادثات يجريها مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يعد دوره فخرياً إلى حد كبير بالمقارنة مع السلطة الواسعة التي تحظى بها الرئاسة الفرنسية.

وسيتوجّه بعد ظهر الاثنين، إلى دريسدن في شرق ألمانيا سابقاً لإلقاء خطاب عن أوروبا خلال مهرجان أوروبي، أما الثلاثاء المقبل، فيزور ماكرون مدينة مونستر الألمانية ليتوجّه لاحقاً إلى ميزبرج خارج برلين لعقد محادثات مع شولتز، وحيث ينعقد اجتماع مشترك للحكومتين الفرنسية والألمانية.

من جهتها، قالت صحيفة "فرانكفورتر ألجيماينه تسايتونج" الألمانية، "لطالما كانت العلاقات الفرنسية الألمانية المهمة للغاية بالنسبة للاستقرار الأوروبي بالدرجة الأولى علاقة مع ألمانيا الغربية"، مضيفةً، أن "هذا هو الحال الآن إلى حد كبير، لكن ماكرون مدفوع بالطموح لتغيير ذلك".

الانتخابات الأوروبية

تأتي الزيارة قبل أسبوعين من حلول موعد الانتخابات الأوروبية، إذ تظهر الاستطلاعات أن ائتلاف ماكرون متخلّف بشكل كبير عن اليمين المتشدد، وقد يواجه صعوبة في بلوغ المركز الثالث، وهو أمر سيشكّل مصدر إحراج كبير للرئيس الفرنسي.

ويتوقع أن يحذر ماكرون خلال خطابه في دريسدن حيث يحظى حزب "البديل من أجل ألمانيا" بدعم كبير، من المخاطر التي يشكلها اليمين المتشدد لأوروبا.

وفي خطاب مهم بشأن السياسة الخارجية الشهر الماضي، وجّه ماكرون تحذيراً من التهديدات التي تواجهها أوروبا في عالم متغيّر غداة الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

وقال الرئيس الفرنسي: "أوروبا التي نعرفها اليوم قابلة للموت، يمكن أن تموت ويعتمد الأمر على خياراتنا فحسب".

ويسعى مسؤولون من الطرفين للتأكيد على أنه بينما يسود التوتر بين فترة وأخرى بشأن مسائل محددة، تبقى العلاقة مبنية على أسس متينة، لكن رفض ماكرون استبعاد إرسال قوات إلى أوكرانيا أثار رداً حاداً بشكل غير معهود من شولتز جاء فيه أن لا خطط من هذا النوع لدى ألمانيا. 

كما أن برلين لا تشارك الرئيس الفرنسي حماسته لاستقلال استراتيجي أوروبي أقل اعتماداً على واشنطن.

ورأت هيلين ميار-دولاكروا المتخصصة في التاريخ الألماني لدى جامعة السوربون في باريس، أن "العلاقة الفرنسية الألمانية قائمة على الاختلاف، وإيجاد طرق للتوصل إلى تسويات".

ووصف مدير برنامج أوروبا لدى شركة "مجموعة أوراسيا" لتحليل المخاطر مجتبى رحمن العلاقات بين فرنسا وألمانيا بأنها "ما زالت محرجة، وتميل إلى العدائية".

وأضاف على منصة "إكس"، "في المسائل الكبرى، يجب توقع تقدّماً ضئيلاً فحسب".

تصنيفات

قصص قد تهمك