موسكو/روما-وكالات
حذّر الكرملين حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الاثنين، بعد اقتراح أمينها العام ينس ستولتنبرج أن تسمح الدول الأعضاء في الحلف لأوكرانيا بشن هجمات داخل العمق الروسي بأسلحة غربية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحيفة "إزفيستيا" الروسية، أن "حلف شمال الأطلسي يزيد درجة التصعيد"، لافتاً إلى أن الحلف "يمزح بالخطاب العسكري، ويسقط في النشوة العسكرية، والجيش الروسي يعرف ما ينبغي فعله".
وعند سؤاله عما إذا كان الحلف يقترب من مواجهة مباشرة مع روسيا، أجاب بيسكوف، "هم لا يقتربون، هم في غمار ذلك".
وقال ستولتنبرج لمجلة "إيكونوميست"، إن أعضاء الحلف الذين يزودون كييف بالأسلحة، يجب أن يتوقفوا عن حظر استخدامها في ضرب أهداف عسكرية داخل روسيا.
ورأى أمين عام حلف "الناتو"، أن "حرمان أوكرانيا من إمكان استخدام هذه الأسلحة ضد أهداف عسكرية مشروعة على الأراضي الروسية يصعّب عليهم (على الأوكرانيين) الدفاع عن أنفسهم".
واعتبرت مجلة "إيكونوميست"، أن تعليقات ستولتنبرج تستهدف بوضوح الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يعارض السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية في هجماتها داخل روسيا.
معارضة غربية
ودأبت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على قول إنها لا تشجع أوكرانيا على مهاجمة أراضي روسيا، رغم أن أوكرانيا تضغط بشدة من أجل ذلك.
وأكّد بايدن، السبت الماضي، أن لا ينوي إرسال جنود أميركيين إلى أوكرانيا، قائلاً: "لا يوجد جنود أميركيون في حرب أوكرانيا، أنا مصمم على إبقاء الأمر على هذا النحو، لكننا نقف بقوة مع أوكرانيا وسنستمر بالوقوف معها".
وزعم بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان "على يقين من أن الناتو سوف يتفكك"، بعد غزو أوكرانيا في فبراير 2022. وأضاف: "بدلاً من ذلك، أصبح أعظم تحالف دفاعي في تاريخ العالم، أقوى من أي وقت مضى".
من جهتها، جدّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الأحد، معارضتها لاستخدام أسلحة تم إمداد أوكرانيا بها لضرب أراض روسية، قائلةً للتلفزيون الإيطالي: "لا أعرف لماذا قال ستولتنبرج شيئاً كهذا، أعتقد أن علينا أن نكون حذرين للغاية".
كما شدد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، على ضرورة استخدام "المعدات العسكرية التي أرسلتها إيطاليا داخل أوكرانيا".
ودأب بوتين على تحذير الغرب من أنه يخاطر بنشوب حرب عالمية بسبب أوكرانيا، ومن أن أي صراع مباشر بين روسيا والحلف معناه أن الكوكب سيكون على بعد خطوة من اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
وتشن أوكرانيا بانتظام ضربات عبر الحدود في روسيا، وخاصة في منطقة بيلجورود.
ويقول مسؤولون روس إن الهجمات الأوكرانية داخل العمق الروسي تصعيد مباشر، بما في ذلك الهجمات على مناطق مدنية، وعلى أجزاء من الدفاعات النووية الروسية.
وأحدث الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022 أسوأ انهيار في العلاقات بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962.
تقدم روسي
وتتقدم روسيا حالياً على امتداد خط المواجهة في أوكرانيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن قواتها سيطرت على قريتين جديدتين في شرق أوكرانيا، واحدة في منطقة دونتيسك، والثانية في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد.
وأضافت الوزارة في إيجازها اليومي، أن القوات سيطرت على قرية نتايلوف في منطقة دونيتسك، وإيفانيفكا في منطقة خاركيف.
ويعد التقدم الروسي في منطقة خاركيف الأهم منذ 18 شهراً، وفقا لحسابات وكالة "فرانس برس" للأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية.
وتسيطر موسكو على مزيد من المناطق في أوكرانيا منذ أشهر بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد في الصيف الفائت وسيطرتها في فبراير على مدينة افدييفكا.
تصنيفات
