رئيس وزراء كوسوفو: واشنطن وبروكسل "متساهلتان أكثر من اللازم" تجاه صربيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي يتحدث إلى وسائل الإعلام في أوهريد، مقدونيا الشمالية. 18 مارس 2023 - Reuters
رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي يتحدث إلى وسائل الإعلام في أوهريد، مقدونيا الشمالية. 18 مارس 2023 - Reuters
دبي-الشرق

قال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كانا "متساهلين للغاية" تجاه صربيا، ويجب أن يحددا موعداً نهائياً لاعتماد عقوبات على روسيا، مشدداً على أن بلجراد بحاجة إلى الوقوف إلى جانب الغرب ضد موسكو من أجل طمأنة كوسوفو بأنها ملتزمة بتطبيع العلاقات.

وذكر كورتي في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، أن بروكسل وواشنطن "بحاجة إلى تغيير نهجهما وإعطاء جدول زمني لصربيا.. لفرض عقوبات على الاتحاد الروسي".

وحافظ الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش على علاقات وثيقة مع الكرملين وبكين، بينما كان يسعى للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وإقامة علاقة بناءة مع واشنطن، كما رفض تنفيذ العقوبات ضد روسيا لكنه سمح بتسليم ذخيرة صربية الصنع إلى أوكرانيا.

واعتبر كورتي أنه "بمجرد أن تفرض صربيا عقوبات على روسيا، فستكون تلك هي اللحظة التي سيظهرون فيها رغبتهم في الاندماج داخل الاتحاد الأوروبي، وصربيا بدون روسيا لا يمكنها تهديد أمن القارة، لذا يمكنني أن أثق بأنهم يريدون السلام بشكل أساسي. ولن تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استرضائهم بعد الآن".

وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام 2008، وما زالت العلاقات متوترة بين الطرفين.

علاقات متوترة

والعام الماضي، توسط مفاوضو الاتحاد الأوروبي، بدعم من الولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق مبدئي تقضي بموجبه صربيا بالاعتراف بشكل غير رسمي بدولة كوسوفو، في حين توفر بريشتينا نوعاً من الحكم الذاتي لـ10 بلديات ذات أغلبية صربية.

ولم يتم تنفيذ الاتفاق مطلقاً، واشتعلت التوترات بسبب محاولة سلطات كوسوفو فرض سيطرتها الكاملة على المناطق ذات الأغلبية الصربية في شمال كوسوفو.

وفي سبتمبر الماضي، وقع تبادل لإطلاق النار بين شرطة كوسوفو وعشرات من القوات شبه العسكرية الصربية التي تحصنت في دير شمال كوسوفو. ونفت بلجراد أي تورط لها في الهجوم، على الرغم من أن القوات شبه العسكرية كان لديها مخبأً كبيراً للأسلحة الصربية الصنع. 

وتوترت علاقات كورتي مع بروكسل وواشنطن بشدة؛ بسبب ما يعتبره المسؤولون الغربيون محاولات غير بناءة لتشديد قبضة بريشتينا على المناطق ذات الأغلبية الصربية.

وبعد أن قاطع الصرب الانتخابات المحلية في العام الماضي، قامت بريشتينا بتعيين رؤساء البلديات من ذوي الأصل الألباني الذين فازوا في المناطق ذات الأغلبية الصربية، وأحياناً بعدد قليل من الأصوات.

كما نشرت كوسوفو شرطة خاصة مدججة بالسلاح في الشمال. وفي الأسبوع الماضي، داهمت شرطة كوسوفو عدة فروع لبنك صربي في شمال البلاد، وصادرت العملة الصربية.

وتم حظر الدينار كوسيلة للتبادل في كوسوفو خلال وقت سابق من هذا العام، على الرغم من أن العديد من صرب كوسوفو يحصلون على رواتب أو معاشات تقاعدية بهذه العملة، في حين تستخدم كوسوفو اليورو.

وأشار كورتي، الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ 3 سنوات، ويواجه انتخابات العام المقبل، إلى أن القيود تنبع من دستور بلاده الذي ينص على وسيلة واحدة فقط للدفع، مشيراً إلى أن ثلثي الصرب يحصلون على فوائد من كوسوفو باليورو.

اقرأ أيضاً

ما سبب التوتر المتصاعد شمال كوسوفو؟

سلّط اقتحام دير في شمال كوسوفو الضوء على المشكلات المستمرة في المنطقة التي يغلب الصرب على سكانها، بعد 15 عاماَ من إعلان بريشتينا استقلالها.

ورفض رئيس الوزراء تحديد الموعد الذي ستسحب فيه بريشتينا قوات الشرطة الخاصة من البلديات الشمالية، لكنه أصر على أن شكاوى الصرب بشأن وجودهم تتراجع.

واعترف كورتي بأن هناك "في بعض الأحيان خلافات" مع حلفائه الأوروبيين والأميركيين "عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجيات والعمليات والتكتيكات على الأرض من ناحية، والعلاقات مع صربيا من ناحية أخرى"، ولكن ليس بشأن القيم أو المبادئ.

وأوضح إن النهج "الناعم" الذي يتبعه الغرب كان "نتيجة لآمال كبيرة في أن تقفز صربيا عاجلاً، وليس آجلاً إلى المعسكر الديمقراطي الغربي".

تصنيفات

قصص قد تهمك