وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بـ"مصاص دماء"، معتبراً أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة متواطئان معه.
وقال الرئيس التركي، إن "الإبادة الجماعية" التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة، دخلت مرحلة "أكثر دموية" مع الهجمات الأخيرة في مدينة رفح، جنوبي القطاع.
وأضاف خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة: "جرائم الإبادة الجماعية في غزة دخلت مرحلة جديدة باستهدافها مخيمات النازحين. هذه الإبادة والوحشية، هذه الهمجية يجب أن تتوقف على الفور مع تحالف الإنسانية قبل أن يخرج نتنياهو وشبكة القتل عن السيطرة تماماً".
وتابع: "العالم يشاهد نتنياهو مصاص الدماء الهمجي والمختل عقلياً، كما أن أيدي الحكومة الأميركية ملطخة بالدماء، لأنها مسؤولة عن الإبادة الجماعية في غزة أيضاً، حتى أن رؤساء دول الاتحاد الأوروبي متواطئون بسبب صمتهم".
وشدد الرئيس التركي، على أنه "ما فائدة الأمم المتحدة، إذا لم تتمكن من وقف الإبادة الجماعية لأمة بأكملها. لدي بضع كلمات أقولها للعالم الإسلامي، ماذا تنتظرون لاتخاذ قرار مشترك؟ وسيحاسبكم الله على ذلك. إسرائيل قتلت الإنسانية في غزة، أما أوروبا فقتلت قيمها، وداست تحت قدميها القيم التي وضعتها".
واعتبر أردوغان أن "إسرائيل التي لا تعترف بالقانون والنظام، تشكل خطراً ليس على فلسطين فحسب، بل على تركيا والعالم أجمع أيضاً".
انتقادات سابقة
وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها أردوغان نتنياهو، إذ سبق أن وصفه الشهر الماضي بأنه "هتلر العصر"، لافتاً إلى أن "الدليل يتمثل في المجازر التي يرتكبها جيشه كل يوم في غزة"، وذلك في تكرار لتصريحات أدت إلى نشوب حرب كلامية بين الطرفين خلال الأشهر الماضية.
ومطلع الشهر الجاري، فرضت أنقرة حظراً على التجارة مع إسرائيل، وقالت وزارة التجارة في بيان حينها "تم وقف معاملات التصدير والاستيراد المرتبطة بإسرائيل، بما يشمل جميع المنتجات". وأضافت: "تركيا ستنفذ هذه الإجراءات الجديدة بشكل صارم وحاسم حتى تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق غير متقطع وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة".
كما قيدت تركيا، الشهر الماضي، الصادرات إلى إسرائيل بسبب الحرب التي تشنها على قطاع غزة، إذ تبلغ قيمة التجارة بين البلدين 6.8 مليار دولار عام 2023، منها 76% صادرات تركية، بحسب معهد الإحصاء التركي.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد قال في وقت سابق، إن الرئيس التركي "تراجع عن موقفه السابق ورفع الكثير من القيود التجارية التي فرضها على إسرائيل"، مضيفاً أن الدرس المستفاد هو عدم الاستسلام لتهديدات "ديكتاتور"، على حد وصفه.
وأعلنت تركيا وإسرائيل تبادل السفراء في أغسطس 2022، بعد توتر في العلاقات دام لأكثر من عقد، إذ طردت أنقرة السفير الإسرائيلي في أعقاب غارة إسرائيلية عام 2010 على سفينة مساعدات متجهة إلى غزة، ما أسفر عن سقوط عشرة مواطنين أتراك.
واستأنف الجانبان العلاقات الدبلوماسية في عام 2016، لكن بعد ذلك بعامين استدعت تركيا سفيرها من إسرائيل، وطردت المبعوث الإسرائيلي؛ عندما قتلت القوات الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين الذين شاركوا في احتجاجات في قطاع غزة.
وبدأت تركيا وإسرائيل في تحسين العلاقات في 2022، بزيارات رفيعة المستوى، شملت زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج لأنقرة. واتفق الجانبان في أغسطس 2022 على تبادل السفراء. وشهدت العلاقات الإسرائيلية التركية دفئاً ملحوظاً بعد زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى تركيا.
وبعد فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتخابات في نوفمبر 2022، اتفق هو وأردوغان على "العمل سوياً لإرساء حقبة جديدة في العلاقات" على أساس احترام المصالح المشتركة.