أوستن يتمسك بالدور الأميركي في آسيا.. وبكين تحذر من "تقويض الاستقرار"

مسؤول عسكري صيني: واشنطن تسعى لإنشاء نسخة من الناتو في آسيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يتحدث في قمة حوار شانجريلا الـ 21 في سنغافورة . 1 يونيو 2024 - Bloomberg
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يتحدث في قمة حوار شانجريلا الـ 21 في سنغافورة . 1 يونيو 2024 - Bloomberg
سنغافورة/دبي-أ ف بالشرق

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت، إنّ الولايات المتحدة لا يمكن "أن تكون آمنة إلّا إذا كانت آسيا آمنة"، مؤكداً أنّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ تبقى "أولويّة" لواشنطن، فيما اتهم مسؤول دفاعي صيني واشنطن بالسعي لإنشاء نسخة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ للحفاظ على هيمنتها في المنطقة.

وأضاف أوستن في كلمته خلال مشاركته في "حوار شانجريلا" بسنغافورة: "رغم الصراعات التاريخية في أوروبا والشرق الأوسط، تظل منطقة المحيطين الهندي والهادئ مسرح عمليات ذا أولوية لنا".

وأردف: "دعوني أكون واضحاً: لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون آمنة إلا إذا كانت آسيا آمنة. ولهذا السبب حافظت الولايات المتحدة على وجودها في هذه المنطقة لفترة طويلة"، مؤكداً أنّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ تبقى "أولويّة" لواشنطن.

وشدّد أوستن على أنّ التزام بلاده بالدفاع عن الفلبين بموجب معاهدة الدفاع المشترك، لا يزال "ثابتاً"، في وقت أصبحت الاشتباكات بين السفن الصينية والفلبينية في بحر الصين الجنوبي أكثر تواتراً، ما يثير مخاوف من اندلاع نزاع أوسع نطاقاً.

استئناف الاتصالات مع الصين

وفيما يتعلق بالعلاقات مع الصين، قال أوستن إن البلدين سيستأنفان الاتّصالات العسكرية في الأشهر المقبلة، فيما رحبت بكين بـ"استقرار" العلاقات الأمنيّة بين البلدين.

وأضاف أوستن في خطابه، السبت: "لقد أخبرتُ نظيري الصيني دونج جون، بأنه إذا اتصل بي بشأن مسألة عاجلة، فسوف أرد على الهاتف. وآمل بالتأكيد في أن يفعل الشيء نفسه".

لكن وزير الدفاع الأميركي انتقد في خطاب السبت، الصين، قائلاً إنّ "حقبة جديدة من الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بدأت في الظهور"، وأن "الأمر لا يتعلّق  بفرض إرادة بلد ما ولا بالترهيب أو الإكراه. هذا التقارب الجديد يتعلّق بالاتّحاد وليس بالانقسام. الأمر يتعلّق بالخيار الحر للدول ذات السيادة".

وكان أوستن يتحدّث غداة محادثات نادرة على هامش المنتدى في سنغافورة مع نظيره الصيني دونج جون وصفها متحدّث باسم بكين بأنّها "إيجابيّة"، إذ تسعى واشنطن إلى تعزيز تحالفاتها وشراكاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خصوصاً مع مانيلا، بينما تعمل على مواجهة نفوذ الصين وقوتها العسكرية المتنامية.

"تقويض الاستقرار"

من جانبه، قال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة المركزية الصينية اللفتنانت جنرال جينج جيان فنج، إن الاستراتيجية الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تهدف إلى "خلق الانقسام وإثارة المواجهة وتقويض الاستقرار".

وأضاف جينج خلال حوار "شانجريلا" أن "هذا لا يخدم سوى المصالح الجيوسياسية الأنانية للولايات المتحدة ويتعارض مع التطلعات المشتركة لدول المنطقة من أجل تحقيق السلام والتنمية والتعاون المربح للجانبين".

وأشار إلى أن واشنطن "تسعى لإنشاء نسخة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة آسيا والمحيط الهادئ للحفاظ على هيمنتها في المنطقة.

ووفقاً لـ "بلومبرغ"، فإن أوستن اختلف مع أكاديمي عسكري صيني يدعى كاو يان تشونج خلال جلسة حوار في المنتدى، إذ تساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة تبني تحالفاً شبيهاً بحلف شمال الأطلسي "الناتو" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. 

وقال كاو، إن توسع حلف "الناتو" أدى إلى اندلاع الحرب في أوكرانيا، ليرد وزير الدفاع الأميركي عليه قائلاً، إن "اللوم يقع على عاتق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأضاف أوستن في الجلسة: "لقد افترض (بوتين) أنه يستطيع أن يضم دولة جارة بسرعة كبيرة. كان ذلك قبل عامين أو أكثر. ولم يحقق أياً من أهدافه الاستراتيجية".

وعندما سئل أوستن، عما إذا كانت واشنطن ستفكر في تمديد اتفاق "أوكوس" الدفاعي، ردّ أوستن إنه "من المشكوك فيه للغاية أن تتمكن الولايات المتحدة من القيام بمبادرة أخرى على غرار أوكوس مع كوريا الجنوبية".

وأضاف: "أوكوس اتفاق دفاعي بين أستراليا بريطانيا والولايات المتحدة، يهدف إلى التصدي لضغوط الصين في آسيا، وبموجب الركيزة الأولى للمعاهدة، ستعمل لندن وواشنطن مع كانبيرا لمساعدتها في إنشاء أسطول من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية بحلول ثلاثينيات القرن الحالي".

وتابع: "مع ذلك، فإن الشراكات البحثية الإستراتيجية في إطار الركيزة الثانية من أوكوس هي التي تهم الشركاء الإقليميين، بما في ذلك سول".

ويُعقد هذا المنتدى، الذي بات في السنوات الأخيرة مقياساً لمستوى العلاقات الصينيّة الأميركيّة، بعد أسبوع على مناورات عسكريّة كبيرة نفّذتها الصين، وفرضت خلالها سفن حربيّة وطائرات مقاتلة صينيّة طوقاً حول تايوان التي تطالب بكين بالسيادة عليها.

تصنيفات

قصص قد تهمك