ألمانيا: تهديدات روسيا مستمرة.. والناتو مستعد للدفاع عن كافة أراضيه

time reading iconدقائق القراءة - 5
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مشاركته في منتدى اقتصادي بمدينة باد ساروو في ألمانيا. 2 يونيو 2024 - AFP
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مشاركته في منتدى اقتصادي بمدينة باد ساروو في ألمانيا. 2 يونيو 2024 - AFP
دبي/ برلين -الشرقأ ف ب

اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز أن التهديدات المتعلقة بالأمن القومي لأوروبا من طرف روسيا لن تقتصر على حربها في أوكرانيا وحدها، وأن المساعي الدبلوماسية مع الرئيس فلاديمير بوتين لن تنجح "إلا من موقف القوة".

ونقلت "بلومبرغ" عن شولتز قوله في المنتدى الاقتصادي لألمانيا الشرقية في باد ساروف بالقرب من برلين، الأحد، حيث كان من المقرر أيضاً أن يلتقي برئيسة الوزراء الليتوانية إنجريدا سيمونيت: "سيستمر التهديد من روسيا".

ونشرت الولايات المتحدة وألمانيا وحلفاء آخرون، وحدات عسكرية كبيرة في دول البلطيق (ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا) لمواجهة تهديدات روسيا.

وقال شولتز إن هذا يشكل "سابقة" بالنسبة لألمانيا وجيشها، مضيفاً أن "التغيير في السياسة الأمنية الألمانية، كان ضرورياً" وذلك للتعبير عن أن حلف الناتو الذي اكتسب عضوين جديدين، فنلندا والسويد، "مستعد للدفاع عن كل شبر" من أراضيه.

وفي عام 2022، وصف شولتز، الغزو الروسي لأوكرانيا بـ"نقطة تحول تاريخية"، لكنه أرسل مؤخراً إشارات مختلطة، حيث دعت ملصقات الحملة الانتخابية الأوروبية لحزبه إلى السلام.

وقارن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مؤخراً، غزو أوكرانيا بضم أدولف هتلر للأراضي التشيكوسلوفاكية في عام 1938، وقال إن أوروبا يجب أن تستعد لهجوم روسي واسع النطاق.

وقال بيستوريوس في منتصف أبريل الماضي: "لن يتوقف بوتين بمجرد انتهاء الحرب ضد أوكرانيا"، معلناً حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، خلال زيارة إلى أوديسا.

خطر "مميت" يتهدد أوروبا

وحذر المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي من أن أوروبا عرضة لـ"خطر مميت" في مواجهة العدوان الروسي، وذلك في مقالة مشتركة للزعيمين نشرتها صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وقال الزعيمان في المقالة التي تزامن نشرها مع زيارة قام بها ماكرون إلى ألمانيا "لا يمكننا أن نأخذ بشكل بديهي الأسس التي بنينا عليها أسلوب عيشنا الأوروبي ودورنا في العالم".

وأضافا: "أوروبا التي ننتمي إليها عرضة لخطر مميت، وعلينا أن نرتقي إلى مستوى التحدي".

ووافق ماكرون على تعبير "زايتنفندي" أو "نقطة التحول" الذي ورد في مقالة الرأي، وكان المستشار الألماني قد استخدمه في السابق ليصف التحول التاريخي في سياسة ألمانيا وخاصة زيادة الإنفاق في المجال الدفاعي بعد الغزو الروسي.

وكتب الزعيمان "إذا نظرنا إلى التحديات التي واجهتنا على مدى السنوات الخمس الماضية، سواء كان ذلك الوباء أو الحرب العدوانية الروسية المستمرة ضد أوكرانيا أو التحولات الجيوسياسية المتزايدة -- يبدو الأمر جلياً. أوروبا تشهد زايتنفندي"، أو نقطة تحول بين نهاية حقبة وبدء عصر جديد.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مع شولتز، إنه يجب السماح لكييف بـ"تحييد" القواعد العسكرية الروسية المستخدمة لإطلاق الصواريخ على أوكرانيا.

وطرح الزعيمان أفكارهما حول اتجاه الاتحاد الأوروبي في الفترة التي تلي انتخابات الاتحاد الأوروبي في 9 يونيو.

برلين تجيز استهداف الداخل الروسي

وأعلنت برلين، يوم الجمعة الماضي، منح أوكرانيا الإذن باستخدام أسلحة زوّدتها بها لضرب أهداف داخل روسيا، وذلك بعد الكشف عن قرار أميركي مماثل.

وقال المتحدث باسم المستشار الألماني شتيفن هيبستريت في بيان، إن كييف لديها "الحق بالدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي" ضد الهجمات من مناطق داخل روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا. وأضاف "ولهذه الغاية، يمكنها أيضاً استخدام الأسلحة التي زُودت بها لهذا الغرض... بما في ذلك الأسلحة التي زودناها نحن بها".

وقال هيبستريت، إن روسيا زادت الهجمات التي تشنها انطلاقاً من أراضيها في الأسابيع الأخيرة، خاصة حول مدينة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، حيث فتحت القوات الروسية جبهة جديدة.

وسلمت ألمانيا، أكبر داعمي كييف بالأسلحة بعد الولايات المتحدة، مجموعات من المعدات العسكرية إلى أوكرانيا بما في ذلك المدفعية الثقيلة وقاذفات الصواريخ. وكانت برلين حتى الآن مترددة في السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الألمانية لضرب أهداف داخل روسيا خوفاً من تصعيد النزاع.

ولكن مع تعرض القوات الأوكرانية لضغوط متزايدة، ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء الغربيين، إرسال مزيد من الأسلحة وإطلاق يد جيشه في استخدام ما تسلمه من قبل.

والأسبوع الماضي، قال مسؤولون في واشنطن، إن الرئيس الأميركي جو بايدن رفع القيود المفروضة على الأسلحة الأميركية للسماح لكييف بضرب أهداف في روسيا، دفاعاً عن منطقة خاركيف.

تصنيفات

قصص قد تهمك