توافق وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير خارجية إيران بالوكالة علي باقري، على متابعة مسار تطوير العلاقات الثنائية "بما يضمن معالجة كافة القضايا العالقة، تمهيداً لعودة العلاقات إلى طبيعتها"، وكذلك، الحفاظ على وتيرة التشاور بشأن مسار العلاقات، وفق بيان صادر عن الخارجية المصرية.
وذكر المُتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن وزير خارجية إيران أجرى اتصالاً بشكري أعرب فيه عن "تقدير الجانب الإيراني لقيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم التعازي في وفاة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وإيفاده لوزير الخارجية إلى طهران لتقديم واجب العزاء، مثمناً في هذا الصدد تضامن مصر مع الشعب الإيراني في مصابه الأليم".
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال "تطرق إلى الموضوعات المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين مصر وإيران، حيث توافق الوزيران على أهمية متابعة مسار تطوير العلاقات الثنائية بما يضمن معالجة كافة القضايا العالقة، تمهيداً لاستعادة العلاقات إلى طبيعتها، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار، والعمل على تحقيق مصالح الشعبين المصري والإيراني، ودعم استقرار المنطقة".
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني ضرورة مواصلة الحوار بين إيران ومصر انسجاماً مع سياسات حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان لـ"دفع عملية استئناف العلاقات الثنائية على أساس مبدأ الاحترام المتبادل ومصالح البلدين"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء.
حرب غزة
ولفت البيان المصري إلى أن الاتصال "تطرق إلى الوضع في قطاع غزة، حيث حرص الوزير شكري على استعراض الجهود المبذولة من جانب الوساطة المصرية/القطرية بدعم أميركي للتوصل إلى صفقة تؤدي إلى هدنة تسمح بتبادل الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في القطاع، وصولاً إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وخروج القوات الإسرائيلية من قطاع غزة".
كما اتفق الوزيران على "الحفاظ على وتيرة التشاور بشأن مسار العلاقات الثنائية، وسبل حلحلة الأزمة الراهنة في قطاع غزة ومواجهة التحديات المرتبطة بها على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وشهد العامان الماضيان تقارباً بين مصر وإيران، من خلال زيادة اللقاءات بين مسؤولي البلدين وتصريحات رسمية تؤكد على الرغبة المشتركة في بناء علاقات طبيعية تقوم على مبادئ المصلحة المتبادلة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ووجه الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في مايو 2023، باتخاذ "الإجراءات اللازمة" لتعزيز العلاقات مع مصر، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حينها علي جهرمي في مؤتمر صحافي إن "الحكومة مستعدة لتطوير العلاقات مع مصر، ورئيس الجمهورية أوعز لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة عقب تصريحات" المرشد الإيراني علي خامنئي.
وكان خامنئي قد أعرب في الشهر نفسه، عن ترحيبه باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع مصر.
وفي سبتمبر الماضي، التقى سامح شكري مع نظيره الإيراني حينها حسين أمير عبد اللهيان، بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحث الوزيران قضية العلاقات الثنائية بين البلدين، واستكشاف المحددات والضوابط التي تحكمها، بما يؤدي إلى تطويرها على النحو الذي يحقق مصالح الشعبين تأسيساً على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وتطرق الوزيران إلى عدد من القضايا الإقليمية، حيث أكد الجانبان التطلع نحو الإسهام في تحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن في محيطهما الإقليمي.
"أفق جديد للعلاقات"
وعقب اللقاء، اعتبرت إيران أن لقاء الوزيرين في نيويورك فتح "أفقاً جديداً" في مسار العلاقات بين البلدين، فيما قالت مصر إن اللقاء ناقش العلاقات الثنائية و"الضوابط التي تحكمها".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله إن اللقاء الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان "جيداً وإيجابياً للغاية".
واعتبر كنعاني أن لقاء شكري وعبد اللهيان يمثل "تطوراً جديداً في العلاقات بين البلدين وفي إطار الاتجاه الإيجابي للعلاقات الإقليمية بين إيران وجيرانها".
وأضاف: "تم في هذا اللقاء مناقشة القضايا التي تهم البلدين، ويمكن القول إنهما قد فتحا بهذا اللقاء عملياً أفقاً جديداً في مسار العلاقات بمناقشتهما أوضاع العلاقات والتطلع لمستقبل الروابط بين البلدين".
وعبر متحدث الخارجية الإيرانية عن أمله في أن يشهد مسار العلاقات بين البلدين "خطوات إيجابية جديدة" في المستقبل.
وتوترت العلاقات بين القاهرة وطهران، منذ الإطاحة بحكومة الشاه رضا بهلوي عام 1979 على يد "الثورة الإسلامية". وتوفي بهلوي في مصر في عام 1980، حيث دفن مع أفراد عائلته، وهو ما خلق توتراً بين القاهرة وطهران.
وتدهورت العلاقات بشكل أكبر، بعدما قررت حكومة طهران إطلاق اسم خالد الإسلامبولي، ضابط الجيش الذي قاد الفريق الذي اغتال الرئيس المصري الراحل أنور السادات في 1981، على أحد شوارعها. وطلبت القاهرة من طهران تغيير الاسم مراراً، ولكن طهران رفضت.