بعد خسارة الأغلبية.. مودي يؤدي اليمين الدستورية رئيساً لوزراء الهند

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يضع زهوراً على مرقد رئيس الوزراء السابق أتال بيهاري فاجبايي في سادايف أتال في نيودلهي. 9 يونيو 2024 - AFP
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يضع زهوراً على مرقد رئيس الوزراء السابق أتال بيهاري فاجبايي في سادايف أتال في نيودلهي. 9 يونيو 2024 - AFP
نيودلهي-أ ف ب

أدى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الأحد، اليمين الدستورية لولاية ثالثة، بعد انتخابات حقق فيها نتائج أسوأ من المتوقع، ما أرغمه على الاعتماد على ائتلاف لمواصلة الحكم.

وتعهد مودي الذي كان محاطاً بمسؤولين من حزبه القومي الهندوسي وزعماء الأحزاب الشريكة في الائتلاف، بحماية الدستور الهندي.

وشهد الحفل الذي اقيم في القصر الرئاسي أداء حوالى ثلاثين وزيراً جديداً اليمين الدستورية. وكانت حكومة مودي السابقة مؤلفة من 81 وزيراً.

وحكم حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بشكل كامل على مدى العقد الماضي، لكنه فشل هذه المرة في تكرار انتصاريه الساحقين السابقين، مخالفاً توقعات المحللين واستطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع.

واضطر مودي إلى إجراء محادثات سريعة مع حلفائه في "التحالف الوطني الديمقراطي" المؤلف من 15 عضواً، لضمان عدد الأعضاء الكافي في البرلمان ليتمكن من تشكيل غالبية وتولي الحكم.

محادثات مضنية

غير أن الأحزاب الأكبر في الائتلاف طالبت بتنازلات كبيرة مقابل تقديم دعمها. وتحدثت صحيفة "هندوستان تايمز" عن أيام من "المحادثات المضنية"، بينما أفادت صحيفة "ذي تايمز أوف إنديا" بأن حزب بهارتيا جاناتا سعى إلى "تقليص" مطالب شركائه.

وأفيد على نطاق واسع بأن حزب "تيلغو ديسام"، الذي يعد الحليف الأكبر لحزب مودي وحصل على 16 مقعداً في البرلمان، انتزع 4 مناصب وزارية.

كما سعى الحزب التالي الأكبر "جاناتا دال" للحصول على منصبين وزاريين، بعدما حاز على 12 مقعداً في البرلمان.

مع ذلك، أفادت وسائل إعلام هندية بأن المناصب الوزارية الرئيسية، بما في ذلك أهم 4 مناصب وهي وزارات الداخلية والخارجية والمالية والدفاع، ستبقى في قبضة حزب بهاراتيا جاناتا.

وقالت صحيفة "تايمز أوف إنديا" إن "الوزارات الرئيسية مثل الداخلية والدفاع والمالية والخارجية كانت خارج التفاوض".

وأشارت إلى أن مساعدي مودي الرئيسيين، أميت شاه وراجناث سينج ونيتين جادكاري، وهم وزراء الداخلية والدفاع والنقل على التوالي، سيكونون في الفريق الجديد.

واعتبر محللون أن الائتلاف سيغير السياسات البرلمانية، ويُجبر حزب مودي الذي كان مهيمناً في الماضي، على اتباع نهج أكثر مهادنة إلى حد ما.

وقال ساجان كومار رئيس مجموعة أبحاث "PRACCIS" التي تتخذ من دلهي مقراً، "في الماضي، كان حزب بهارتيا جاناتا واثقاً من نفسه؛ بسبب الأغلبية المطلقة التي يتمتع بها".

وأضاف: "الائتلاف سيجبر بهاراتيا جاناتا على إجراء المزيد من المشاورات".

من جهتها، أشارت زويا حسن من جامعة جواهر لال نهرو إلى أن مودي يواجه تحديات محتملة في المستقبل، محذرة من أنه "قد يواجه أمثالاً له" من "السياسيين الماهرين" مثل تشاندرابابو نايدو من حزب "تيلجو ديسام" ونيتيش كومار من حزب "جاناتا دال".

ترشيح غاندي لقيادة المعارضة

وتم تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة نيودلهي، الأحد، من خلال نشر الآلاف من عناصر الجيش والشرطة، مع وصول زعماء دول وحكومات إقليمية لحضور مراسم قسم اليمين.

وشارك في الحفل ثم في المأدبة الرسمية التي تليه كل من رئيسة حكومة بنغلادش شيخة حسينة والرئيس السريلانكي رانيل ويكرمسينج، فضلاً عن زعماء من بوتان ونيبال والمالديف.

ولم يرسل الخصمان المجاوران الصين وباكستان مسؤولين كبار إلى الحفل.

والسبت، اختير راهول غاندي، الخصم الرئيسي لمودي، مرشحاً لقيادة المعارضة الهندية في البرلمان، بعدما تحدى توقعات المحللين عبر مساعدته حزب المؤتمر على مضاعفة أعداد مقاعده في البرلمان.

وتعد هذه أفضل نتائج يحققها حزب المؤتمر منذ وصول مودي إلى السلطة قبل عقد من الزمن.

وتم التصويت بالإجماع خلال اجتماع لقيادة حزب المؤتمر، السبت، على التوصية بانتخاب غاندي كقائد رسمي للمعارضة، وهو منصب كان فارغاً منذ العام 2014.

ويتحدر غاندي من السلالة التي هيمنت على السياسة الهندية لعقود، كما أنه الابن والحفيد الأكبر لرؤساء وزراء سابقين، بدءاً من أول رئيس وزراء بعد استقلال الهند وأحد قادة حركة الاستقلال جواهر لال نهرو.

وفي حال انتُخب كما هو متوقع، سيتم الاعتراف به كزعيم رسمي للمعارضة في الهند عندما ينعقد البرلمان الجديد، وهو ما تفيد تقارير إعلامية محلية بأنه سيحدث في أوائل الأسبوع المقبل.

وتشترط الأنظمة البرلمانية أن ينتمي زعيم المعارضة إلى حزب يسيطر على ما لا يقل عن 10% من المشرعين في مجلس النواب المؤلف من 543 مقعداً.

وبقي هذا المنصب شاغراً لمدّة 10 سنوات؛ لأن حزب المؤتمر حقق نتائج سيئة في اقتراعين متتاليين، ولم يحصل على عدد المقاعد المطلوب، بعدما كان مهيمناً على السياسة في السابق.

تصنيفات

قصص قد تهمك