"أيباك".. مجموعة ضغط أميركية إسرائيلية تتصدر قائمة المتبرعين للحزب الجمهوري

مشرع أميركي: كل نائب جمهوري لديه رجل من AIPAC بجانبه لضمان دعم إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 8
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يلقي كلمة مؤتمر للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "AIPAC" في واشنطن- 5 يونيو 2023 - Reuters
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يلقي كلمة مؤتمر للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "AIPAC" في واشنطن- 5 يونيو 2023 - Reuters
دبي-الشرق

أصبحت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، التي تُعرف اختصاراً باسم AIPAC، قوة هائلة لجمع التبرعات في الانتخابات الأميركية خلال السنوات الأخيرة، إذ جمعت أموالاً للمرشحين أكثر من أي مؤسسة مماثلة في هذه الدورة الانتخابية، وفقاً لمجلة "بوليتيكو"، وذلك كجزء من مهمتها لدعم المرشحين الذين يؤيدون إسرائيل.

وأشارت المجلة في تقرير نشرته الأحد، إلى أن هذه المجموعة السياسية تُعد من بين المؤسسات القليلة التي لا تزال تحظى بدعم المانحين الجمهوريين والديمقراطيين، على حدٍ سواء، كما تدعم المرشحين من كلا الحزبين، وكان تركيزها الأساسي ينصب على الاستفادة من ثقلها في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية التنافسية.

وأنفقت AIPAC الملايين لدعم "المرشحين الوسطيين"، على حساب "التقدميين" الذين انتقدوا إسرائيل بسبب الحرب التي تشنها على غزة.

وأصبحت AIPAC أكبر مصدر لأموال الجمهوريين، التي تتدفق للانتخابات التمهيدية الديمقراطية التنافسية هذا العام، بحسب تحليل أجرته "بوليتيكو" لبيانات تمويل الحملات الانتخابية. وهذا يعني أن جزءاً كبيراً من الأموال التي تُستخدم لدعم مرشحين ديمقراطيين معينين في الانتخابات التمهيدية يأتي من مصادر مرتبطة بالحزب الجمهوري.

 وأثار ذلك غضب اليسار بشأن ما يعتبرونه تدخلاً من جانب الحزب الجمهوري في الانتخابات الديمقراطية.

وتُعد نصف الجهات المانحة في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية تقريباً حديثة العهد بالتبرع للحملات أو اللجان الجمهورية.

قضية تتتجاوز الاختلافات الحزبية

ومع تحول السياسات الحزبية بشأن الدعم الأميركي لإسرائيل، في أعقاب هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، تكثّفت الانتقادات اليسارية للمجموعة، إذ أدى الهجوم الإسرائيلي اللاحق على قطاع غزة، وما خلفه من عشرات الآلاف من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين، إلى دفع حتى الديمقراطيين الذين طالما فضلوا إسرائيل، إلى التساؤل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل تقديم نفس مستوى دعمها لتل أبيب.

ولا تزال AIPAC تنظر إلى دعم إسرائيل باعتباره قضية تتجاوز فكرة الاختلافات الحزبية، ويأتي تركيزها على الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وذلك في وقت تحاول اللجنة ضمان أن يختار الناخبون في الولايات الديمقراطية المرشحين المتوافقين مع رؤيتها لدعم إسرائيل.

ونقلت "بوليتيكو" عن دوج فوراند، وهو مخطط استراتيجي يعمل في حملة المرشح الديمقراطي جورج لاتيمر، قوله إن "مانحي AIPAC هم مانحين لنفس القضية، وهدفهم ببساطة حماية حق إسرائيل في الوجود، فهم يتبرعون لضمان ذلك".

لكن التقدميين يرون أن دعم اللجنة لإسرائيل لا يتناسب مع الناخبين الديمقراطيين، خاصةً في المناطق الليبرالية التي توجه إليها المجموعة معظم التبرعات.

وذكرت المجلة الأميركية أن الفجوة الحزبية بشأن دعم إسرائيل اتسعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مع تزايد أعداد الديمقراطيين الذين يُشككون في الموقف السابق المشترك للحزبين، مشيرة إلى أنه من المرجح الآن أن يتعاطف الديمقراطيون مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، الأمر الذي يرجع جزئياً إلى انخفاض مستويات الدعم لتل أبيب بين الناخبين الشباب.

وقالت بيث ميلر، المديرة السياسية لمنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، غير الربحية التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين وكانت في طليعة المنظمات التي دعت لوقف إطلاق النار: "لا يمكن لـAIPAC أن تدّعي أنها تمثل الديمقراطيين والجمهوريين بنفس الطريقة".

أكبر جهة تجمع تبرعات

باعتبارها مجموعة ضغط غير ربحية، فإنه لطالما دافعت AIPAC عن الدعم الأميركي لإسرائيل، لكن دخولها الصريح في السياسة الانتخابية يُعد أمراً جديداً نسبياً، بحسب "بوليتيكو".

وأطلقت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية عدة مجموعات خاصة بها خلال الدورة الانتخابية 2022، كما بدأت أيضاً جمع الأموال للمرشحين المعتمَدين من قبلها وجمع التبرعات التي ترسلها بعد ذلك إلى الحملات الانتخابية، وسرعان ما أصبحت أكبر جهة جمع تبرعات من أي مجموعة ضغط أخرى، إذ أرسلت أموالاً تزيد على 4 أضعاف ما ترسله أي لجنة عمل سياسي مماثلة.

وقال المتحدث باسم AIPAC مارشال ويتمان: "نحن فخورون بالانخراط في العملية الديمقراطية بطريقة مشتركة بين الحزبين للمساعدة في انتخاب المرشحين الذين يدعمون العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأضاف ويتمان في بيان: "يجب على المرشحين من كلا الحزبين أن يرحبوا بمشاركة النشطاء المؤيدين لإسرائيل لأن الأميركيين يقفون مع الدولة اليهودية بأغلبية ساحقة، أما أولئك الذين يعترضون على مشاركتنا فهم لا يمثلون سوى فئة صغيرة متطرفة".

وبرزت AIPAC على الساحة السياسية الأميركية بسبب حجم الأموال التي ترسلها إلى الحزبين، ووفقاً لـ"بوليتيكو" فإن هذا "أمر نادر" في عصر الاستقطاب العميق الحالي، إلا أنه تحقق بفضل قاعدة المانحين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي التي تحظى بها.

وأظهر تحليل المجلة الأميركية أن حوالي 2% فقط من المتبرعين للمرشحين الديمقراطيين في هذه الدورة أو من خلال منصة التبرع الديمقراطية ActBlue، تبرعوا أيضاً للجمهوريين خلال الدورات الانتخابية القليلة الماضية، لكن 46% من المانحين الذين قدموا التبرعات للمرشحين الديمقراطيين عبر AIPAC في هذه الدورة، كانوا يتبرعون للجمهوريين منذ انتخابات 2020.

وينتمي المرشحون الذين يتلقون الأموال من اللجنة إلى فئات محددة، فهم إما ديمقراطيون مؤيدون بشدة لإسرائيل مثل توريس وجوتايمر، أو أعضاء في قيادة الكونجرس، بما في ذلك رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأقلية حكيم جيفريز.

أما بالنسبة للمانحين الجمهوريين، فإن التبرع لحملات المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية يُساعد على ضمان فوز المرشحين "الأكثر تأييداً لإسرائيل" في المقاعد التي من المعروف أن فرص الجمهوريين ستكون ضعيفة فيها، ولذلك فإن الدعم المالي لمرشحي الحزب الجمهوري فيها سيكون إهداراً للموارد.

ويقول التقدميون إن المانحين الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل يُخطئون في محاولة التأثير على الناخبين بالولايات الديمقراطية، وسط استياء الديمقراطيين المتزايد من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ممثل AIPAC مع كل جمهوي

من جانبه، زعم النائب الجمهوري توماس ماسي في مجلس النواب الأميركي أن كل زملائه في الحزب لديهم ما وصفه بـ"جليسة أطفال" من AIPAC تضغط عليهم للتصويت من أجل القضايا التي تؤيدها إسرائيل.

وأضاف ماسي، في مقابلة أجراها مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون، أن AIPAC عيَّنت ممثلين لها لكل الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس لضمان تصويت المشرعين على مشاريع القوانين التي تدعمها إسرائيل.

وشرح ماسي بعض تكتيكات اللجنة للتأثير على المشرعين، مشيراً إلى أنه قام بمنع ممثليها من دخول مكتبه بعد أن مارست المجموعة ضغوطاً ضد إعادة انتخابه.

وتابع: "المشكلة بدأت عندما رفضت AIPAC طلب المجموعة بكتابة ورقة بيضاء (عبارة عن تقرير مقنع وموثوق حول قضية معينة أو شرح منهجية معينة والترويج لها) عن إسرائيل عندما ترشحت لأول مرة للكونجرس".

ومضى يقول: "جميع الجمهوريين تابعين لـAIPAC، باستثنائي، فهي تدفع تكاليف رحلات أعضاء الكونجرس وزوجاتهم للذهاب إلى إسرائيل، وصحيح أنني لست الجمهوري الوحيد الذي لم يقم برحلة إلى تل أبيب، لكنني على الأرجح واحد من بين حوالي 10 جمهوريين لم يقوموا بهذه الرحلة، وهؤلاء لم تسنح لهم الفرصة فقط للذهاب إلى هناك".

ولطالما كانت AIPAC مجموعة ضغط قوية، إلا أنها لم تبدأ في جمع الأموال للمرشحين بشكل فردي سوى عام 2021، ومنذ ذلك الوقت، نشرت إعلانات سلبية ضد المشرعين الذين تعتبرهم معادين لإسرائيل أو داعمين لها بشكل غير كافٍ.

وعلى سبيل المثال، أنفقت المجموعة ما يقرب من 2 مليون دولار في محاولة دعم منافس النائب الديمقراطي جمال بومان الذي وصف المجموعة بأنها "عنصرية" وقال إن "المتبرعين لها هم من المؤيدين لحركة (MAGA)" (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى)، وهم من مؤيي الرئيس السابق دونالد ترمب.

تصنيفات

قصص قد تهمك