يواجه الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي موجة انتقادات داخلية، بعد مقاطعته اجتماعاً لمجلس سفراء المجموعة العربية والإسلامية في العاصمة بوينس آيرس، بحجة وجود ممثل لدولة فلسطين، فيما وصفت الجامعة العربية هذه الخطوة بـ"العدائية" و"غير المبررة".
ووقعت الحادثة مساء الجمعة الماضي، عندما كان الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي يستعد لحضور الاجتماع الذي احتضنه المركز الثقافي الإسلامي في بوينس آيرس، ولكنه غير رأيه في آخر لحظة بعدما علم أن القائم بأعمال سفارة فلسطين في الأرجنتين رياض الحلبي، سيحضر هذا الاجتماع.
وذكرت صحيفة "بوليتيكا أرجنتينا" أن ميلي كان داخل السيارة متجهاً إلى المركز الثقافي الإسلامي، وعندما تم إعلامه بحضور رياض الحلبي انفجر غضباً، وطلب من السائق العودة، رغم أنه كان على بعد بنايتين فقط من المكان.
وزعمت الحكومة الأرجنتينية أولاً أن عدم حضور ميلي للفعالية كان بسبب "جدول أعماله المزدحم"، ولكنها عادت وذكرت في وقت لاحق أن القرار له أسباب "دبلوماسية وجيوسياسية".
"قلة احترام من ميلي"
ووصف رئيس الجمعية العربية الإسلامية الأرجنتينية أدالبيرتو الأسد، غياب ميلي عن الفعالية بأنه "قلة احترام".
وقال الأسد في مقابلة مع "راديو ريبيلدي"، إن "هذا أمر غير مسبوق، ولم نكن نتصور أبداً شيئاً من هذا القبيل"، معتبراً أن تصرف ميلي "ازدراء وقلة احترام".
وأشارت صحيفة "إل إنترانسيخينتي" إلى أن تحالف "لا ليبرتاد أفانزا" الذي يقوده ميلي، هو داعم كبير لتل أبيب، كما أن ثاني رحلة لميلي منذ توليه الرئاسة كانت إلى إسرائيل.
ويُعتبر ميلي شخصية "مؤيّدة جداً لإسرائيل"، كما أعلن دعمه الكامل للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
والأرجنتين هي موطن لأكبر جالية يهودية في أميركا اللاتينية (250 ألف شخص). وتُعتبر الجالية اليهودية في الأرجنتين من بين الأكبر في العالم خارج إسرائيل، بعد الولايات المتّحدة وفرنسا وبريطانيا.
واعتبر الأسد أن خافيير ميلي "يتجاهل الجالية الإسلامية الموجودة في البلاد منذ أكثر من 100 عام"، مؤكداً أن "هذه المواقف تساهم في التدمير وليس البناء".
وتابع قائلاً: "بإمكانه أن يتحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل ومع من يريد، لكن يجب ألا يقلل من احترام البقية"، مشيراً إلى أن من بين الحضور "20 سفيراً للعالم الإسلامي يمثلون 20 دولة، وهم بدورهم يمثلون 1.8 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم".
"موقف عدائي من رئيس الأرجنتين"
وفي ردها على موقف ميلي، قالت الجامعة العربية في بيان، إنها "تابعت باستياء ودهشة شديدين قيام الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بالعدول في اللحظات الأخيرة عن حضور اجتماعٍ كان مُقرراً أن يحضره في 7 يونيو"، وذلك "بحجة وجود القائم بأعمال سفارة فلسطين ضمن الحضور".
وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية، أن مثل هذا التصرف "يعكس موقفاً عدائياً وغير مبرر ليس فقط حيال دولة فلسطين، وإنما حيال المجموعة العربية".
وتأسفت لحدوث مثل هذا الموقف "غير الدبلوماسي وغير المقبول من رئيس دولة يكن لها العرب احتراماً كبيراً لمواقفها الايجابية السابقة من القضية الفلسطينية، والتي انقلبت مع الأسف الشديد على يد الإدارة السياسية الحالية".
وأشار البيان إلى التنسيق مع وزارة الخارجية الأرجنتينية بشأن قائمة الحضور، مع التأكيد على أنه "لا سبيل لاستثناء ممثل الدولة الفلسطينية" من أية لقاءات جماعية للمجموعتين العربية والإسلامية.
وقالت الأمانة العامة للجامعة العربية إنها "تأمل أن تقوم الأرجنتين بمراجعة مواقفها الأخيرة من القضية الفلسطينية، التي تنطوي على انحياز صارخ للاحتلال" الإسرائيلي، و"وقوف على الجانب الخطأ من التاريخ، وذلك حرصاً على العلاقات الممتدة مع العالم العربي، وعلى المصالح السياسية والاقتصادية المتبادلة بين الجانبين".
وسبق لخافيير ميلي أن أعلن رغبته في نقل سفارة الأرجنتين في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، في محاكاة للخطوة التي اتخذها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.