قالت مصادر أميركية مطلعة إن عضوين ديمقراطيين في الكونجرس تعرضا لضغوط شديدة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وجماعات ضغط يهودية لدفعهما إلى الموافقة على صفقة أسلحة كبيرة لإسرائيل، تشمل 50 طائرة مقاتلة من طراز F-15 بقيمة تزيد عن 18 مليار دولار.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه بالإضافة إلى طائرات F-15، سعت الإدارة الأميركية للحصول على موافقة لتزويد إسرائيل بصواريخ "جو- جو" ومجموعات الذخائر الموجهة المشتركة التي تحوّل القنابل غير الموجهة إلى قنابل موجهة بدقة.
ووفقاً لمسؤولين أميركيين، وقع النائب جريجوري ميكس في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وبن كاردين، كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، على الصفقة قبل عدة أسابيع.
وقال ميكس لـ "واشنطن بوست" إنه كان على "اتصال وثيق" مع البيت الأبيض بشأن الحزمة و"حض الإدارة مراراً على مواصلة دفع إسرائيل لإجراء تحسينات كبيرة وملموسة على جميع الجبهات، عندما يتعلق الأمر بالجهود الإنسانية والحد من الخسائر في صفوف المدنيين".
وشدد على أنه "سيتم تسليم طائرات F-15 بعد سنوات من الآن"، موضحاً أنه لا يزال يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديدات إيران وجماعة "حزب الله".
وكان ميكس قال لشبكة CNN في أبريل: "لا أريد أن تُستخدم الأسلحة التي تمتلكها إسرائيل لزيادة عدد الوفيات. أريد التأكد من وصول المساعدات الإنسانية. لا أريد أن يموت الناس جوعاً، وأريد أن تطلق حماس سراح الرهائن. وأريد حل الدولتين".
وتعهد ميكس علناً هذا الربيع بتأجيل حزمة الأسلحة، ما لم يتلق تأكيدات من الإدارة حول كيفية استخدام الطائرات الحربية والذخائر في غزة.
وميكس وكاردان هما اثنان من أربعة مشرعين يمكنهم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد بيع أسلحة عسكرية لدولة أجنبية، وفي حالة طائرات F-15 وحزمة الذخائر، وقع أكبر جمهوريين في اللجنتين، السيناتور جيمس إي ريش والنائب مايكل ماكول، على البيع قبل أشهر.
شهية أميركية
ويمكن لوزارة الخارجية الآن المضي قدماً في إخطار الكونجرس بالبيع المعتمد، وإذا تمت الموافقة عليها في نهاية المطاف، فستكون الصفقة واحدة من أكبر مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل منذ بدء حرب غزة.
ويشير القرار، الذي لم يُبلغ عنه سابقاً، إلى الشهية الكبيرة في واشنطن لمواصلة إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، رغم اعتقاد أعضاء الكونجرس الأصغر سناً بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها للضغط على إسرائيل لتقليل حدة الحرب والسماح بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتمول الأسلحة، التي تقدمها واشنطن لإسرائيل، إلى حد كبير من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، إذ يشير المدافعون عن نهج الإدارة الأميركية إلى أن الهجوم الإسرائيلي في رفح كان أكثر تقييداً مما كان يُخشى في البداية، نتيجة للضغوط الأميركية.
ويحظى الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل بدعم ساحق من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس، بما في ذلك لجنة الشؤون العامة الأميركية- الإسرائيلية، التي تنفق عشرات الملايين من الدولارات في هذه الدورة الانتخابية للإطاحة بالديمقراطيين الذين تعتبرهم "غير مؤيدين بشكل كافٍ لإسرائيل".
لكن خارج واشنطن، تعرض بايدن لانتقادات كبيرة من الديمقراطيين، بما في ذلك الناخبين الأميركيين العرب في الولايات المتأرجحة الرئيسية، ومع تدهور الأوضاع في غزة، اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ما أدى إلى مقاطعة العديد من فعاليات حملة بايدن.