قالت مصادر أمنية إسرائيلية، السبت، إن الجيش يعتزم البدء في المرحلة الثالثة من الحرب التي يشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي تتضمن تخفيف العمليات العسكرية، والتحول إلى عمليات محدودة، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.
وأوضحت الهيئة أن المرحلة الثالثة ستبدأ خلال أيام، وذلك بعدما ينهي الجيش عملياته في مدينة رفح جنوب القطاع. وأضافت أن هناك"استعدادات داخل الجيش للإعلان عن هزيمة الجناح العسكري لحركة حماس، وإمكانية توسيع المعركة ضد حزب الله" اللبناني، بحسب مصادرها الأمنية.
وأضافت: "مع انتهاء النشاط العسكري في رفح، سيواصل الجيش تنفيذ عملياته داخل قطاع غزة بطريقة مختلفة، فيما يعرف بالمرحلة ج من القتال".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قال، في يناير الماضي، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الجيش سينتقل إلى مرحلة ثالثة "طويلة" من الحرب على القطاع، إلى ما وصفه بالتحول من "مرحلة المناورة المكثفة في الحرب" إلى "أنواع مختلفة من العمليات الخاصة"، دون تحديد موعد البدء بذلك، أو تفاصيل عن هذه العمليات.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، تصوراً من 4 نقاط لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، تشمل "نزع السلاح بشكل مستدام"، وإدارة مدنية للقطاع، وتصحيح الأفكار التي وصفها بأنها "متطرفة"، إلى جانب إعادة الإعمار.
توغل في رفح
وذكر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن قواته تنفذ عمليات "دقيقة ومبنية على معلومات استخباراتية" في منطقة رفح حيث خاضت اشتباكات مباشرة وعثرت على أنفاق. كما أعلن عن عمليات في مناطق أخرى من القطاع.
في المقابل، صرح بعض سكان القطاع بأن وتيرة العملية العسكرية الإسرائيلية تسارعت في اليومين الماضيين. وأضافوا أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار تشير إلى قتال عنيف مستمر دون توقف تقريباً.
وبعد مرور أكثر من 8 أشهر على اندلاع الحرب الاسرائيلية على غزة، يتركز التقدم الإسرائيلي الآن على المنطقتين الأخيرتين اللتين لم تقتحمهما القوات بعد، الأولى رفح على الطرف الجنوبي لغزة، حيث يحاول استكمال السيطرة على المدينة، والمنطقة المحيطة بدير البلح في وسط القطاع.
وتظهر البيانات الفلسطينية وتلك الصادرة عن الأمم المتحدة أن أقل من 100 ألف شخص ربما ظلوا في أقصى غرب المدينة التي كانت تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل بدء الهجوم الإسرائيلي في أوائل مايو.
دعم أميركي
وفي شأن إمكانية توسيع المعركة ضد "حزب الله" اللبناني في شمال إسرائيل، وفق ما نقلت هيئة البث عن مصادر أمنية. حصل وفد من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا واشنطن، الأسبوع الماضي، على تطمينات من نظرائهم الأميركيين بأن إدارة الرئيس جو بايدن مستعدة تماماً لدعم حليفتها تل أبيب حال اندلاع حرب شاملة على الحدود الشمالية، وفقاً لما نقلته شبكة CNN عن مسؤول أميركي كبير.
وأشارت الشبكة، في تقرير، إلى أن هذه التطمينات جاءت في الوقت الذي أدت فيه زيادة وتيرة الهجمات على الحدود خلال الأسابيع الأخيرة بين إسرائيل و"حزب الله"، إلى تصاعد المخاوف بشأن احتمال اندلاع صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط، وكذلك بينما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الولايات المتحدة علناً بالامتناع عن تزويد تل أبيب بالأسلحة والذخيرة، مما أثار توتراً متبادلاً بين المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين.
وشارك كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنجبي، في سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولي إدارة بايدن بما في ذلك مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومنسق شؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض بريت ماكجورك، في واشنطن، الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر CNN، التي لم تكشف الشبكة عن هويتها، إن الاجتماعات ناقشت مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل، وبرنامج إيران النووي، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومفاوضات إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.