فريدمان يحذر من "حرب غير مسبوقة" تتدخل فيها واشنطن وطهران بين إسرائيل و"حزب الله"

الكاتب والمحلل الأميركي لـ"الشرق": لا فرق بين سياسة بايدن وترمب بشأن الشرق الأوسط

time reading iconدقائق القراءة - 7
تصاعد الدخان بعد سقوط صواريخ على بلدة في شمال إسرائيل تم إطلاقها من جنوب لبنان. 14 يونيو 2024 - AFP
تصاعد الدخان بعد سقوط صواريخ على بلدة في شمال إسرائيل تم إطلاقها من جنوب لبنان. 14 يونيو 2024 - AFP
دبي -الشرق

حذّر الصحافي والمعلق السياسي الأميركي توماس فريدمان، الأربعاء، من خطورة التصعيد بين إسرائيل، وجماعة "حزب الله" اللبنانية، وتحوّله إلى "حرب إقليمية غير مسبوقة" تدفع كل من إيران والولايات المتحدة إلى "التدخل" لدعم حلفائهما بالمنطقة، معتبراً أن مركز الثقل السياسي بشأن علاقات واشنطن مع دول المنطقة تحول من مصر إلى دول الخليج خاصة السعودية والإمارات

 وعن توجه الإدارة الأميركية الجديدة في أعقاب الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، خاصة فيما يتعلق بالفوز المحتمل للرئيس السابق دونالد ترمب واحتمالات عودته إلى البيت الأبيض، أشار توماس فريدمان، إلى أنه "لا فرق بين إدارتي الرئيس الحالي جو بايدن أو ترمب (حال فوزه) فيما يخص منطقة الشرق الأوسط" مشدداً على أن واشنطن "لا ترغب في مواجهة مباشرة مع إيران". 

وأعرب فريدمان خلال حديثه لبرنامج "سباق القمة" مع زينة يازجي على قناة "الشرق"، عن قلقه من التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" على الجبهة اللبنانية، لأن "هناك جولة جديدة من القتال، حرباً مفتوحة، حرباً واقعية (بين حزب الله وإسرائيل)، ستكون مختلفة عن أي حرب من الحروب التي خاضتها إسرائيل وجهات عربية".

وأوضح فريدمان، بحسب وجهة نظره، أن هذه الحرب "ستشمل الصواريخ الدقيقة. إسرائيل و(حزب الله) لديهما هذه الصواريخ، وكلاهما لديه الكثير منها. والصواريخ الدقيقة هذه تعني، أن كل صاروخ يمكن أن يصل إلى هدفه ضمن قطر ضيق جداً ودقيق جداً".

وتابع: "هذا النوع من الحرب سيتسبب في دمار كبير في البنى التحتية في كل من إسرائيل ولبنان. وأنا أقصد المطارات والجامعات ومحطات الكهرباء ومحطات تكرير المياه، ناهيك عن القواعد والمواقع العسكرية، وهذا سيكون أسوأ ما يمكن تخيله في (تاريخ) الحروب بين العرب وإسرائيل".

وأضاف: "ندعو ألا تندلع هذه الحرب، لأنها ستخلّف دماراً شاملاً، وأن يفهم الطرفان هذه المعادلة جيداً، لأنهما وصلا إلى أقصى حد ممكن، وندعو ألا يحاولان التمادي أكثر من هذا. ولا أدري إذا كان هذا النوع من سياسة حافة الهاوية سيدوم، وإذا كانت هناك فرصة لحضهم على التراجع، لكنني قلق للغاية بهذا الشأن".

واشنطن وطهران على خط المواجهة

ورداً على سؤال بشأن المرشح الرئاسي الذي يمكنه وقف هذا السيناريو (حرب شاملة في الشرق الأوسط)، بايدن أم الرئيس السابق دونالد ترمب، قال فريدمان: "لا أعتقد أن الوضع سوف ينتظر حتى نوفمبر (موعد إجراء الانتخابات) أو 20 يناير عندما يتم تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، لأن ما قد يحدث ربما يحدث قبل ذلك بكثير، ونأمل ألا يحدث".

وأضاف: "لكن ما نخشاه في هذا النوع من الحروب بالصواريخ الدقيقة، هو أن إيران ستتدخل لدعم (حزب الله) بشكل مكثف، والولايات المتحدة ستدعم إسرائيل بطبيعة الحال بشكل مكثف، وهنا تقع حرب إقليمية شاملة لا يعرف أحد إلى أين تؤدي".

وقال فريدمان: "أعرف أن الولايات المتحدة تنصح إسرائيل بعدم الدخول في مثل هذه المواجهة، ولا أدري إذا كانت إيران تنصح (حزب الله) بالمثل، لكنني أعتقد أن طهران تفعل ذلك، لأنها تريد استخدام (حزب الله) كقوة ردع ضد إسرائيل، ولا يجب أن ننسى أيضاً السلاح النووي الإيراني. نحن في منطقة خطيرة، وأي خطأ في الحسابات ستكون عواقبه وخيمة".

علاقات واشنطن بدول الشرق الأوسط

ورداً على سؤال بشأن التغيرات التي طرأت على العلاقات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط،  قال المحلل السياسي الأميركي لـ"الشرق"، إن "النقطة المركزية للسياسة الأميركية انتقلت بشكل واضح من مصر إلى دول الخليج، إلى السعودية والإمارات... يعني مجلس التعاون الخليجي بشكل عام".

وأضاف: "أعتقد أنه عندما يفكر المسؤولون الأميركيون في أهم الشركاء في المنطقة، فإنهم يفكرون اليوم في الرياض ودبي وأبو ظبي والبحرين، ويفكرون بشكل أقل في القاهرة أو عمان، وهم ليسوا ضد العاصمتين، لكن من المنطقي أن النشاط حالياً في الخليج".

واعتبر الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "رؤية إدارة الرئيس بايدن، هي الترويج لشرق أوسط أكثر شمولاً، والتطبيع بين السعودية وإسرائيل، في إطار شراكة أيضاً مع السلطة الفلسطينية. هذا هو هدف إدارة بايدن، وهم بالفعل يعتمدون كثيراً على السعودية والإمارات نوعاً ما، لربط الشرق الأوسط مع الصين والهند وإفريقيا، وكذلك مع إسرائيل، ولكن الركيزة هي منطقة الخليج بالنسبة لإدارة بايدن. هذه هي الرؤية الأشمل، أو ما يطمح بايدن لتحقيقه".

رؤية الإدارة الجديدة

وعن استنتاجاته بشأن احتمال فوز ترمب مجدداً، رغم استبعاده ذلك قبل 8 سنوات، أعرب فريدمان عن اعتقاده بأن "الكثير من الأميركيين يجذبهم هذا الأسلوب المباشر جداً لترمب، إضافة إلى مقاربة رأسمالية أكثر انعزالية للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن الرئيس السابق، فاز مرة وخسر مرة، ولكنه "استولى بالفعل على الحزب الجمهوري. هذا ما أستنتجه".

وبشأن توقعاته لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة، سواء فاز بايدن أو ترمب، في التعامل مع الشرق الأوسط، قال فريدمان: "من الواضح أن الولايات المتحدة، وحتى ما قبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لا تريد أن تدخل في حرب مباشرة مع إيران".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإيران بعيدين عن بعضهما جداً، وربما تشكل الحرب تهديداً لإسرائيل وبعض الدول العربية والخليجية، ولذلك فإن "الولايات المتحدة ليست مستعدة للدخول في حرب ضد إيران"، مؤكداً: "هذا أمر ثابت".

وتابع: "ولنكن عادلين مع الرئيس أوباما، هو فعلاً تفاوض على الاتفاق النووي (مع إيران) الذي وافقت عليه طهران، لكن ترمب قضى على كل ذلك ولم تكن لديه سياسة واضحة للتعامل مع تطوير إيران المستمر لقنبلة نووية. والموقف أصبح فوضوياً الآن".

ومضى يقول: "لذلك لا أعتقد أن هناك فارقاً كبيراً بين بايدن وترمب في ما يتعلق بإيران أو النظرة الشاملة حول الشرق الأوسط. السياسة الأميركية ستبقى لردع أي تهديد إيراني ضد حلفائنا في منطقة الخليج وإسرائيل، ولدعم حل الدولتين. أعتقد أن هذا ثابت بين كلا المرشحين، ولا أرى بالفعل تغيراً كبيراً جداً إذا تغلب ترمب على بايدن".

تصنيفات

قصص قد تهمك