استخبارات غربية: إسرائيل و"حزب الله" وضعا خطط الحرب بالفعل

تحذيرات من السفر إلى بيروت.. ومسؤولون: وقف حرب غزة قد ينزع الفتيل

time reading iconدقائق القراءة - 6
دخان يتصاعد في أعقاب ضربة إسرائيلية جنوبي لبنان. 5 مايو 2024 - Reuters
دخان يتصاعد في أعقاب ضربة إسرائيلية جنوبي لبنان. 5 مايو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أفادت معلومات استخباراتية أميركية باقتراب اندلاع مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية في الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك حال فشل مساعي التوصل إلى اتفاق بين تل أبيب وحركة "حماس" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب صحيفة "بوليتيكو" الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين، اطلعا على المعلومات الاستخباراتية، قولهما إن القوات الإسرائيلية و"حزب الله" وضعا خطط القتال بالفعل، وهما بصدد محاولة شراء أسلحة إضافية في الوقت الحالي.

وقال مسؤول أميركي كبير، لم يكشف عن هويته، على غرار بقية المسؤولين الذين تحدثوا بالموضوع، إن "المخاطر باتت الآن أعلى من أي وقت مضى في الأسابيع الأخيرة".

وذكرت "بوليتيكو" أنه بينما أعلن كلا الجانبين عدم رغبتهما الدخول في حرب، يعتقد كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل متزايد أن من المرجح أن تندلع اشتباكات عنيفة بين إسرائيل و"حزب الله" على الرغم من الجهود المبذولة لمنع ذلك.

"حرب خلال أيام"

وبحسب التقرير،  قدرت دول أوروبية أن الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" يُمكن أن تندلع خلال أيام، ونصحت كثير من البلدان بالفعل مواطنيها بمغادرة لبنان، كما تستعد كندا لإجلاء الآلاف من رعاياها في بيروت، في حين قدّمت الاستخبارات الأميركية تقييماً أكثر تحفظاً بقليل، وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، تحذيراً لمواطني الولايات المتحدة، حثتهم فيه على "إعادة النظر بقوة" في مسألة السفر إلى لبنان.

كما ذكر مسؤولن أميركيون لشبكة NBC الإخبارية أن واشنطن تستعد لإجلاء رعاياها من لبنان حال اشتد القتال بين إسرائيل وجماعة "حزب الله".

وأكد اثنان من كبار المسؤولين الأميركيين، الذين تحدثوا إلى "بوليتيكو"، أن من غير الواضح متى يمكن أن تبدأ الحرب على وجه التحديد، لكنهما أشارا إلى أن إسرائيل تُحاول إعادة بناء مخزونها من الأسلحة وقدرة قواتها بسرعة.

ويحاول مسؤولون أميركيون إقناع الجانبين الإسرائيلي واللبناني بوقف التصعيد، وهي المهمة التي ستكون أسهل بكثير في حال التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، لكن هذا الاتفاق ما زال يخضع لمفاوضات متوترة، كما أن المسؤولين الأميركيين لا يثقون بأن إسرائيل و"حماس" ستوافقان على الصفقة المطروحة في المستقبل القريب، بحسب "بوليتيكو".

وقال مسؤولون كبار في إدارة بايدن للمجلة إن التوترات المتصاعدة على الحدود الإسرائيلية، وعدم وجود أي تقدم كبير في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يُشير إلى الاتجاه نحو الحرب.

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول كبير آخر في الإدارة قوله: "منطق (زعيم جماعة حزب الله اللبنانية حسن) نصر الله هو أن الأمر كله مرتبط بغزة، وإلى أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في القطاع، فإن إطلاق النار على إسرائيل لن يتوقف، لكننا بصراحة نرفض هذا المنطق تماماً".

هجوم كبير دون إنذار

وذكر مسؤولون أميركيون أن المعلومات الاستخباراتية تُشير إلى أن "الإجراءات التي يمكن أن تُحفز على اندلاع الحرب، مثل شن هجوم كبير من قبل أي من الجانبين، على سبيل المثال، من المرجح أن تحدث دون سابق إنذار".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الذي زار واشنطن هذا الأسبوع، إن إسرائيل "لا تريد الحرب، والهدف هو إعادة مواطنينا إلى منازلهم بأمان، ونفضل أن نفعل ذلك من خلال التفاهمات، لكننا نستعد أيضاً لكل السيناريوهات المحتملة".

وترى الصحيفة الأميركية أن اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" قد يجبر الولايات المتحدة على مساعدة تل أبيب في الدفاع عن نفسها، مما سيدفع إدارة بايدن إلى الانخراط بشكل أعمق في نزاعات المنطقة التي حاولت الانسحاب منها على مدى سنوات، كما أن الأمر يخاطر بحدوث كارثة إنسانية أخرى، مما يُشكل ضربة قوية للوضع الإنساني في وقت يعاني فيه بالفعل من ضغوط شديدة.

جهود دبلوماسية

وقالت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون إن الإدارة تعمل على التوصل إلى "حل دبلوماسي" يسمح للبنانيين والإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم.

وأضافت واتسون: "كما نُواصل جهودنا للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب في غزة، إذ سيؤدي التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة لتبادل المحتجزين في القطاع إلى تسريع إمكانية إحراز تقدم، بما في ذلك تحقيق الأمن المستدام والهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، لكن تلك الصفقة باتت الآن مع حماس، والقرار في يدها".

وعلى مدى الأسابيع الماضية، حاولت إدارة بايدن إقناع الجانبين بعدم الذهاب إلى الحرب، وسافر بعض كبار المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك مبعوث بايدن للشرق الأوسط عاموس هوكستين إلى المنطقة في الأيام الأخيرة لمحاولة استعادة الهدوء.

تصنيفات

قصص قد تهمك