دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب، لعرض خطته لإنهاء الحرب مع روسيا بسرعة، محذراً من أن أي اقتراح يجب أن يتجنب "انتهاك سيادة بلاده".
وفي مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" في العاصمة كييف، قال زيلينسكي: "إذا كان ترمب يعرف كيفية إنهاء هذه الحرب، فعليه أن يخبرنا اليوم. إذا كانت هناك مخاطر على استقلال أوكرانيا، إذا كنا سنفقد دولتنا.. نريد أن نكون مستعدين لذلك، نريد أن نعرف".
وتفاخر الرئيس الأميركي السابق، الذي يتقدم في استطلاعات الرأي على الرئيس جو بايدن قبل انتخابات نوفمبر، بأنه سينهي الحرب بحلول الوقت الذي يتم تنصيبه فيه في يناير.
وفي المناظرة التلفزيونية بين الرئيسين السابق والحالي، الأسبوع الماضي، انتقد ترمب المليارات التي تُنفق على الدفاع عن أوكرانيا، قائلاً إن كييف "لا تكسب الحرب".
وأعرب الرئيس الأوكراني عن أسفه للتأخيرات في تسليم الأسلحة من الحلفاء الغربيين، مضيفاً في المقابلة التي استمرت قرابة الساعة، أنه "مستعد بشكل محتمل" للقاء ترمب للاستماع إلى مقترحات فريقه.
وتابع: "لا يمكنهم التخطيط لحياتي وحياة شعبنا وأطفالنا.. نُريد أن نفهم ما إذا كنا في نوفمبر سنحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة أم سنكون بمفردنا".
علاقة متوترة مع ترمب
وكانت علاقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي متوترة مع الرئيس الأميركي السابق.
وخلال فترة رئاسته، لطالما اتهم ترمب زيلينسكي بالفساد، وبعد فترة قصيرة من انتخابه رئيساً لأوكرانيا، ضغط عليه ترمب للتحقيق في اتهامات ضد بايدن، وهي الخطوة التي أدت إلى أول عملية تهدف لعزله.
ورداً على أسئلة "بلومبرغ"، قال ستيفن تشيونج مدير الاتصالات في حملة ترمب إن المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة "سيفعل ما يلزم لاستعادة السلام، وإعادة بناء قوة وردع الولايات المتحدة على الساحة العالمية". وأضاف: "هو الشخص الوحيد الذي يمكنه تحقيق ذلك".
كما تحدى زيلينسكي فكرة أن أوكرانيا تخسر، رافضاً استخدام مصطلح "الجمود" لوصف الحرب، مشيراً إلى قوات بلاده في وضع أفضل من حيث الأفراد مما كانت عليه قبل عدة أشهر، وإن هجوماً مضاداً جديداً يعتمد على تسليح الألوية.
وأضاف: "إنه ليس جموداً، بل هو وضع إشكالي.. الجمود يعني أنه لا يوجد مخرج، لكن المشكلة يمكن حلها إذا كان لدى الشخص الإرادة والأدوات.. لدينا الإرادة، لكن الأدوات لم تصل بعد".
ومع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثالث، استغل الجيش الروسي تناقص مخزونات الأسلحة والذخيرة لدى القوات الأوكرانية، مما أدى إلى تحقيق مكاسب تدريجية منذ بداية العام.
وفي حين أشاد زيلينسكي بحزمة المساعدات البالغة 61 مليار دولار التي أقرها الكونجرس الأميركي هذا العام، بعد تأخير دام 6 أشهر، قال إن المعدات تأخذ وقتاً طويلاً للوصول إلى الجبهة.
وتابع: "هذه أكبر مأساة في الحرب، بين القرار والواقع، لدينا انتظار طويل.. طويل جداً".
وفي وقت سابق الأربعاء، اتفق حلفاء "الناتو" على أنه ينبغي لهم السعي لتوفير ما لا يقل عن 40 مليار يورو (43 مليار دولار) كمساعدة عسكرية لأوكرانيا سنوياً، لكنهم امتنعوا عن التعهدات الصريحة للسنوات المقبلة، وفقاً لدبلوماسيين في الحلف.
"تعاون أميركي صيني"
وقال الرئيس الأوكراني أيضاً خلال المقابلة إن الصين يمكن أن تلعب "دوراً هائلاً" في حل النزاع، وذلك نظراً لاعتماد موسكو الكبير على سوقها للتصدير، واقترح أن "الولايات المتحدة والصين، إذا وضعا خلافاتهما جانباً، يمكن أن يتعاونا لإنهاء الحرب".
لكن بعد يوم من وصول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى كييف، في أول زيارة له خلال الحرب، وحثه زيلينسكي على التفكير في وقف إطلاق النار، رفض الرئيس الأوكراني الفكرة، وقال إن الذين يروجون لمثل هذا السيناريو فشلوا في توضيح كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار، معتبراً أن "لا أحد لديه إجابة.. أنا لا أتهم، أنا فقط أشرح".
ورفض زيلينسكي التعليق على أداء بايدن في المناظرة مع ترمب، الأسبوع الماضي، التي قال إنه شاهدها، حيث قيّم كل مرشح بناء على موقفه من أوكرانيا، بدلاً من السياسة الداخلية.
ومع ذلك، وصف ترمب بأنه "كشخصية تلفزيونية سابقة، يُمكن أن تؤثر الوسائط الإعلامية في كيفية تصور الجمهور للقائد"، مشيراً إلى أن "القائد الأميركي سيثبت جدارته إذا أظهر خطوات قوية وحاسمة".