وصل وفد أميركي يضم مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن للشرق الأوسط بريت مكجورك، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وليام بيرنز إلى القاهرة، الاثنين، لعقد اجتماع ثلاثي مع مسؤولين أمنيين مصريين وإسرائيليين رفيعي المستوى، في مستهل جولة جديدة بشأن مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، فيما قالت حركة "حماس" إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يعرقل مفاوضات وقف إطلاق النار.
وذكرت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلاً عن مصدر رفيع المستوى لم تكشف هويته، أن هناك "نشاطاً مكثفاً" للوفد الأمني المصري للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وفي وقت سابق الاثنين، أفاد موقع "أكسيوس"، بأن بيرنز ومكجورك وصلا إلى العاصمة المصرية، حيث يلتقيان مع مسؤولين أمنيين مصريين وإسرائيليين.
كما وصل وفد إسرائيلي رفيع المستوى برئاسة رئيس جهاز الشاباك رونين بار إلى القاهرة، الاثنين، وضم الوفد رئيس القسم السياسي والأمني بوزارة الدفاع درور شالوم، ومنسق الأعمال في المناطق غسان عليان، ورئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي إليعازر توليدانو.
وأضاف "أكسيوس"، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين لم يكشف هوياتهم، أن هذا اللقاء يأتي لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، إلى جانب "الترتيبات المتعلقة بتأمين الحدود بين مصر وغزة".
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتجه مكجورك إلى إسرائيل بعد اختتام زيارته للقاهرة، ليلتقي مع نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الوفد الإسرائيلي سيناقش مع المصريين والأميركيين أيضاً مطلب نتنياهو بمنع عودة عناصر "حماس" إلى شمال قطاع غزة كجزء من تنفيذ صفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار.
أما بيرنز فسيواصل رحلته إلى قطر للتحضير لاجتماع رباعي سيعقد، الأربعاء، في الدوحة بشأن صفقة المحتجزين.
وفي الاجتماع، سيناقش بيرنز مع رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الموساد ديفيد بارنيع، صفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الترتيبات الأمنية اللازمة على الحدود بين غزة ومصر.
حماس: نتنياهو يعرقل المفاوضات
وقالت حركة "حماس"، الاثنين، إن نتنياهو، يضع المزيد من العقبات أمام المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة، ويُصعّد عدوانه وجرائمه ضد الفلسطينيين، ويمعن في محاولات تهجيرهم قسراً من أجل إفشال كل الجهود للتوصل لاتفاق.
وأضافت في بيان نشرته على تليجرام، أن هذه العراقيل تأتي على الرغم من المرونة والإيجابية التي تقدمها الحركة لتسهيل التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.
وطالبت الحركة الوسطاء بالتدخل لـ"وضع حد لألاعيب نتنياهو وجرائمه، كما نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بالوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والإنسانية والضغط لوقف جريمة الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم".
وأشارت إلى أن "ما يفعله جيش الاحتلال من تصعيد عدوانه على أحياء مدينة غزة، واستهدافه عشرات الآلاف من السكان المدنيين وإجبارهم على النزوح من بيوتهم تحت وطأة القصف الوحشي، هو إمعان في حرب الإبادة المتواصلة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من 9 أشهر، والتي تتحدى من خلالها حكومة الاحتلال كافة القوانين والمعاهدات الدولية".
وأكدت الحركة أن "أن العدو المتغطرس، الذي يمارس أبشع صور العدوان والانتهاكات ضد المدنيين العزّل، بدعم من الإدارة الأميركية المتواطئة معه، لن يفلح في إخضاع شعبنا الصامد مهما صعَّد من جرائمه، وأن مقاومتنا ستواصل تصدّيها لقواته الفاشية، حتى كسر العدوان ودحره عن أرضنا"، داعية الفلسطينيين إلى "الحذر من مكائد جيش العدو، وألا يقعوا فريسة للحرب النفسية التي يشنها نتنياهو وجيشه".
صدمة في إسرائيل من شروط نتنياهو
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، أن قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل شعروا بـ"الصدمة" من الشروط التي طرحها نتنياهو للمضي قدماً في صفقة تبادل المحتجزين مع حركة "حماس".
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن قادة الأجهزة عبّروا عن موقفهم خلال مناقشة أمنية جرت، الأحد، في مكتب نتنياهو.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الأحد، أن مكتب نتنياهو وضع قائمة بمطالب قال إنها "غير قابلة للتفاوض" أمام فريق مفاوضيه الذي وصل إلى القاهرة وومن ثم سيتوجه إلى الدوحة وسط محاولات لاستئناف مفاوضات التهدئة في قطاع غزة.
وقال نتنياهو، الأحد، إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن يتيح لإسرائيل استئناف القتال لحين تحقيق جميع أهدافها من الحرب.
وأضاف: "الخطة التي وافقت عليها إسرائيل ورحَّب بها الرئيس الأميركي جو بايدن ستتيح لإسرائيل إعادة المحتجزين دون المساس بالأهداف الأخرى للحرب".
وأشار إلى أن "الاتفاق يجب أن ينص أيضاً على حظر تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الحدود بين غزة ومصر، وعدم السماح لآلاف المسلحين بالعودة إلى شمال غزة".
وتخلت "حماس" عن مطلب رئيسي بأن تلتزم إسرائيل أولاً بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع اتفاق، وقال مصدر لوكالة "رويترز"، السبت، طالباً عدم كشف هويته، إن الحركة ستسمح بدلاً من ذلك بتحقيق هذا الهدف من خلال مفاوضات في المرحلة الأولى التي تستمر 6 أسابيع.
لكن نتنياهو أصر مجدداً على "ضرورة ألا يمنع الاتفاق إسرائيل من استئناف القتال لحين تحقيق أهدافها من الحرب"، وكانت تل أبيب قد أعلنت في بداية الصراع أن هذه الأهداف تشمل "تفكيك قدرات حماس العسكرية والإدارية، وإعادة المحتجزين".