تسعى إيطاليا إلى إبرام اتفاق لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، انطلاقاً من اتفاق ترسيم الحدود البحرية التاريخي، الذي وُقع في عام 2022، وذلك في محاولة لتهدئة التوترات التي اندلعت مؤخراً على جانبي الحدود.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في واشنطن، خلال تصريحات نقلتها "بلومبرغ": "الوضع متوتر للغاية، نعمل لضمان تطبيق اتفاقية الحدود البحرية على الحدود البرية أيضاً".
وأضاف أنه "رغم صعوبة الوضع، إلا أن الدبلوماسيين الإيطاليين يمضون قدماً في المفاوضات. الهدف هو إيجاد حل يمكن أن يخلق مسافة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية"، محذراً من أن إسرائيل سترد بالتأكيد، إذا تقدمت الجماعة اللبنانية.
وأردف تاجاني: "الإيطاليون قادرون على التحلي بالمرونة، ولهذا السبب لدينا علاقات جيدة مع الجميع. الأمر ليس سهلاً، لكن هذا يظهر أننا يمكن أن نكون أداة للسلام".
ولفت وزير الخارجية الإيطالي، إلى أن روما، التي تدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعودة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك، تدعم أيضاً "مهمة حفظ السلام بقيادة عربية مع الأمم المتحدة في قطاع غزة، بمجرد انتهاء الحرب مع إسرائيل"، موضحاً أن الأطراف المشاركة في تلك المحادثات تشمل قطر والأردن ومصر والإمارات والسعودية.
وكرر تاجاني دعم روما، لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنه قال أيضاً: "نطلب من إسرائيل أن تدرك أنه يجب التوصل إلى السلام في مرحلة ما".
وأكد دعمه لحل الدولتين، لكنه شدد على أنه يجب أن يكون متبادلاً حتى يكون الاعتراف بدولة فلسطين أكثر من مجرد إجراء شكلي. وأضاف: "هذا هو المسار الوحيد المتاح لدينا، إذا كنا لا نريد الاستمرار لمدة 50 عاماً أخرى مع هذه الأعمال العدائية".
ترسيم الحدود البحرية
ووقع لبنان مع إسرائيل على اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في قاعدة الأمم المتحدة في رأس الناقورة بجنوب لبنان في عام 2022، بعد أن وافق الطرفان على شروط الاتفاق الذي تم بوساطة أميركية.
ويرسم الاتفاق الحدود بين المياه اللبنانية والإسرائيلية لأول مرة، ويضع أيضاً آلية تكفل لكلا البلدين الحصول على عوائد من استكشاف شركة "توتال إنرجيز" لحقل غاز بحري يمتد عبر الحدود.
وأجرى البلدان مفاوضات لترسيم الحدود البحرية المشتركة منذ عام 2020، ما من شأنه أن يساعد في تحديد موارد النفط والغاز لكل دولة، ويمهد الطريق لمزيد من عمليات الاستكشاف.
يشار إلى أن إيطاليا سعت إلى إبراز نفسها كوسيط في الشرق الأوسط، والحفاظ على علاقاتها مع كل من إسرائيل وإيران، كما تقود الولايات المتحدة، جهوداً دبلوماسية بين الطرفين.
وشهدت الحدود بين البلدين، توترات كبيرة في الأشهر الأخيرة، إذ تصاعدت المواجهات العسكرية التي اندلعت منذ 7 أكتوبر الماضي، بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، بينما أشار الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، هذا الأسبوع، إلى أن "الجماعة ستوقف هجماتها على إسرائيل بلا شك، حال وقف إطلاق النار في قطاع غزة".