إيران: منفتحون على استئناف مفاوضات الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري خلال اجتماع المجلس الوزاري لمجموعة "بريكس بلس" في مدينة نيجني نوفغورود بروسيا. 11 يونيو 2024 - REUTERS
القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري خلال اجتماع المجلس الوزاري لمجموعة "بريكس بلس" في مدينة نيجني نوفغورود بروسيا. 11 يونيو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

أعرب القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني لمجلة "نيوزويك" الأميركية في مقابلة نشرت، الثلاثاء، عن انفتاح بلاده على استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن استعادة "المشاركة المتبادلة" في الاتفاق النووي، مشيراً في الوقت نفسه إلى اعتزام إيران تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا ودول الجوار.

وذكر باقري كني، وفقاً للمجلة، أن طهران لا تزال منفتحة على استئناف المفاوضات مع واشنطن نحو استعادة المشاركة المتبادلة في الاتفاق النووي.

ولفت إلى أن طهران "عضو محاسب ومسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية"، موضحاً أن بلاده "ستستخدم كل إمكاناتها وقدراتها في إطار المعاهدة واتفاقية الضمانات لتوسيع أنشطتها النووية السلمية، وفقاً لخططها وبرامجها الوطنية".

وتأتي تعليقات باقري كني الذي تولى مسؤولياته الحالية بعد وفاة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في حادث تحطم طائرة هليكوبتر مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال مايو الماضي، في إطار استعداده لإلقاء كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بنيويورك.

وفي عهد الرئيس السابق دونالد ترمب انسحبت الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق النووي بين إيران و6 قوى عالمية، فيما تعثرت محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وطهران لإحياء الاتفاق.

ولا تزال إيران جزءاً من الاتفاق لكنها قلصت التزاماتها بسبب عقوبات أميركية مفروضة عليها.

وتصاعدت مؤخراً تساؤلات عن مدى قدرة الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بيزشكيان وهو سياسي معتدل في تبني سياسة خارجية عملية، تعمل على تخفيف التوتر مع القوى المشاركة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

ولدى سؤاله عن مدى إمكانية أن تشهد العلاقات الإيرانية مع الغرب تحسناً خلال فترة حكم بيزشكيان المرتقبة والتي من المنتظر أن تبدأ الشهر المقبل، أجاب باقري أن "مستوى المنافسة خلال الانتخابات الرئاسية الإيرانية كان مرتفعاً جداً لدرجة أننا، حتى قبل يوم واحد من الاقتراع، لم نكن متأكدين أيٍ من المرشحين سينتخبه الشعب خلال الجولة الثانية".

وأضاف: "لذا، نعتقد أن الوقت حان للطرف الآخر لإثبات صدق تواصله، وفتح فصل جديد"، لافتاً إلى أن إيران "دائماً صادقة وجادة للغاية عندما يتعلق الأمر بضمان التواصل مع جميع الجهات الفاعلة الدولية".

ولفت إلى أنه "سبق أن أرسل الرئيس الأميركي رسالة إلى المرشد الإيراني (علي خامنئي). وتلقى في المقابل الرد على تلك الرسالة، لكنها حدثت مرة واحدة فقط، وبناء على ذلك، نعتقد أن الكرة حالياً في ملعب الجانب الآخر".

العلاقات مع روسيا والصين

وعن تنامي علاقات إيران مع دول منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، أكد القائم بأعمال وزير الخارجية، أن طهران "تعتزم أيضاً تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا ودول مجاورة"، مبيناً أنها "ستدعو إلى اتخاذ إجراءات أقوى تستهدف إسرائيل في ضوء الحرب على قطاع غزة".

وتعتبر العلاقات الثنائية بين إيران روسيا مميزة باعتبارها "دولة مجاورة وقوية في المنطقة"، بحسب باقري الذي أشار إلى أن العلاقات مع الصين تأتي كذلك باعتبارها "جهة فاعلة دولية ومؤثرة خلال العقود الماضية".

وأوضح أن إدارة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وضعت "سياسة حسن الجوار أولوية في سياستها الخارجية"، مبيناً أن "المحور الأساسي والجزء المحوري لهذه السياسة هو أن تكون هناك ثقة سياسية متبادلة".

ولفت إلى أن "سياستنا هي عدم التصعيد وتعزيز علاقاتنا مع جميع الدول المجاورة لنا"، مضيفاً: "نعتقد أنه إذا حاولت دول المنطقة ضمان التواصل والمشاركة والتعاون والتآزر المطلوب معاً، فلن تكون هناك فجوة تسمح للدول الأجنبية بالتغلغل في المنطقة".

وحمّل الوزير الإيراني الولايات المتحدة مسؤولية "التوترات والأزمات الحاصلة في المنطقة"، مشيراً إلى أن إيران "تعتقد أن روسيا والصين تبذلان جهوداً جادة لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة في المنطقة"، كما تسعيان لـ"ضمان العلاقات والروابط الاقتصادية والتعاون في منطقتنا".

وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن واشنطن ليست مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران في عهد رئيسها الجديد، فيما قال باقري إن طهران "ما زالت تجري محادثات نووية غير مباشرة مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان"، وفق ما أوردت صحيفة "اعتماد ملي" الإيرانية.

وتعهد بزشكيان، جراح القلب البالغ من العمر 69 عاماً، بتعزيز سياسة خارجية عملية، وتخفيف حدة التوتر بشأن المفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وتحسين آفاق التحرير الاجتماعي والتعددية السياسية.

وأكد الرئيس الإيراني المنتخب أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، مضيفاً أن طهران ستوسع علاقاتها مع جيرانها وتتعامل مع أوروبا.

لكن الكثير من الإيرانيين يشككون في قدرته على الوفاء بوعود حملته الانتخابية، نظراً لأن المرشد علي خامنئي، وليس الرئيس، هو من يملك السلطة العليا في الجمهورية، بحسب وكالة "رويترز".

تصنيفات

قصص قد تهمك