حذرت الحكومة البريطانية المسافرين من احتمالية حدوث تأخيرات طويلة على الحدود خلال أوقات الذروة، وذلك عندما يتم بدء تطبيق "نظام الدخول والخروج الآلي" من قبل الاتحاد الأوروبي، إذ يتطلب من البريطانيين مشاركة بياناتهم البيومترية في أكتوبر المقبل، في إطار اتفاقات خروج بريطانيا من الكتلة "بريكست".
وسيتعين على السياح ورجال الأعمال القادمين من دول غير تابعة للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المملكة المتحدة، تسجيل بيانات مثل بصمات الأصابع والصورة الفوتوغرافية عند الحدود عند بدء تنفيذ النظام الجديد في وقت لاحق من العام الجاري، بحسب "بلومبرغ".
ومن المتوقع أن يتسبب هذا الإجراء في صفوف انتظار أطول في المطارات والموانئ وخط السكك الحديدية "يوروستار"، ويعتقد الدبلوماسيون الأوروبيون، أنه سيمثل اختباراً مبكراً للعلاقة بين لندن والاتحاد الأوروبي، في ظل حكومة حزب العمال.
وقالت الحكومة البريطانية، في بيان، الإثنين، إن وزارة الداخلية سترفع عدد المسؤولين في ميناء دوفر لتقليل خطر التأخيرات، وستعمل مع الحكومة الفرنسية لتعديل إجراءات المراقبة على الحدود وتبسيط عمليات الفحص.
واعتبرت الحكومة الجديدة بقيادة حزب العمال، أن الإدارة السابقة لم تفعل ما يكفي للاستعداد لبدء العمل بالنظام الجديد.
وقالت وزيرة الهجرة والجنسية البريطانية، سيما مالهوترا، إن "الفحوصات ستشكل تغييراً كبيراً على حدود الاتحاد الأوروبي، لذا ينبغي للجمهور أن يستعد لبعض الطوابير في أوقات الذروة عندما يتم تطبيقها لأول مرة".
وأضافت: "لقد قمنا بمراجعة التحضيرات التي تم القيام بها حتى الآن.. ولم يقم الوزراء السابقون في وزارة الداخلية بما يكفي للتخفيف من التأثير. نحن نعمل الآن بسرعة لتقليل خطر فترات الانتظار الطويلة قدر الإمكان".
نظام الدخول والخروج الآلي الجديد
نظام الدخول والخروج الآلي هو نظام معلومات آلي لمنطقة "شينجن" لتسجيل المواطنين من خارج المنطقة والاتحاد الأوروبي.
ويستهدف النظام هؤلاء المسافرين عندما يدخلون أو يغادرون من حدود "شينجن" الخارجية، مثل الطيران من المملكة المتحدة إلى إسبانيا أو العبور بالطريق البري من اليونان إلى تركيا. ولن يتم استخدامه على الحدود الداخلية داخل منطقة "شينجن".
وسيسجل نظام الدخول والخروج الآلي، تاريخ ومكان الدخول أو الخروج، بالإضافة إلى بصمات الأصابع والبصمة الحيوية للوجه.
ويقول الاتحاد الأوروبي إن هذا النظام "سيحل محل النظام الحالي للختم اليدوي لجوازات السفر، والذي يستغرق وقتاً طويلاً، ولا يوفر بيانات موثوقة عن المعابر الحدودية، ولا يسمح بالكشف المنهجي عن المخالفين".
ولن يُطبق النظام الجديد في إيرلندا أو قبرص، ولكن مواطني هذه الدول لن يخضعوا للتدقيق عند دخول منطقة "شينجن"؛ وكما هو الحال حالياً، سوف يتم ببساطة مطابقة بياناتهم بجوازات سفرهم أو بطاقات هويتهم.
وفيما يخص المسافرين البريطانيين، فإنهم مثل "مواطني الدول الثالثة" الآخرين، مقيدون بإقامة 90 يوماً داخل مدة 180 يوماً في منطقة "شينجن". لكن تطبيق هذا الإجراء يعتمد حالياً على فحص جوازات السفر بشكل يدوي ويتم تطبيقه بشكل عشوائي.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن النظام مصمم لأتمتة تسجيل مواطني الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذين يسافرون إلى التكتل لإقامات قصيرة، ويهدف إلى تقليل التأخيرات على المدى الطويل، حيث لن يضطر حرس الحدود بعد الآن إلى فحص وختم جوازات السفر يدوياً.
وسيكون لدى ميناء دوفر، الحدودي بين بريطانيا وفرنسا، 24 كشكاً ليتمكن الركاب من إتمام الفحوصات الجديدة، بينما سيكون لدى "يوروستار" حوالي 50 مكتباً، وسيكون لـ "يوروتانل" (النفق الذي يربط بين المملكة المتحدة وفرنسا) أكثر من 100 مكتب، وفقاً لما قالته الحكومة. وتقدر أن النظام الجديد سيضيف أكثر بقليل من خمس دقائق إلى أوقات الرحلات.
كيف يعمل النظام الجديد؟
وسيخضع المسافرون للإجراءات الرسمية في المطارات والحدود البرية والموانئ في منطقة "شينجن" عند الوصول والمغادرة.
وتوجد في ثلاثة مواقع في المملكة المتحدة، ضوابط حدودية "متجاورة"، حيث تقوم شرطة الحدود الفرنسية بإجراء عمليات تفتيش على الأراضي البريطانية: في ميناء دوفر، ومحطة فولكستون التابعة لنفق المانش، ومركز "يوروستار" في لندن سانت بانكراس.
وفي أول عملية تسجيل، يجب على المسافرين الخضوع لفحوصات بصمات الأصابع وتقديم بيانات بيومترية للوجه. في الزيارات اللاحقة في غضون ثلاث سنوات، لن تكون هناك حاجة إلا إلى واحدة من هذه البيانات، ولأغراض عملية سيتم استخدام البيانات البيومترية للوجه.
وتؤدي كل زيارة جديدة إلى فترة ثلاث سنوات أخرى من الصلاحية، حتى تاريخ انتهاء صلاحية جواز السفر. وعند استخدام جواز سفر جديد، يجب تسجيل بيانات بيومترية جديدة.