الدروز في حالة صدمة مع اقتراب الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"

time reading iconدقائق القراءة - 6
نساء درزيات يبكين الأطفال والفتية الذين لقوا حتفهم في ملعب كرة قدم إثر هجوم صاروخي، قرية مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. 29 يوليو 2024 - REUTERS
نساء درزيات يبكين الأطفال والفتية الذين لقوا حتفهم في ملعب كرة قدم إثر هجوم صاروخي، قرية مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. 29 يوليو 2024 - REUTERS
مجدل شمس (هضبة الجولان) -رويترز

شعر كثيرون من أفراد الطائفة الدرزية في هضبة الجولان السورية المحتلة، بالصدمة بعد أن فقدوا 12 طفلاً وفتى، في هجوم صاروخي، السبت، على الرغم من تبادل إطلاق الصواريخ والضربات الجوية بصورة يومية بين إسرائيل وجنوب لبنان، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر.

وقالت راية فخر الدين، أحد سكان قرية مجدل شمس الدرزية حيث كان الأطفال والفتيان الـ 12 يلعبون كرة القدم عندما سقط الصاروخ عليهم، إن السكان كانوا يشعرون بدرجة كبيرة من الأمان حتى عندما كانت الصواريخ تنطلق في أماكن أخرى.

وأضافت: "كان الأمر بمثابة صدمة لأننا لم نشعر بأننا مستهدفون ولو لمرة واحدة خلال الأشهر التسعة الماضية، حتى عندما كانت تدوي صافرات الإنذار".

وتتهم إسرائيل جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران بتنفيذ الهجوم، وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته إلى مجدل شمس، الاثنين، بـ "رد قاس".

وينفي "حزب الله" مسؤوليته عن قتل الأطفال، لكنه قال إنه شن ضربات على "أهداف عسكرية" في مناطق قريبة من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وباعتبارهم أقلية عربية في إسرائيل ولبنان والأردن وسوريا وهضبة الجولان، يشغل الدروز مكانة خاصة في السياسة المعقدة في المنطقة.

وعلى النقيض من معظم الفلسطينيين من عرب 48 في إسرائيل، يخدم الكثير من الدروز في الشرطة والجيش الإسرائيليين بما يشمل الحرب في غزة، ووصل بعضهم إلى رتب عالية.

ولكن في هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 ثم ضمتها إليها في خطوة لم تحظ باعتراف دولي واسع، لا يزال كثيرون يعتبرون أنفسهم سوريين ويرفضون الجنسية الإسرائيلية.

وانعكس غموض الموقف الدرزي على جنازة ضحايا الهجوم، التي أقيمت الأحد، إذ شارك الآلاف في توديع الضحايا في مجدل شمس دون أن تظهر أي أعلام إسرائيلية أو سورية كما غاب الحديث السياسي إلى حد بعيد.

وتابعت راية: "الكثير من الدروز يشعرون بالغضب ولا يريدون أن يكونوا وقوداً في هذه الحرب لأي طرف".

وأدت المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان، لكنها لم تصل حتى الآن إلى حد الحرب الشاملة التي يخشاها كثيرون الآن.

وبدأت هذه المواجهة بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر.

واستنكر سلطان أبو جبل (62 عاماً)، الذي يعمل ويعيش في مجدل شمس وفقد حفيدته في الهجوم، ما وصفها بأنها "حرب مجنونة".

وقال: "كلهم ناس أبرياء.. شو ذنبي أنا إذا كان فيه مشاكل بين حزب الله وإسرائيل؟".

تنافس على الدروز بين إسرائيل ولبنان وسوريا

لم تغب السياسة الإقليمية عن هذا الهجوم، وعلى الرغم من أن الأطفال والفتيان الذين لقوا حتفهم في الغارة لا يحملون الجنسية الإسرائيلية على ما يبدو، إلى أن المسؤولين الإسرائيليين ومنهم نتنياهو، ووزير الدفاع يؤآف جالانت، تعاملوا معهم باعتبارهم مواطنين إسرائيليين.

وقال جالانت خلال زيارة لمجدل شمس: "الطفل اليهودي الذي قُتل على حدود غزة في 7 أكتوبر، والطفل الدرزي الذي قُتل في هضبة الجولان هما الطفل نفسه.. هؤلاء أطفالنا".

وعلى الجانب الآخر من الخط الفاصل، قال الزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط، وهو خصم سابق لـ "حزب الله" لكنه تصالح مع الجماعة بعد ذلك، إن الادعاء الإسرائيلي بأن "حزب الله" أطلق الصاروخ هو "افتراء".

وفي الجانب السوري، صلى الشيخ الدرزي يوسف الجربوع، على جثامين الضحايا، واتهم إسرائيل بـ "ارتكاب مجازر يومية" في خطاب نشرته وسائل إعلام رسمية سورية مصحوباً بصورة تظهر العلمين السوري والدرزي خلفه، وصورة للرئيس بشار الأسد حليف "حزب الله".

وقالت لبنى البسيط، وهي ناشطة مناهضة للأسد في السويداء، أكبر مدينة درزية في سوريا: "الحادث يستغله جميع الأطراف".

وقال مهند الحاج علي، من مركز كارنيجي للشرق الأوسط: "هناك تنافس.. من هو الصوت الحقيقي للمجتمع الدرزي، هل هم الدروز الإسرائيليون الذين اندمجوا في إسرائيل ويخدمون في الجيش، أم هم اللبنانيون الذين يتخذون موقفاً مناهضاً لإسرائيل، وتحديداً جنبلاط الذي يعد زعيماً تاريخياً للدروز".

وبينما يتأهب لبنان لاحتمال شن ضربات إسرائيلية عليه من المتوقع أن تتجاوز ما حدث حتى الآن في الحرب، فإن الدروز في مجدل شمس لم يبق أمامهم سوى الانتظار.

وقال الشيخ سليم أبو جبل: "نتمني أن تنتهي هذه الحرب وتكون هذه المجزرة آخر مجازر هذه الحرب المدمرة.. نحن دعاة سلام لا نعتدي على أحد ولا نقبل أن يعتدي علينا أحد".

تصنيفات

قصص قد تهمك