اتهامات أوروبية للمجر: تفتح الباب أمام جواسيس روسيا

رئيس أكبر حزب أوروبي: تخفيف القيود على تأشيرات الروس يثير مخاوف الأمن القومي

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في الكرملين بموسكو. 5 يوليو 2024 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في الكرملين بموسكو. 5 يوليو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

اعتبر أكبر حزب سياسي في الاتحاد الأوروبي أن قرار المجر الأخير بتخفيف القيود على تأشيرات الزوار الروس "يفتح الباب أمام جواسيس"، وحض قادة التكتل على اتخاذ "تدابير مضادة عاجلة".

وقال رئيس حزب الشعب الأوروبي مانفريد فيبر، في رسالة اطلعت عليها صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، إن هذا الإجراء من شأنه أن يسمح للروس غير المدققين بالسفر عبر مساحة كبيرة من الاتحاد الأوروبي "دون قيود"، ما يثير "مخاوف خطيرة تتعلق بالأمن القومي" الأوروبي.

وطلب فيبر، في رسالته، من رئيس المجلس الأوروبي شارلز ميشيل "إثارة القضية" في القمة المقبلة في أكتوبر.

ونشرت المجر هذا الشهر تفاصيل عن "نظام التأشيرات السريع" الجديد لمواطني 8 دول، بينها روسيا وبيلاروس، لدخول المجر بدون فحوصات أمنية أو أي قيود أخرى. وقالت بودابست إن عدداً كبيراً من هؤلاء سيعملون في بناء محطة للطاقة النووية بتكنولوجيا روسية.

ولكن فيبر قال إن الحاجة إلى نظام هجرة جديد في المجر "محل شك"، وحذّر من أن هذا النظام يمكن أن "يخلق ثغرات خطيرة لأنشطة التجسس، وربما يسمح لأعداد كبيرة من الروس بالدخول إلى المجر بحد أدنى من الإشراف، ما يشكل خطراً جسيماً على الأمن القومي".

وأضاف أن "هذه السياسة يمكن أن تسهل أيضاً على الروس التنقل في منطقة شنجن الخالية من الحدود، متجاوزين القيود التي يفرضها قانون الاتحاد الأوروبي".

ودعت الرسالة زعماء الاتحاد الأوروبي إلى "تبني تدابير أكثر صرامة لحماية سلامة منطقة شنجن الخالية من الحدود، وتقليل المخاطر الأمنية التي تلوح بالفعل، ومنع الدول الأعضاء من تبني برامج مماثلة في المستقبل".

انتقادات أوروبية

وأثار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ردة فعل قوية لدى قادة الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق من الشهر الجاري، عندما سافر إلى موسكو لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد توقفه في كييف في محاولة "للتوسط لإجراء محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا"، على حد زعمه.

وبينما تتولى المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الجاري، بادر قادة آخرون بالقول إن أوربان لا يمثلهم في زياراته الخارجية. 

كما رفضت العديد من الدول منذ ذلك الحين إرسال وزرائها إلى الاجتماعات التي تُعقد في المجر، ما أدى إلى نقلها إلى بروكسل.

ووفق قواعد الاتحاد الأوروبي، فإن الحكومات الوطنية تتمتع بسلطة اتخاذ القرارات المتعلقة بالهجرة القانونية وتصاريح العمل. ويستطيع الأشخاص من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يحملون تأشيرات الاتحاد بوجه عام التنقل بحرية داخل منطقة شنجن، التي تغطي 29 دولة، بينها النرويج وسويسرا.

وبموجب العقوبات المفروضة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، فإن الروسيين غير محظورين من السفر إلى الاتحاد الأوروبي، رغم أنه لم يعد يُسمح لشركات الطيران التي تتخذ من موسكو مقراً لها بالطيران إلى التكتل، فضلاً عن أن مئات الأشخاص المرتبطين بالكرملين مدرجون في قوائم حظر السفر الفردي وتجميد الأصول.

وقالت المتحدثة باسم رئيس المجلس الأوروبي لـ"فايننشيال تايمز"، إنها لا تستطيع التعليق حتى وصول الرسالة، كما لم يرد المتحدث باسم الحكومة المجرية في الحال على طلب التعليق.

علاقات متوترة

وكان حزب الشعب الأوروبي بمثابة "العائلة السياسية" لأوربان حتى عام 2021، عندما استبعد على خلفية مخاوف تتعلق بما وصف بأنه "حكمه الاستبدادي". ومنذ ذلك الحين يتعاون حزبه "فيدس"، الذي يتبنى وجهات نظر "قومية متطرفة"، مع حزب "التجمع الوطني" اليميني الفرنسي بقيادة مارين لوبان، وأحزاب يمينية متطرفة أخرى في البرلمان الأوروبي.

وأدى الإحباط المتزايد تجاه المجر، على خلفية موقفها المؤيد لروسيا، أيضاً إلى توتر العلاقات مع حليفتها السابقة بولندا.

ففي نهاية الأسبوع الماضي، انتقد أوربان بولندا بسبب ما وصفه بـ"سياستها الأكثر نفاقاً"، زاعماً أنها اشترت نفطاً روسياً "بشكل غير مباشر".

في المقابل، رفض نائب رئيس الوزراء البولندي فلاديسلاف تيوفيل بارتوزيفسكي هذا الادعاء، وقال: "أنا لا أفهم حقيقة لماذا تصر المجر على أن تظل عضواً في المنظمات التي تكرهها كثيراً، والتي من المفترض أن تعاملها بشكل سيء".

وأضاف متساءلاً: "لماذا لا ينشئ (أوربان) اتحاداً مع بوتين، وبعض الدول الاستبدادية من هذا النوع؟".

تصنيفات

قصص قد تهمك