"اغتيال هنية" ومفاوضات غزة يؤججان التوتر بين بايدن ونتنياهو

مسؤولون: إسرائيل لم تبلغ واشنطن بخطط اغتيال قائد "حماس".. والرئيس الأميركي يعتبر التوقيت سيئاً

time reading iconدقائق القراءة - 9
الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض بواشنطن. 25 يوليو 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض بواشنطن. 25 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن، عن قلقه من أن الظروف المحيطة بعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، قد تُلقي بظلال من الشك على محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض هذا الرأي، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

ويدافع نتنياهو عن موقفه في مواجهة بايدن، بشأن المخاوف الأميركية إزاء اغتيال هنية، ونهْج إسرائيل في محادثات وقف إطلاق النار، وهو أحدث خلاف بين الحليفين منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وفي مكالمة وصفها مسؤول أميركي بأنها "حادة"، نفى نتنياهو أن تكون إسرائيل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ورفض ادعاء بايدن بأن اغتيال هنية على الأراضي الإيرانية يمكن أن يفسد الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح المحتجزين.

وأصر نتنياهو على أنه لا يحاول عرقلة وقف إطلاق النار. وبينما أقر بأن اغتيال هنية، المفاوض الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، سيعطّل إحراز تقدم في المحادثات لبضعة أيام، زعم أن هذه العملية ستعجّل في النهاية بإتمام الاتفاق من خلال زيادة الضغط على "حماس"، وفقاً لمسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية تحدّث بشرط عدم كشف هويته.

توقيت اغتيال هنية

وقال مسؤول أميركي، طلب عدم كشف هويته أيضاً، إن بايدن يرى أن توقيت اغتيال هنية "سيئ"، إذ جاء في وقت كان الأميركيون يأملون أن تنتهي العملية فيه.

وعبّر الرئيس الأميركي عن قلقه، من أن تنفيذ العملية في طهران قد يُشعل حرباً إقليمية أوسع كان يحاول تجنبها.

ووفقاً للحكومتين الأميركية والإسرائيلية، لم تُبلغ تل أبيب واشنطن بخطة اغتيال هنية، على الرغم من أن بايدن استضاف لنتنياهو في البيت الأبيض قبل أيام قليلة.

وذكر مسؤول إسرائيلي، أن نتنياهو لم يرغب في إحراج الأميركيين بإبلاغهم مسبقاً، كما لم يعترض المسؤولون الأميركيون على عدم إطلاعهم على الخطة، بحسب الصحيفة.

وألمح بايدن إلى مخاوفه بشأن الوضع المتوتر في الشرق الأوسط خلال حديث قصير مع الصحافيين في قاعدة أندروز الجوية المشتركة في ماريلاند، الخميس الماضي، بعد استقبال 3 أميركيين أفرجت عنهم روسيا في عملية تبادل سجناء هي الأكبر منذ نهاية الحرب الباردة.

وقال بايدن: "أنا قلق للغاية بشأن هذا الأمر.. لقد عقدت اجتماعاً صريحاً للغاية مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي).. صريح للغاية.. لدينا الأساس لوقف لإطلاق النار.. يجب عليه المضي قدماً في ذلك، وعليهم المضي قدماً في ذلك الآن".

ولدى سؤاله عما إذا كان اغتيال هنية، جعل من الصعب التوصل إلى اتفاق، قال بايدن: "لم يساعد ذلك.. هذا كل ما سأقوله الآن".

وحتى في ظل الخلافات بين بايدن ونتنياهو، كان الحليفان يعملان عن كثب لإحباط أي هجوم محتمل تشنه إيران انتقاماً لاغتيال هنية.

وأمر بايدن بإرسال المزيد من السفن الحربية والطائرات إلى المنطقة، وتعاون ضباط بالجيش الأميركي مع نظرائهم الإسرائيليين للتصدي لأي هجوم محتمل، مثلما فعلوا في أبريل الماضي، عندما أسقطوا تقريباً كل الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل، رداً على استهداف تل أبيب القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن سقوط عدد من قيادات "الحرس الثوري" الإيراني.

وتزامن شعور بايدن بالإحباط إزاء محادثات وقف إطلاق النار المتعثرة مع تقرير للقناة الـ12 الإسرائيلية، أفاد بنشوب خلاف بين نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية الذين اتهموه بتغيير شروطه لوقف لإطلاق النار لتعقيد التوصل إلى اتفاق، الأمر الذي نفاه مكتبه، بحسب "نيويورك تايمز".

وأمر نتنياهو مفاوضيه بالذهاب مجدداً إلى العاصمة المصرية القاهرة، السبت، لاستئناف المحادثات، لكنهم غادروا بعد ساعات "دون جديد".

وذكر المسؤول الأميركي أن الخلافات بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي بشأن الاتفاق المقترح الأخير تم حلها الأسبوع الماضي، وأنه "ليس من العدل اتهام نتنياهو بتغيير الشروط، لكن التقارير الواردة من القاهرة أشارت إلى عدم تحقيق أي انفراجة".

نقاط خلاف كبيرة

ووصف المسؤول الحكومي الإسرائيلي الكبير، كيف ترى إسرائيل الوضع في الوقت الحالي، ونفى بشكل قاطع في تصريحاته لـ"نيويورك تايمز"، أن تكون تل أبيب قد أضافت شروطاً جديدة، مؤكداً أن حركة "حماس" هي من أجْرت 29 تغييراً على الوثيقة.

لكن في كلتا الحالتين، كان من الواضح أن نقاط الخلاف المهمة بين الجانبين ظلت دون حل، إذ تدعو المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار المكونة من ثلاث مراحل أن تسلّم "حماس" 33 محتجزاً مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية خلال فترة توقف العمليات العسكرية لمدة 42 يوماً، وفق "نيويورك تايمز".

ومع ذلك، يصر نتنياهو على عدم احتساب جثامين المحتجزين الذين لقوا حتفهم ضمن العدد الإجمالي المقرر إعادته.

وبموجب الصيغة الحالية للاتفاق، تحتفظ إسرائيل بحق رفض إطلاق سراح نحو 100 فلسطيني يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة ولن يكونوا مؤهلين للإفراج عنهم، بالإضافة إلى وضْع شروط بإرسال نحو 50 آخرين إلى الخارج بدلاً من عودتهم إلى قطاع غزة.

كما تُصر إسرائيل على الاحتفاظ بالسيطرة على "محور فيلادلفيا" الذي يقع على طول الحدود بين غزة ومصر. ونفى المسؤول الإسرائيلي بشدة التقارير التي تفيد بأن الإسرائيليين وافقوا على مغادرة المنطقة.

وتطالب إسرائيل أيضاً بوضع بآلية لمنع مقاتلي "حماس" من التنقل من الجنوب إلى الشمال في غزة، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان ذلك يعني إقامة نقاط تفتيش.

وعل الرغم من أن خطة وقف إطلاق النار تنص على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود غزة، قال المسؤول الإسرائيلي إن تل أبيب تعتبر رفح، المدينة الكبرى الواقعة في جنوب القطاع، جزءاً من هذا المحيط، ما يعني أن قواتها ستبقى هناك.

كما تريد إسرائيل أن توضح أنه بينما يتفاوض الجانبان خلال المرحلة الأخيرة من وقف إطلاق النار، يمكنها أن تختار الانسحاب من المحادثات إذا لم تعتقد أنه يتم إحراز تقدم نحو حل دائم واستئناف الحرب من جديد.

وزعم المسؤول الإسرائيلي، أنه بخلاف ذلك، يمكن لـ"حماس" ببساطة تمديد المحادثات دون أي نية للتوصل فعلياً إلى اتفاق نهائي، مع توقّف الأعمال العدائية.

واشتكى من أن الضغط الأميركي قد يشجع "حماس" على الاعتقاد بأن الولايات المتحدة لا تدعم إسرائيل بشكل كامل، وبالتالي لا تحتاج إلى الحركة الفلسطينية إلى عقْد اتفاق.

ورفض مسؤولو إدارة بايدن هذه الفكرة، وتساءل بعضهم عما إذا كان نتنياهو يريد بالفعل صفقة أم أنه يريد فقط أن يبدو وكأنه يفعل هذا لتخفيف الضغط من عائلات المحتجزين المتلهفين لعودة ذويهم، بحسب الصحيفة.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن بايدن تحدّث بصراحة بالغة في مكالمته الأخيرة مع نتنياهو، قائلاً إن الوقت قد حان لإتمام الاتفاق.

تصنيفات

قصص قد تهمك