أجرى المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب مقابلة مع مدون ألعاب فيديو شاب يدعى آيدين روس، في منتجع مارالاجو بفلوريدا، وجه فيها انتقادات شديدة للديمقراطيين والرئيس جو بايدن، وكرّر فيها الكثير من مواقفه السابقة على مدار 70 دقيقة، امتدت خلالها المقابلة التي تابع بثها الحي نحو نصف مليون شخص.
وخلال المقابلة منح المدون آيدين روس، ترمب ساعة "رولكس" ذهبية فاخرة، وفي نهايتها منحه سيارة "تسلا سايبرتراك" تحمل صورة قبضة اليد الشهيرة عقب محاولة اغتياله في يوليو الماضي، وعلى الغطاء الأمامي كلمة MAGA باللون الأحمر، وهي اختصار لشعار ترمب "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً".
وكان الهدف من المقابلة التي أجريت في منتجع ترمب، التقرب من الناخبين الشباب، خصوصاً وأن استطلاعات الرأي أظهرت أن منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، تشكل قاعدتها من الناخبين الشباب في الولايات الحاسمة.
ووصف ترمب الرئيس جو بايدن بـ"الغبي"، وقال إنه "لا يدرك غالباً أين هو"، مشيراً إليه على أنه "أداة ممتازة" للديمقراطيين لاستعماله، لأنه "لا يدرك ما حوله"، ورغم ذلك، قال ترمب إن الديمقراطيين عاملوا بايدن بشكل "غير عادل أو لطيف"، لأنهم "دفعوه للتنحي عن السباق الرئاسي".
وكرّر ترمب انتقاده للأوضاع في الولايات المتحدة، قائلاً: "نحن أمة مبتلاة بالمخدرات وأمة موبوءة بالجريمة"، وأثنى على الفترة التي حكم فيها أميركا قائلاً: "خلال السنوات الأربع التي قضيتها في الحكم، لم تكن هناك حروب. الحرب الوحيدة كانت ضد تنظيم داعش وهزمناهم في وقت قصير. الكثير من الأشياء السلبية تحدث قبل الانتخابات. الشرق الأوسط ينفجر، وأوكرانيا تنفجر، والأمور تخرج عن نطاق السيطرة".
هجوم 7 أكتوبر
وقال ترمب في المقابلة، إن هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل "لم يكن ليحدث لو كنت رئيساً، إيران كانت مفلسة إبان رئاستي، لم أسمح لأي شخص بشراء النفط من إيران، وقلت للصين، لا يمكنكم شراء النفط من إيران، ولكن (الرئيس الحالي جو) بايدن غيّر ذلك".
وتابع: "لم يكن لدى إيران أي أموال، قلت إنه لا يمكنهم الحصول على سلاح نووي، وعملنا بكد لذلك الهدف، والآن الصين تشتري نفط إيراني بمليارات الدولارات. وإيران أصبحت دولة غنية".
ولكنه عاد وقال: "سنوقف كل هذا بسرعة".
هجوم على إيران الليلة؟
وعن الأوضاع في إسرائيل حالياً، قال ترمب إنه سمع بأن "هناك هجوماً إيرانياً على إسرائيل هذه الليلة"، مضيفاً: "لو كنت الرئيس لما قال أحد هذه الكلمة".
وأشار ترمب إلى أنه سمع ذلك من وسائل الإعلام وليس من معلومات استخباراتية تلقاها بصفته مرشحاً رئاسياً، إذ يتلقى ترمب إحاطة سرية من الاستخبارات بشكل دوري، كونه مرشحاًَ رسمياً للرئاسة عن الحزب الجمهوري.
كيم جونج أون.. رجل الصاروخ
وقال ترمب إنه انسجم جيداً مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، ووصفه بأنه "رجل الصاروخ"، وذكر ترمب خلال المقابلة أنه أخبر كيم خلال لقائهما في سنغافورة عام 2018: "أنت لديك زر أحمر، ولكن زري الأحمر أكبر من زرك، وهو يعمل"، في إشارة على ما يبدو إلى الزر النووي.
وأضاف: "انسجمت جيداً معه، قلت له هل تعرف إلتون جون (المغني الإنجليزي)، هل سمعت أغنية رجل الصاروخ، وشغلت له الأغنية، وقلت له أنت رجل الصاروخ".
وتابع: "كان لدينا شهرين سيئين مع كيم جونج أون، و(الرئيس السابق باراك) أوباما أخبرني أنه أكبر تهديد للولايات المتحدة، ولكن بعد أن أصبحت رئيساً، اتصل بي البعض بشأن كيم جونج أون، وأنه يريد أن يلتقي بي، لديه قدرات نووية كبيرة، وتأكدت من ذلك، هو ذكي وقوي، وحين يكون موجوداً فإن مساعديه يكونون على أهبة الاستعداد".
وأضاف ترمب: "انسجمنا سوياً في لقائنا في سنغافورة، وهو شخص ذكي للغاية، وهو رجل قوي، وأظن أنه مستاء لأنني لست الرئيس، بلده تقع بين روسيا والصين من ناحية، وكوريا الجنوبية من ناحية أخرى، وقلته له لديك قطعة أرض جميلة، فكر في بناء شقق سكنية على البحر. لو كنت موجوداً لم تكن لتكون هناك أي مشاكل بيننا، والآن هو غاضب منا".
وقال أيضاً: "كان يظن أن بايدن غبي، وأنا أعتقد الشيء نفسه، هؤلاء الناس (الديمقراطيين) أذوا بلدنا".
سأقيم علاقة جيدة مع الصين
وعن الصين، قال ترمب إنه سيقيم علاقة جيدة مع الرئيس الصيني شي جين بينج، مضيفاً: "لن نذهب للحرب معه، لن نذهب إلى الحرب مع الصين".
وأضاف خلال المقابلة: "كان لدي اجتماع جيد ومشهور معه في واشنطن، هو يحب بلده، يمكنني أن أقول لك ذلك".
مذيعة "غير لطيفة"
وانتقد ترمب بشدة مذيعة قناة ABC الأميركية رايتشيل سكوت، التي أجرت معه حواراً الأربعاء الماضي، خلال تجمع للصحافيين السود، وأثار خلالها ترمب الجدل، إذ شكك في عرقية نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس.
واعتبر ترمب أنها كانت "غير لطيفة" أو "مرحبة به"، وقال: "قدمتني بطريقة مريعة، ولم ترحب بي أو تشكرني لأنني حضرت، إذا كنت أملك هذه الشبكة (ABC) كنت لأفصلها بسرعة كبيرة. لا تعرف هل هذا العداء تجاهي من مدير الشبكة أم من المذيعة، لديهم أيضاً المذيع جورج سلابادوبوللوس (أخطأ ترمب في اسمه عمداً ليجعل الكمة مزيجاً من اسمه وكلمة أخرق)".
وقال إن "جورج سلابادوبوللوس (ستيفانوبولوس) كان لطيفاً في حواره مع بايدن في يوليو الماضي، بايدن لم يدرك أين هو، وحين لم يستطع بايدن الإجابة عن الأسئلة، لأنه لا فكرة لديه أين هو ، جورج منحه الإجابات".
"جوجل فاسدة"
وانتقد ترمب عملاق البحث على الإنترنت "جوجل" زاعماً أنه يخفي أخباره عن نتائج البحث، وقال: "جوجل فاسدة للغاية، هي مريعة، وقت الاغتيال، حين كنت تكتب كلمة اغتيال تذهب إلى عملية اغتيال أبرهام لينكولن وآخرين، لم أعرف حتى أنهم تعرضوا لاغتيال، الوحيد الذي لم يظهر في نتائج البحث هو ترمب، وحين تضع كلمة اغتيال تظهر كامالا".
وتابع: "هناك شيء ما خطأ في جوجل لا أعرف هل من يديرونه أم مجموعة من المهندسين وراء هذا، اعتقد أنها الإدارة. هذا أمر غير قانوني ويجب فعل شيء تجاهه".
وقال ترمب أيضاً: "ربما لا يجب على الناس أن يستخدموا جوجل، مارك زوكربيرج (مؤسس فيسبوك) اتصل بي واعتذر".