تحقيقات إسرائيلية تكشف واقعة "اعتداء جنسي" على محتجز فلسطيني

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهرون خارج مركز احتجاز سدي تيمان بعد وصول الشرطة العسكرية إلى الموقع قرب مدينة بئر سبع جنوب إسرائيل. 29 يوليو 2024 - REUTERS
متظاهرون خارج مركز احتجاز سدي تيمان بعد وصول الشرطة العسكرية إلى الموقع قرب مدينة بئر سبع جنوب إسرائيل. 29 يوليو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

كشفت تحقيقات عسكرية إسرائيلية، عن واقعة "اعتداء جنسي" على محتجز فلسطيني من جنود داخل الجيش الإسرائيلي، بعدما أبلغ أطباء عن إصابات خطيرة تعرض لها مُحتجز استدعت إجراء عمليات جراحية له، حسبما ذكرت مصادر طبية مُطلعة على القضية لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وقالت الصحيفة الأميركية، الثلاثاء، إن جلسات المحاكمة بدأت، الأسبوع الماضي، لتحديد ما إذا كان يجب توجيه تهم إلى أي من 10 جنود احتياط احتجزوا خلال مداهمة لسجن "سديه تيمان". وأُفرج عن 5 منهم، بينما ما زال 5 آخرون قيد الاحتجاز ويجري استجوابهم، بحسب الجيش.

ونفى جميع المشتبه بهم التهم المُوجهة إليهم، وفقاً لمحامي أحد الجنود. ورفض الجيش، الذي يمثل بعض المحتجزين، التعليق على القضية.

وقال المحامي والطاقم الطبي، إن المحتجز الفلسطيني، الذي لم يتم الكشف عن هويته، وصل إلى مستشفى خارج سجن "سديه تيمان" قبل نحو 3 أسابيع من المداهمة، بحسب الصحيفة.

وذكر أحد أفراد الطاقم الطبي لـ"وول ستريت جورنال"، أن المحتجز الفلسطيني كان يعاني من "إصابات تهدد حياته، من بينها كسور في الأضلاع، وإصابات واضحة في البطن والصدر، وإصابة شديدة في المستقيم يُعتقد أنها ناجمة عن إدخال جسم غريب".

وأضاف أن الأطباء شعروا بـ"الصدمة" إزاء الإصابات، إذ قال أحدهم: "كان الأمر مروعاً للغاية.. إنه يضع معايير الأخلاق في أدنى مستوى لدرجة أنني لا أستطيع تصوّر كيف يمكننا الانحدار أكثر من ذلك أخلاقياً. كنت أعلم أن مثل هذه الأمور ربما تحدث، لكنني لم أشهد شيئاً بهذا السوء من قبل".

معتقل "سيئ السمعة"

وأصبح معتقل "سديه تيمان"، وهو منشأة عسكرية سرية في صحراء النقب تُستخدم لاحتجاز الفلسطينيين من غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، محوراً لاتهامات أكثر من قبل منظمات حقوق إنسان ووسائل إعلام.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مارس الماضي، أن فلسطينيين محتجزين في غزة قالوا إنهم تعرّضوا للضرب، بما في ذلك في منطقة الفخذ، وأجبروا على البقاء في أوضاع مجهدة لفترات طويلة.

وفي نهاية يوليو الماضي، داهم ضباط ملثمون من الشرطة العسكرية الإسرائيلية سجن "سديه تيمان"، واحتجزوا جنود الاحتياط في إطار تحقيق في إساءة شديدة في معاملة أحد السجناء، بما في ذلك "الاغتصاب"، وفقاً للجيش الإسرائيلي، ووثائق المحكمة التي اطلعت عليها "وول ستريت جورنال".

واندلعت احتجاجات من قبل متظاهرين وسياسيين يمينيين غاضبين من التحقيق مع الجنود الإسرائيليين أثناء الحرب، إذ اقتحموا سجن "سديه تيمان"، ومنشأة أخرى كان يجري فيها استجواب جنود الاحتياط المشتبه بهم.

اقرأ أيضاً

واشنطن ترجئ فرض عقوبات على وحدات بالجيش الإسرائيلي متهمة بانتهاكات

قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن 3 كتائب عسكرية إسرائيلية ارتكبت "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان بحق مدنيين فلسطينيين، لكنها ستظل مؤهلة للحصول على مساعدات.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على طبيعة إصابات المحتجز الفلسطيني. وقال الأسبوع الماضي: "يُحظر إيذاء المحتجزين دون داعٍ، مهما كانت خطورة جرائمهم"، مضيفاً أن لديه أدلة تدعم "الاشتباه المنطقي بأن الأذى الذي لحق بالمحتجز كان على أيدي المشتبه بهم".

وقال مدير قسم السجناء في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، ناجي عباس، إن القضية أُثيرت فقط بسبب نقل الضحية إلى مستشفى مدني وإبداء الأشخاص الذين عالجوه مخاوف.

وأكد الطبيب الإسرائيلي يوئيل دونشين لـ"وول ستريت جورنال"، أنه رأى المحتجز الذي يُزعم أنه تعرض للإساءة وصُدم بحالته، وهو ما كان قد ذكره سابقاً لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. وقال للصحيفة إنه "لم يستطع تصديق أن حارس سجن إسرائيلي يمكن أن يفعل مثل هذا الأمر".

اتهام جندي لأول مرة

ولأول مرة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وجه الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، اتهاماً آخر لجندي احتياط في قضية منفصلة تتعلّق بعنف شديد ضد محتجزين كان يشرف عليهم أثناء نقلهم. ولم يذكر بيان الجيش مزيداً من التفاصيل.

وانتقد مشرعون إسرائيليون، ومنهم أعضاء في حزب "الليكود"، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قرار الجيش بالتحقيق مع جنود الاحتياط في "سديه تيمان" أثناء الحرب.

ولفتت "وول ستريت جورنال"، إلى أن إسرائيل لم توضح ما إذا كان المحتجز، الذي يُزعم أنه تعرّض للإساءة في سجن "سديه تيمان" مرتبطاً بحركة "حماس" أو "قوات النخبة".

ونقلت الصحيفة عن جندي احتياط إسرائيلي عمل في "سديه تيمان" في وقت سابق من الحرب قوله، إن بعض حراس السجن أظهروا "سلوكاً مسيئاً تجاه السجناء".

وأشار الجندي، إلى تعرّض أحد السجناء للضرب بعد أن اتهمه حارس بمحاولة النظر من تحت عصابته. وأضاف أن السجين أُصيب بكدمات في صدره ومعصميه.

وفي حالة أخرى، نُقل معتقل شاب إلى المستشفى الميداني بالسجن مصاباً بكسر في أحد أضلاعه، ومن المرجح أن يكون ذلك نتيجة تعرضه للضرب، وفق الصحيفة.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن المحتجز الذي يُزعم تعرضه للإساءة في "سديه تيمان" لم يُكشف عن مكانه علناً. وقال الطبيب دونشين في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي إن المُحتجز أُعيد إلى منشأة في داخل السجن، حيث يُزعم أنه تعرض للإساءة. ولم يذكر الجيش الإسرائيلي مكان وجوده.

تصنيفات

قصص قد تهمك