هجوم بري أوكراني داخل الأراضي الروسية.. وموسكو: استفزاز كبير

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة تظهر منزلاً مدمراً في مقاطعة كورسك جنوب روسيا جراء قصف أوكراني وفق السلطات المحلية. 7 أغسطس 2024 - REUTERS
صورة تظهر منزلاً مدمراً في مقاطعة كورسك جنوب روسيا جراء قصف أوكراني وفق السلطات المحلية. 7 أغسطس 2024 - REUTERS
موسكو -وكالات

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إحباط تقدم للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك الحدودية بين البلدين، داخل الأراضي الروسية، لافتةً إلى أن قواتها واصلت قصف الجيش الأوكراني في المنطقة الواقعة بجنوب روسيا، وأن "العملية مستمرة"، بينما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الهجوم الأوكراني، "استفزاز كبير"، فيما وصفت الخارجية الروسية الهجوم بـ"عمل إرهابي يستهدف مدنيين". 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق الأربعاء، عقب اجتماع مع أعضاء الحكومة بشأن الوضع في كورسك، إنه استمع إلى تقارير من الهيئات الأمنية الروسية، لافتاً إلى أن "نظام كييف قام باستفزاز كبير جديد، ويطلق النار عشوائياً"، حسبما نقلت وكالات أنباء روسية.

وكلف بوتين، دينيس مانتوروف، النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي، بالإشراف على عمليات تنسيق في عمل هيئات ووزارات مدنية في متابعة الوضع في مقاطعة كورسك، حسبما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء.

اختراق الحدود الروسية

وأشار مسؤولون روس لوكالة "رويترز"، إلى أنها "محاولة كبيرة لاختراق الحدود الروسية وإجبار قادة الجيش على تجميع قوات من مناطق أخرى من الجبهة"، موضحين أن أوكرانيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة وصواريخ على منطقة كورسك الروسية، منذ فجر الأربعاء.

وأضافت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الأوكرانية شنت أيضاً هجوماً برياً وجوياً كبيراً لاختراق روسيا بالقرب من بلدة سودجا الحدودية على بعد 530 كيلومتراً جنوب غربي موسكو.

وقال مسؤولون، إن بلدة سودجا الحدودية تعرضت لهجوم، بينما قال سكان محليون، إن طائرة مسيرة هجومية أطلقتها أوكرانيا، أصابت سيارة إسعاف خارج البلدة، مما أودى بحياة السائق ومسعف وإصابة طبيب.

وقال رجل دين كبير من الأرثوذكس، إن النار اشتعلت في كاتدرائية ومبان أخرى داخل دير كبير خارج سودجا جرّاء القصف الأوكراني، لكن لم يصب أحد بأذى.

وصرح المسؤولون بأن روسيا صدت الهجمات، التي كانت من أكبر التوغلات داخل روسيا منذ بدء الحرب في عام 2022، لكن هناك علامات على تحركات عسكرية كبيرة في المنطقة. وأرسلت موسكو قوات احتياط للمساعدة في تعزيز الدفاعات الروسية.

بدوره، قال أليكسي سميرنوف، القائم بأعمال حاكم كورسك، إن المنطقة شهدت هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ الليلة الماضية، الثلاثاء، ونصح المواطنين بالابتعاد عن النوافذ.

وأفاد مدونون عسكريون روس، بأن معارك ضارية تجري في المنطقة الحدودية، وأن أوكرانيا تحشد قواتها بالقرب من الحدود.

وقالت الخارجية الروسية، إن هجوم أوكرانيا على منطقة كورسك الحدودية الروسية استهدف السكان المدنيين.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية قولها: "هذا عمل إرهابي آخر.. من الواضح أنه موجه ضد سكان مسالمين، ضد سكان مدنيين".

وتقول كل من روسيا وأكرانيا، إن هجماتهما لا تستهدف المدنيين، رغم أن خسائر الحرب في صفوف المدنية هائلة.

وكان سيرجي شويجو، رئيس مجلس الأمن الروسي، قال إن بلاده تقدمت هذا العام، واستولت على 420 كيلومتراً مربعاً من الأراضي من القوات الأوكرانية منذ 14 يونيو، بعد فشل هجوم أوكرانيا المضاد عام 2023 في تحقيق أي مكاسب كبيرة.

هجمات أوكرانية 

وقبل أيام، أعلن الجيش الأوكراني، إغراق غواصة في مدينة سيفاستوبول الخاضعة لسيطرة موسكو، ومهاجمة مطار صغيراً بجنوب روسيا، وقصف مستودعات نفط ومنشآت لتخزين الوقود وزيوت التشحيم في مناطق بيلجورود وكورسك وروستوف.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، عبر منصة "إكس": "غرقت غواصة روسية في البحر الأسود"، مضيفة أن "الغواصة تحمل اسم بي-237 روستوف-أون-دون".

وذكرت هيئة الأركان العامة في الجيش، أن الهجوم على ميناء سيفاستوبول، ألحق أضراراً كبيرة بأربع منصات إطلاق لنظام الدفاع الجوي S-400 تريومف.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر تليجرام: "يجب تدمير الطيران الروسي المقاتل أينما كان وبكل الوسائل الفعالة. ومن العدل أيضاً ضرب المطارات الروسية.. نحن بحاجة إلى هذا الحل المشترك مع شركائنا.. حل أمني".

وفي روسيا، قال مسؤولون محليون، حينها، إن خزانات في مستودع لتخزين الوقود في منطقة كامينسكي بمنطقة روستوف اشتعلت فيها النيران نتيجة لهجوم بطائرة مسيرة.

أهمية كورسك

تقع منطقة كورسك في الجزء الجنوبي الغربي من روسيا، تحدها مناطق بيلجورود من الجنوب، وفورونيج من الشرق، وليبيتسك من الشمال الشرقي، وأوريول من الشمال، وبريانسك من الشمال الغربي.

كما تعتبر منطقة كورسك في نطاق المرتفعات الروسية الوسطى، وتتميز بالتلال المتدحرجة والتربة الخصبة، ما يجعلها منطقة زراعية هامة.

وتتمتع المنطقة بقاعدة صناعية متطورة تشمل الآلات، وتصنيع المعادن، والكيماويات، ومعالجة الأغذية. وتحتوي المنطقة على احتياطيات من المعادن النادرة والمعادن الأساسية والطمي المقاوم للحرارة والرمال المعدنية.

وفيما يتعلق بالطاقة، تعتبر محطة كورسك للطاقة النووية، مزوداً رئيسياً للطاقة في المنطقة. وبالنسبة للبنية التحتية، فلديها شبكة نقل متطورة تشمل السكك الحديدية، الطرق السريعة، ومطار في كورسك، ومتصلة بشكل جيد بالمدن الروسية الكبرى والدول المجاورة.

وتدار المنطقة عبر هيكل إداري بواسطة حاكم إقليمي وجمعية تشريعية، ويبلغ تعداد سكانها حوالي مليون و82 ألفاً و458 شخصاً لعام 2021، ومعظم سكانها من الروس، مع وجود مجتمعات صغيرة من الأوكرانيين، الأرمن، والبيلاروس، وتعمل وفقاً للإطار الفيدرالي للاتحاد الروسي.

تصنيفات

قصص قد تهمك