ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن شركة SLB الأميركية، وهي أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم، توسع أعمالها في روسيا بعد انسحاب منافسيها الغربيين الرئيسيين من موسكو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن SLB، التي كانت تعرف سابقاً باسم "شلمبرجير"، وقعت عقوداً جديدة ووظفت المئات في روسيا، حتى بعدما باعت "بيكر هيوز"، و"هاليبرتون"، أكبر منافسيها في الولايات المتحدة، أعمالهما في روسيا لمديرين محليين في عام 2022.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة ABB السويسرية، بيتر فوسر، للصحيفة: "نتقبل أن بعض الشركات قد لا تتبع نفس النهج، وبالتالي قد تحصل على ميزة تنافسية.. لكنني أعتقد أن هذا منظور قصير الأجل، وسيضر بها في وقت ما"، وأنهت ABB أعمالها في موسكو عام 2022.
وأظهرت وثائق حصلت عليها مجموعة "جلوبال ويتنس" غير الربحية، واطلعت عليها "فاينانشيال تايمز" أن فرع SLB في روسيا وقع، في ديسمبر الماضي، عقداً مع معهد "فينيجني" الروسي، لمساعدته في بناء نماذج لحقول النفط والغاز يمكن استخدامها في تطوير المشاريع.
وقالت "فاينانشيال تايمز" إنها وجدت أكثر من ألف إعلان وظيفي نشرته الشركة منذ ديسمبر، إذ كانت الشركة تبحث عن سائقين، وكيميائيين، وجيولوجيين، وشملت المزايا المُقدمة للموظفين وجبات غداء في العمل، واستخدام المرافق الرياضية، والمشاركة في برامج شراء الأسهم بخصومات.
وأظهرت عمليات البحث في قواعد بيانات العلامات التجارية والشركات الروسية التي أجرتها الصحيفة أن شركات تابعة لـSLB في روسيا، سجلت علامتين تجاريتين جديدتين في يوليو الماضي.
العقوبات الدولية على روسيا
وكانت SLB واضحة بأنها لا تعتزم الخروج من روسيا، ولكن في يوليو 2023، أعلنت الشركة أنها "أوقفت شحن المنتجات والتكنولوجيا إلى روسيا من جميع مرافقها في جميع أنحاء العالم، استجابةً للتوسع المستمر للعقوبات الدولية"، وبعد فرض هذا الحظر، تباطأت الواردات حتى توقفت تماماً بحلول بداية سبتمبر 2023، وفقاً لبيانات الجمارك الروسية.
لكن بيانات الجمارك أظهرت أيضاً أن SLB واصلت استيراد المواد من مصادر أخرى، إذ جلبت معدات بقيمة 17.5 مليون دولار بين أغسطس وديسمبر 2023، وهي أحدث التواريخ المتاحة، وتضمنت هذه المعدات آلات مصنوعة بواسطة SLB، أو شركات تابعة لها بقيمة 2.2 مليون دولار.
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن SLB رفضت التعليق على الأمر، ونقلت عن مصدر مقرب من الشركة قوله إن الواردات لم تكن من "شركة تابعة لـSLB"، وبالتالي هي "تتماشى مع البيانات العلنية لـSLB، والمبادئ التوجيهية للعقوبات الدولية".
وأوضحت الصحيفة أن شركات خدمات حقول النفط تنفذ معظم العمل الشاق في صناعة النفط والغاز العالمية، من بناء الطرق ومد الأنابيب إلى حفر الآبار وضخ النفط الخام، وتقدم هذه الشركات أيضاً تقنيات متطورة ضرورية لدعم استكشاف وتطوير عمليات الحفر المعقدة.
وأضافت أن بعض البضائع التي استوردتها SLB إلى روسيا هي من النوع الذي أعربت حكومات أخرى عن قلقها بشأنه، ومنذ يوليو الماضي، بلغت قيمة المعدات التي ربما تخضع لضوابط حال تصديرها من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا 3.3 مليون دولار. وكانت أغلى هذه المواد هي كابلات كهربائية ومواد كيميائية، وفقاً للوثائق.
لكن هذه البضائع جاءت من دول لا تطبق هذه الضوابط، واستوردت SLB بضائع بقيمة 13 مليون دولار من الصين، وبلغت قيمة وارداتها من الهند 3 ملايين دولار، بحسب الصحيفة.
وزودت SLB بعض أكبر شركات النفط في روسيا بالمعدات، مثل شركة "لوك أويل"، وفي عامي 2022 و2023، زودت الشركة الأميركية "لوك أويل" بأدوات حفر وعوازل هيدروليكية.
وتزعم جماعات حقوقية والحكومة الأوكرانية أن عمل SLB في روسيا يساعدها على تحقيق عائدات من النفط بمليارات الدولارات لدعم جهدها الحربي، وفي العام الماضي، أضافت الوكالة الوطنية لمكافحة الفساد في أوكرانيا (NACP) SLB إلى قائمة "الرعاة الدوليين للحرب".
وتجنب صناع القرار في الغرب فرض عقوبات شاملة على خدمات حقول النفط في روسيا، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى قطع صادرات الوقود الأحفوري والتسبب في ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية.