قال الرئيس الصيني شي جين بينج خلال استقباله الزعيم الفيتنامي تو لام الاثنين، إنه مستعد لبناء علاقات جيدة مع الرئيس الفيتنامي، الذي يقوم بأول رحلة خارجية له منذ تعيينه أميناً عاماً للحزب الشيوعي، وهو أعلى منصب في بلاده، وفق "بلومبرغ".
وذكر شي، وفقاً لمقطع فيديو من إذاعة الدولة الصينية: "إن حقيقة أنك أتيت إلى الصين في زيارتك الأولى بعد تولي منصب الأمين العام تعكس تماماً الأهمية الكبيرة التي توليها للعلاقات بين الحزبين والبلدين".
وأضاف شي مخاطباً رئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي ورئيس البلاد أيضاً: "أنا على استعداد لإقامة علاقة عمل جيدة وصداقة شخصية معك، وستواصل بكين إعطاء الأولوية لعلاقتها مع هانوي كجزء من دبلوماسيتها الجوارية".
وتابع: "باعتبارهما الحزبين الشيوعيين الحاكمين في العالم اليوم، يجب على الصين وفيتنام الحفاظ على روح الصداقة الأصلية، ومواصلة الصداقة التقليدية ... ومواصلة تعميق المصير المشترك الصيني الفيتنامي المهم استراتيجياً".
واعتبر لام أن شي قاد الصين لتصبح "دولة قوية ومزدهرة"، وأشاد به لتطوير "دور بكين نحو السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم".
وتم تعيين لام رسمياً زعيماً لفيتنام في وقت سابق من هذا الشهر، متعهداً "بتسريع" حملة شاملة لمكافحة الفساد والتي أوقعت الآلاف.
وجاء صعوده بعد أسبوعين من وفاة نجوين فو ترونج، أقوى زعيم في فيتنام منذ عقود، والذي أشرف على حملة القمع التي أطلق عليها "الفرن المشتعل" ضد الفساد، وفق "فرانس برس".
وذكرت "بلومبرغ" أن الصين هي أكبر شريك تجاري لفيتنام، ويسعى الجانبان إلى تعزيز علاقاتهما التجارية أثناء التعامل مع النزاعات الإقليمية الطويلة الأمد في بحر الصين الجنوبي.
ويسعى الزعيم الفيتنامي إلى دفع عشرات الاتفاقيات الموقعة في ديسمبر خلال أول رحلة لشي إلى هانوي منذ عام 2017، بما في ذلك تعزيز التجارة وتمويل السكك الحديدية عبر الحدود.
وبرزت فيتنام كواحدة من أكبر الرابحين من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ أعادت الشركات توجيه مليارات الدولارات من بكين إلى القوة التصنيعية المجاورة في محاولة لتأمين سلاسل التوريد.
ويحكم فيتنام الحزب الشيوعي. وعلى رأس النظام هناك رسمياً الأمين العام للحزب والرئيس ورئيس الوزراء، وتتخذ القرارات الرئيسية من قبل المكتب السياسي الذي يضم 16 عضواً.
وبينما يتولى الرئيس قيادة الدولة، يُنظر إلى الأمين العام للحزب على أنه صاحب السلطة الحقيقي، ويعتبر مهندس حملة مكافحة الفساد التي أثبتت شعبيتها لدى الفيتناميين، وفق "فرانس برس".
ومن المقرر أن يحضر الزعيم الفيتنامي الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل في الولايات المتحدة، وربما يلتقي بالرئيس جو بايدن، حسبما ذكرت "بلومبرغ".
وتؤكد الرحلتان المتتاليتان بين الصين والولايات المتحدة على السياسة الخارجية المرنة لفيتنام في إدارة العلاقات مع القوتين العظميين في العالم.