روسيا تعلن إحباط هجمات في كورسك.. والتقدم شرق أوكرانيا

البنتاجون يتعهد بمواصلة دعم كييف لمساعدتها في "الدفاع عن سيادتها"

time reading iconدقائق القراءة - 9
صورة من مقطع فيديو تظهر ما يفترض بأنه مركبة تابعة لقافلة عسكرية أوكرانية دمرها جنود من مشاة البحرية الروسية في منطقة كورسك، غرب روسيا. 20 أغسطس 2024 - REUTERS
صورة من مقطع فيديو تظهر ما يفترض بأنه مركبة تابعة لقافلة عسكرية أوكرانية دمرها جنود من مشاة البحرية الروسية في منطقة كورسك، غرب روسيا. 20 أغسطس 2024 - REUTERS
موسكو/ دبي -رويترزالشرق

أعلنت روسيا، الثلاثاء، إحباط هجمات أوكرانية على كورسك غرب البلاد، وأن قواتها سيطرت على ما وصفته بالمركز اللوجستي الاستراتيجي المهم في شرق أوكرانيا، في إطار حملة موسكو للسيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها، فيما تعهدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، بمواصلة دعم كييف لمساعدتها في "الدفاع عن سيادتها".

وتسعى القوات الأوكرانية إلى التقدم في منطقة كورسك الروسية بعد هجوم مفاجئ عبر الحدود بدأ في السادس من أغسطس، لكن مصير المركز اللوجيستي "نيو- يورك"، الذي لم يتسن التأكد منه بشكل مستقل، يُذكر بأن القوات الروسية ما زالت تمضي قدماً في هجومها في شرق أوكرانيا.

وأعلنت روسيا بشكل منفصل عن تشكيل مجموعات عسكرية جديدة في كورسك، ومنطقتين حدوديتين أخريين في محاولة لصد التوغل دون تحويل القوات من خطوط المواجهة في عمق أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "تستمر عمليات الاستطلاع والبحث لتحديد الجماعات التخريبية المعادية... التي كانت تحاول التوغل في عمق الأراضي الروسية، والقضاء عليها".

وأضافت أن طائرات حربية روسية قصفت أيضاً تجمعات لقوات أوكرانية، وعتاداً على الجانب الأوكراني من الحدود.

وذكرت الوزارة أن الهجمات الأوكرانية التي أحبطتها روسيا داخل كورسك، وقعت بالقرب من مناطق بوركي وكورينيفو وكريميانو وروسكايا كانابيلكا السكنية. ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير الميدانية من مصادر مستقلة.

وقال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إن هيئة تنسيق جديدة بدأت "بالفعل" العمل على مدار الساعة للتنسيق بين السلطات الإقليمية وقادة القوات ووزارة الدفاع.

لكن توقيت إعلان هيئة التنسيق هذه، بعد أسبوعين كاملين من اقتحام القوات الأوكرانية للحدود الغربية لروسيا، يسلط الضوء على استجابة موسكو المتأخرة في التعامل مع الأمر. ولم يذكر الوزير لماذا لم يكن هذا التنسيق السلس ممكناً في السابق.

توغل أوكراني مستمر

في المقابل، قال القائد الأعلى للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الثلاثاء، إن قواته توغلت ما بين 28 و35 كيلومتراً داخل الأراضي الروسية، واستولت على 1263 كيلومتراً مربعاً من الأراضي بما يشمل 93 تجمعاً سكنياً، وهي أرقام لم يتسن التأكد منها من مصادر مستقلة.

وتعهدت روسيا بسحق التوغل لكنها لم تظهر أي مؤشرات على أنها تقترب من طرد القوات الأوكرانية.

ورفعت العملية الروح المعنوية لدى أوكرانيا، وتعتقد كييف أن الاستيلاء على أراض ووقوع أسرى روس في أيديها يعزز موقفها في أي مفاوضات محتملة.

لكن محللين عسكريين مستقلين، يقولون إن كييف خاطرت بسحب بعض وحداتها القتالية الأكثر فعالية بعيداً عن الدفاع عن خطوط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث تواصل روسيا تقدمها.

نجاح تدريجي

وفي حال تأكيد أوكرانيا سيطرة روسيا على مركز نيو-يورك، فإنه ربما يشكل نجاحاً تدريجياً آخر لروسيا، ويفتح الباب أمام مكاسب محتملة مهمة استراتيجياً. فقد تعرّضت نيو-يورك للدمار بسبب القصف العنيف، الذي شنته القوات الروسية التي استخدمت طائرات مسيرة لطرد القوات الأوكرانية من المواقع المحصنة.

وتقع المدينة على خط السكك الحديدية المؤدي إلى سلوفيانسك، إحدى مدن دونيتسك التي تسعى موسكو منذ فترة طويلة للسيطرة عليها. وكان عدد سكان المدينة قبل الحرب نحو 10 آلاف نسمة فر الآلاف منهم منذ ذلك الحين بسبب القتال.

ودونيتسك هي واحدة من أربع مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها ضمتها رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل، وهو ادعاء بحق سيادة رفضته كييف والغرب باعتباره غير قانوني وتعهدت أوكرانيا بإلغائه بالقوة.

وقال مراسل التلفزيون الحكومي الروسي يفجيني بودوبني، الذي نجا هذا الشهر من هجوم مسيرة أوكرانية على سيارة كان يستقلها، إن السيطرة على نيو-يورك ستسمح للقوات الروسية بالاقتراب من قطع طريق بوكروفسك-كوستيانتينيفكا السريع الذي يزود الجيش الأوكراني في الشرق بالإمدادات.

وضع "صعب" في شرق أوكرانيا

ولم تؤكد أوكرانيا حتى الآن ما إذا كان مركز نيو-يورك قد وقع في أيدي الروس. واعترفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن القوات الروسية شنت هجمات قرب مركز نيو-يورك، لكنها أشارت إلى إن القوات الأوكرانية قدمت "رداً مستحقاً".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوضع "صعب" على الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا بالقرب من مركز بوكروفسك اللوجستي ومدينة توريتسك.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية على فيسبوك إنه جرى الإبلاغ عن 14 اشتباكاً قتالياً في توريتسك، و34 في قطاع بوكروفسك منذ بداية اليوم.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا قصفت أيضاً بنية تحتية للطاقة في شمال أوكرانيا في هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال الليل، ما تسببت في اندلاع حريق ضخم في غرب البلاد، وزيادة مستويات غاز الكلور في الهواء.

وقالت روسيا إنها استدعت دبلوماسية أميركية كبيرة في موسكو للاحتجاج على ما وصفته "بتصرفات استفزازية" لصحافيين أميركيين عبروا الحدود من أوكرانيا إلى منطقة كورسك لتغطية الأحداث هناك.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها احتجت أيضاً على ما قالت إنها "أدلة جديدة"، تظهر مشاركة شركات عسكرية أميركية خاصة في غزو أوكرانيا للأراضي الروسية، دون أن تذكر هذه الأدلة.

واشنطن: سنواصل دعم كييف

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم "البنتاجون" بات رايدر خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم لأوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن سيادتها، وردع أي اعتداءات روسية مستقبلية.

وأضاف رايدر: "منذ الغزو الروسي غير القانوني والقاسي قبل عامين ونصف، نحن ملتزمون بتزويد أوكرانيا بالوسائل التي تمكنها من ردع والدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء روسي إضافي. سنستمر في دعم أوكرانيا لتحقيق هدفها في البقاء دولة حرة ذات سيادة".

ولدى سؤاله عن التحركات الروسية الأخيرة في منطقة كورسك، أشار المتحدث إلى أن هناك إشارات على قيام روسيا بنقل عدد قليل من قواتها إلى منطقة كورسك، لكنه أضاف: "بشكل عام، نرى أن روسيا تكافح في الرد على هذه التحركات، وتواصل القوات الأوكرانية تحقيق تقدم في هذا الصدد. وبالنسبة لأي تفاصيل إضافية، أحيلكم إلى السلطات الأوكرانية أو الروسية".

وعندما سُئل المتحدث عن طلبات أوكرانية محددة للحصول على أسلحة أو دعم إضافي، أجاب: "لا أملك أي شيء لإعلانه في الوقت الحالي من على هذا المنبر. سنواصل مناقشة احتياجات الدفاع الأكثر إلحاحاً لأوكرانيا في الاجتماع القادم لمجموعة الاتصال الدفاعية".

وتُعرف مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية باسم "تنسيق رامشتاين"، الذي سمي على اسم القاعدة العسكرية الألمانية، حيث تجتمع مجموعة الحلفاء التي يزيد عددها عن 50 بشكل منتظم لمناقشة الاحتياجات العسكرية لأوكرانيا.

وقال رايدر "فيما يتعلق بالعمليات داخل روسيا التي أشرت إليها، هذه الأمور تحدث داخل الأراضي الروسية، ولا أملك تفاصيل إضافية حول ذلك. لكن من الواضح أن غالبية القوات الروسية تركز على الجبهة الشرقية في أوكرانيا، وتسعى في بعض المناطق إلى تنفيذ عمليات دفاعية، وفي مناطق أخرى إلى تحقيق مكاسب هجومية على الأراضي الأوكرانية".

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم "البنتاجون" في بيان، إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بحث خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني رستم عمروف، الاثنين، آخر التطوّرات في ساحة المعركة والعمليات الجارية وجهود إعادة البناء والتدريب" في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الوزيرين ناقشا الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية لمواصلة دعم المتطلبات العسكرية العاجلة لأوكرانيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك