بلينكن يختتم الجولة التاسعة بالشرق الأوسط.. و"اتفاق غزة" لا يزال بعيد المنال

المفاوضات تستهدف وقف إطلاق النار وعودة المحتجزين.. و"حماس" تنتقد المقترح الأميركي

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين قبل مغادرة العاصمة القطرية الدوحة في ختام جولته التاسعة بالشرق الأوسط منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، قطر. 20 أغسطس 2024 - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين قبل مغادرة العاصمة القطرية الدوحة في ختام جولته التاسعة بالشرق الأوسط منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، قطر. 20 أغسطس 2024 - REUTERS
الدوحة -رويترز

سعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال جولة سريعة في الشرق الأوسط هي التاسعة من نوعها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى إضفاء طابع الاستعجال على الجهود المبذولة للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكنه غادر المنطقة، الثلاثاء، بينما لا يزال الاتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" بعيد المنال.

علق بلينكن والوسطاء من مصر وقطر آمالهم على اقتراح أميركي يهدف إلى تضييق الفجوات بين الجانبين في الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، بعد توقف المفاوضات، الأسبوع الماضي، دون تحقيق تقدم.

قال بلينكن للصحافيين في العاصمة القطرية الدوحة قبل مغادرته إلى واشنطن، إن الاتفاق "يجب إنجازه، ويجب إنجازه في الأيام المقبلة، وسنبذل كل ما في وسعنا لإنجازه".

وذكر مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كان مرافقاً لبلينكن، إن الولايات المتحدة تتوقع استمرار محادثات وقف إطلاق النار، هذا الأسبوع.

وتوجه بلينكن إلى مصر لإجراء محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، ومنها إلى قطر.

وبعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، قال بلينكن إن إسرائيل قبلت المقترح، وحث "حماس" على قبوله أيضاً.

وسئل بلينكن في قطر عن شروط انسحاب القوات الإسرائيلية في إطار وقف إطلاق النار، وعن تقرير موقع "أكسيوس" الذي نقل عن نتنياهو قوله إنه أقنع بلينكن بأن إسرائيل يجب أن تبقي قواتها في ممر فيلادلفيا (صلاح الدين) بين مصر وغزة.

وأجاب بلينكن: "الولايات المتحدة لا تقبل أي احتلال إسرائيلي طويل الأمد لغزة، وبشكل أكثر تحديداً، فإن الاتفاق واضح جداً بشأن الجدول الزمني ومواقع انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وقد وافقت إسرائيل على ذلك، لذا هذا كل ما أعرفه، هذا ما أنا واضح جداً بشأنه".

ولم يعلق بلينكن مباشرة على تقرير "أكسيوس"، المنشور على منصة "إكس"، كما لم يستجب مكتب نتنياهو لطلب التعليق.

وتعارض "حماس" ومصر وجود قوات إسرائيلية في ممر فيلادلفيا، لكن نتنياهو يقول إن هناك حاجة لوجود هذه القوات على الحدود "لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة".

ونفى مسؤول أميركي كبير تقرير "أكسيوس" في وقت سابق الثلاثاء.

وقالت مصادر أمنية مصرية إن الولايات المتحدة اقترحت وجوداً دولياً في المنطقة، وهو اقتراح قالت المصادر إنه ربما يكون مقبولاً للقاهرة إذا اقتصر على 6 أشهر كحد أقصى.

وقال السيسي بعد لقاء بلينكن: "وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين باعتبار ذلك الضامن الأساسي لاستقرار المنطقة".

"حماس": بلينكن يكذب

وأصبح مصير قطاع غزة الصغير المزدحم بالسكان على المحك، وكذلك مصير الرهائن المتبقين المحتجزين بالقطاع.

وأودت الحرب العسكرية الإسرائيلية على القطاع بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ 7 أكتوبر الماضي، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

ووصف بلينكن أحدث مساعي التوصل إلى اتفاق بأنها "الأفضل على الأرجح، وربما تكون الفرصة الأخيرة"، واصفاً اجتماعه مع نتنياهو بأنه كان بناءً، مشدداً على ضرورة أن تقبل "حماس" الاقتراح الذي يهدف إلى تقريب المواقف بين الجانبين.

وقال القيادي في "حماس"، سامي أبو زهري، لوكالة "رويترز" رداً على سؤال بشأن تصريحات بلينكن، إن الوزير الأميركي يصر على مواصلة "الكذب"، وهذا أحد أسباب فشل الجهود للتوصل إلى اتفاق.

في غضون ذلك، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبلينكن في اتصال هاتفي، إن الدوحة ملتزمة بدورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار، إلى جانب مصر والولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، إن الشيخ محمد أكد على "أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين ويجنب المنطقة تبعات التصعيد الإقليمي".

وأفاد بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، بأن الوزيرين أكدا أن الاقتراح الذي قدمه المفاوضون عالج الفجوات المتبقية بطريقة تسمح بالتنفيذ السريع للصفقة.

ولم يوضح مسؤولون أميركيون، ومن "حماس"، ومصر، وقطر، مضمون الاقتراح أو كيف يختلف عن مقترحات سابقة.

وتتهم "حماس" إسرائيل بعرقلة الاتفاق بمطالب جديدة، وتقول إن الحركة لا تزال ملتزمة بالشروط التي اتفقت عليها مع الوسطاء في 2 يوليو، على أساس الاقتراح الذي قدمته الولايات المتحدة في 31 مايو.

ورفضت "حماس" تصريحات أميركية بأنها تتراجع عن الاتفاق، وقالت: "يعلم الإخوة الوسطاء في قطر ومصر أن الحركة تعاملت بكل إيجابية ومسؤولية في كل جولات المفاوضات السابقة، وأن نتنياهو كان دائماً من يعرقل الوصول لاتفاق، ويضع شروطاً وطلبات جديدة".

وأضافت: "نؤكد مجدداً التزامنا بما وافقنا عليه مع الوسطاء في 2 يوليو الماضي، والمبني على إعلان بايدن، وقرار مجلس الأمن، وندعو الوسطاء إلى تحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بقبوله".

وينفي نتنياهو عرقلة التوصل لاتفاق.

وعلى مدى شهور دارت محادثات على نحو متقطع حول القضايا ذاتها إذ تقول إسرائيل إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بالقضاء على "حماس" كقوة عسكرية وسياسية، في حين تقول "حماس" إنها لن تقبل إلا بوقف إطلاق نار دائم.

وقال المسؤول الأميركي إنه حتى لو وافقت "حماس" على اقتراح سد الفجوات على الفور، فسيتعين إجراء محادثات إضافية للتوصل إلى تفاصيل تنفيذ الاتفاق.

تصنيفات

قصص قد تهمك