غارة روسية تكشف ثغرات في دفاعات أوكرانيا الجوية وتخبطاً بالحشد

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجال الإنقاذ يعملون في موقع مبنى سكني تضرر خلال غارة روسية بطائرة بدون طيار وصاروخ على لفيف غربي أوكرانيا. 4 سبتمبر 2024 - Reuters
رجال الإنقاذ يعملون في موقع مبنى سكني تضرر خلال غارة روسية بطائرة بدون طيار وصاروخ على لفيف غربي أوكرانيا. 4 سبتمبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

قال مسؤولون أوكرانيون، إن صاروخين باليستيين روسيين أصابا معهداً عسكرياً ومستشفى في مدينة بولتافا (شمال شرق البلاد) الثلاثاء، مما أسفر عن مصرع 51 وإصابة 271 في أعنف ضربة خلال العام الجاري.

وسلط الهجوم الروسي في بولتافا الضوء على النقص الحاد الذي تعاني منه أوكرانيا في ما يخص أنظمة الدفاع الجوي، وهو ما يجعلها عرضة للضربات الروسية، كما كشف أوجه القصور العسكرية الأوكرانية الواضحة لفشلها في حماية مركز التدريب بشكل أفضل"، وفق "وول ستريت جورنال".

وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المزيد من أنظمة الصواريخ والطائرات المقاتلة لحماية أوكرانيا من الهجمات الروسية، واصفاً عمليات التسليم الغربية بأنها "قليلة جداً وبطيئة للغاية".

وقال زيلينسكي في بيان بعد الضربة: "مرة أخرى، نحث كل شخص في العالم لديه القوة لوقف هذا الإرهاب: هناك حاجة إلى أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ في أوكرانيا، وليس في مستودع في مكان ما"، في إشارة إلى مستودعات الأسلحة الموجودة في الدول المتاخمة لأوكرانيا مثل بولندا.

وكرر الرئيس الأوكراني الدعوات إلى دعمه في الضرب بشكل أعمق في روسيا باستخدام الصواريخ التي يوفرها الغرب، وهو الأمر الذي تمنع الولايات المتحدة وحلفاؤها كييف حالياً من القيام به.

وقال زيلينسكي، إن "الضربات بعيدة المدى القادرة على الدفاع ضد الإرهاب الروسي مطلوبة الآن، وليس في وقت لاحق". وتابع: "كل يوم تأخير، للأسف، يعني خسارة المزيد من الأرواح".

وأثارت الضربة الروسية الأخيرة، على معهد عسكري موجة غضب في أوكرانيا بسبب الافتقار الواضح إلى الإخفاء أو تشتيت أفراد الجيش، وفق "وول ستريت جورنال".

وقال سيرجي ستيرنينكو، المدون المؤثر الذي يجمع الأموال لشراء المعدات للجيش الأوكراني: "كان من الممكن تجنب المأساة في بولتافا إذا كانت قواعد الأمن موجودة ليس فقط على الورق".

وقالت القوات البرية الأوكرانية، إنها تجري أيضاً تحقيقاً للنظر "في ما إذا كانت إدارة المؤسسة قد تم تنفيذها بشكل صحيح في ظل ظروف التهديد الصاروخي المستمر من العدو"، مضيفة أن التدابير الأمنية في المرافق الأخرى سيتم تعزيزها.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن "الفترة الفاصلة بين إنذار الغارة الجوية ووصول الصواريخ القاتلة كانت قصيرة للغاية لدرجة أنها فاجأت الناس في لحظة الإجلاء إلى الملاجئ".

ووقعت الضربات بعد الساعة التاسعة صباحاً في اليوم الثاني من العام الدراسي، عندما بدأ الطلاب والمعلمون فصولهم الدراسية. وقالت أوكرانيا إن روسيا استخدمت صواريخ باليستية، والتي تقطع مسافات طويلة بسرعة، ولا يمكن اعتراضها إلا من قبل عدد قليل من أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.

وقال سيرهي كابلين، عضو مجلس مدينة بولتافا، على شاشة التلفزيون المحلي إن صافرات الإنذار للتحذير من الغارات الجوية، استمرت في الانطلاق على مدار ساعة بعد الضربة. مما أجبر رجال الإنقاذ على البحث عن مأوى، مما أدى إلى مقاطعة بحثهم عن الضحايا. وقال: "لم يمنحنا الروس فرصة لإنقاذ هؤلاء الناس".

وأكد المسؤولون الروس، الثلاثاء، أن القوات الروسية شنت ضربة صاروخية على المعهد العسكري في بولتافا، والذي قالوا إنه يدرب المتخصصين في الرادار والحرب الإلكترونية.

كانت ضربة الثلاثاء، هي الأحدث في سلسلة من الهجمات الجوية التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة.

وكان المسؤولون الأوكرانيون يضغطون على واشنطن للسماح للأسلحة التي تزودها الولايات المتحدة بضرب الأراضي الروسية، مثل المستودعات والمطارات، والتي يقولون إنها قد تساعد في إحباط قدرة روسيا على شن هجمات جوية قوية. ورفضت إدارة بايدن ذلك، كجزء من استراتيجيتها الرامية إلى تجنب اتخاذ خطوات من شأنها أن تعتبرها روسيا تصعيداً كبيراً، وفق "وول ستريت جورنال".

أنظمة دفاع جوي جديدة

ووافق مجلس النواب الروماني، الأربعاء، على مشروع قانون يعطي الضوء الأخضر للتبرع بنظام دفاع صاروخي من طراز باتريوت لأوكرانيا. وتشترك رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ عام 2004، في حدود طولها 650 كيلومتراً مع أوكرانيا، وقد ضلت شظايا طائرات روسية بدون طيار طريقها إلى أراضيها مراراً وتكراراً أثناء مهاجمة موسكو للموانئ الأوكرانية عبر نهر الدانوب.

وبمجرد أن يوقع الرئيس كلاوس يوهانيس، على مشروع القانون، ستصدر الحكومة أمراً بالمضي قدماً في إرسال الأسلحة. وقررت رومانيا التبرع بأحد نظامي باتريوت العاملين لديها.

كما ستحصل أوكرانيا على المزيد من الطائرات المسيرة النرويجية لدعم خط المواجهة، والمزيد من الدفاع الجوي لحماية السكان الأوكرانيين والبنية التحتية المهمة من الهجمات الروسية، وفق ما نقله موقع رئاسة الحكومة النرويجية.

وقال وزير الدفاع النرويجي، بيورن أريلد جرام، إن لدى أوكرانيا حاجة ملحة لمزيد من المعدات العسكرية لحماية نفسها ضد حرب العدوان الروسية، بالتعاون مع البلدان الأخرى، ستبذل النرويج ما في وسعها للمساهمة.

وساهمت النرويج بمبلغ 570 مليون كرونة نرويجية (55 مليون دولار) مساعدات عسكرية، في وقت سابق في مبادرة مشتركة مع بريطانيا وهولندا وليتوانيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك