يتوقع مسؤولون أوروبيون أن تزود إيران، روسيا بصفقة صواريخ باليستية، قريباً، في تحرك ربما يؤدي إلى استجابة سريعة من حلفاء أوكرانيا تشمل فرض عقوبات جديدة على طهران، حسبما ذكر أشخاص مطلعون على الأمر لـ"بلومبرغ".
ونقلت "بلومبرغ" عن الأشخاص، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم لمناقشة تقييمات سرية، قولهم إن إيران زوّدت روسيا بمئات الطائرات المسيرة أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ عامين ونصف العام، لكن النقل المحتمل لصواريخ باليستية من شأنه أن يمثل "تطوراً مقلقاً في الصراع".
لكن المصادر رفضت الإفصاح عن أي تقديرات بشأن نوع ونطاق عمليات التسليم أو موعده، على الرغم من أن أحد المسؤولين، قال إن إرسال الشحنات "يمكن يبدأ في غضون أيام".
والصواريخ الباليستية عادة ما تطير أسرع بكثير من الصواريخ المجنحة أو الطائرات المسيرة، ويمكنها حمل حمولات أكبر من المواد المتفجرة.
وحذّرت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، طهران، مراراً من مثل هذه الخطوة، فيما يواصلون جهوداً دبلوماسية لمنع حدوثها.
ولم يرد مجلس الأمن القومي الأميركي على الفور على طلب التعليق، كما لم ترد الخارجية الإيرانية، وبعثتها لدى الأمم المتحدة على استفسارات "بلومبرغ".
أوكرانيا تواجه صعوبات
وفي الوقت الراهن تواجه القوات الأوكرانية صعوبات لوقف التقدم الروسي في إقليم دونيتسك شرقي البلاد، حيث تعرضت مدنها وبنيتها التحتية للطاقة لحملة قصف مستمرة مع اقتراب الشتاء الثالث الكامل للحرب.
كما تعرضت كييف، الاثنين، لوابل من الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، إذ تمكنت 7 من أصل 16 صاروخاً باليستياً من تفادي الدفاعات الجوية.
وتتضمن ترسانة الصواريخ الباليستية في موسكو، أجهزة روسية وأقل دقة من كوريا الشمالية. وشمل الهجوم على العاصمة، الثلاثاء، صواريخ Iskander-M محلية الصنع بالإضافة إلى نماذج KN-23 الكورية الشمالية، التي أطلقت من مناطق بريانسك وكورسك وفورونيج، وكلها مناطق حدودية مع أوكرانيا، وفقاً لقوات الدفاع الجوي الأوكرانية.
وفي الوقت نفسه، يسارع حلفاء أوكرانيا إلى تلبية تعهدات قطعوها في وقت سابق من العام الجاري، لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي للدولة التي مزقتها الحرب. ولم يلتزم العديد من حلفاء الناتو، حتى الآن، بتنفيذ التزامات أعيد التأكيد عليها في قمة التحالف في واشنطن في يوليو الماضي، وفقاً لما أوردته "بلومبرغ" الشهر الماضي.
عقوبات جديدة
ورجحت المصادر، أن يتم الرد على خطوة تسليم صواريخ باليستية إلى روسيا، بفرض عقوبات إضافية على إيران، رغم أن فعاليتها غير مؤكدة في ضوء مجموعة التدابير التي تستهدف طهران بالفعل، بما في ذلك إمدادات الطائرات المسيرة إلى موسكو.
وأوضحت المصادر، أن التدابير السابقة التي ناقشها حلفاء تشمل فرض قيود جديدة على الخطوط الجوية الإيرانية. ومن المتوقع أيضاً أن تدين مجموعة السبع بشكل علني أي عملية نقل على الفور، وأن تعرب عن مخاوفها لحكومات في الشرق الأوسط من خلال القنوات الدبلوماسية، حسبما ذكرت المصادر.
وكانت مجموعة الدول السبع فرضت بالفعل عقوبات على إيران وكوريا الشمالية لتزويد روسيا بالأسلحة.
وكانت المجموعة تتطلع إلى تشديد القيود على الشركات في الصين ودول أخرى التي تزود روسيا بالأجزاء والتكنولوجيات التي تحتاجها موسكو لتصنيع الأسلحة، أو المكونات الموجودة فيها. واستهدفت أحدث العقوبات شركات وأفراد يسمحون بمثل هذه المعاملات.
ووفقاً لـ"بلومبرغ" تمثل هذه التطورات مرحلة صعبة بالنسبة لأوكرانيا، التي فقدت جزءاً كبيراً من قدرتها على توليد الطاقة، حيث يعتمد المواطنون بشكل متزايد على مولدات الديزل، ويواجهون صعوبات جراء انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، أصبحت احتمالات استعادة الطاقة قبل موسم التدفئة أكثر صعوبة.
وأشارت إلى أن اقتصاد الحرب الروسي تمكن من إنتاج صواريخ وذخيرة بوتيرة تتجاوز غالباً قدرة حلفاء لأوكرانيا على شحن الأسلحة.
كما تمكنت موسكو من الاعتماد على الشحنات من دول مثل إيران وكوريا الشمالية، مع الحفاظ على قدرتها التصنيعية الخاصة بالتكنولوجيا، والمكونات الرئيسية من دول بما في ذلك الصين.
زيلينسكي يطالب الحلفاء بالمزيد
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يطالب الحلفاء بزيادة الإمدادات، ورفع القيود المفروضة على توجيه ضربات في عمق الأراضي الروسية. وقالت حكومته إن مثل هذه الهجمات "ضرورية" لاستهداف المطارات ومنصات الإطلاق المستخدمة في شن هجمات على المدن والبنية التحتية الأوكرانية.
ولم ينجح توغل الجيش الأوكراني المفاجئ الشهر الماضي في منطقة كورسك الروسية حتى الآن، في صد تقدم موسكو.
ورغم توغل أوكرانيا بقوة داخل منطقة كورسك الروسية في السادس من أغسطس الماضي، تمكن الجيش الروسي، الأكبر من حيث العدد، خلال الأسابيع القليلة الماضية من التقدم بسرعة نسبياً عبر التجمعات السكنية في شرق أوكرانيا على الطريق المؤدي إلى مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتتقدم القوات الروسية، التي تسيطر على 18% من مساحة أوكرانيا، في الشرق منذ فشل هجوم كييف المضاد عام 2023 في تحقيق اختراق كبير.