قالت الشرطة الباكستانية، الجمعة، إن ما لا يقل عن 20 عاملاً لقوا حتفهم، وأصيب 7 آخرون في هجوم شنّه مسلحون على منجم فحم صغير خاص داخل إقليم بلوشستان، جنوبي غرب باكستان، وذلك قبل أيام من استضافة البلاد قمة مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون.
وذكر همايون خان، الضابط بمركز شرطة البلدة التي شهدت الهجوم والواقعة شرقي مدينة كويتا "هاجمت مجموعة من المسلحين مناجم شركة جنيد للفحم بمنطقة دوكي في الساعات الأولى من الصباح باستخدام أسلحة ثقيلة".
وأضاف أنهم أطلقوا صواريخ وقنابل يدوية على المناجم أيضاً.
وذكرت وسائل إعلام أن المهاجمين جمعوا العمال في مكان واحد وأطلقوا النار عليهم، ثم أضرموا النيران في معدات التعدين. وكان 3 من الضحايا و4 من الجرحى أفغان، وفق وكالة الأنباء الأميركية NPR.
وقال مصدر لوسائل إعلام محلية إن هناك 10 مناجم فحم في المنطقة.
وقال جوهر خان شاديزاي، وهو طبيب في دوكي "استقبلنا 20 جثة، و6 مصابين حتى الآن في مستشفى دوكي".
وهذا هو أحدث هجوم في إقليم بلوشستان الغني بالمعادن على الحدود مع أفغانستان وإيران، والذي يعاني من اضطرابات منذ عقود، بسبب خوض جماعات متمردة من البلوش قتالاً ضد الدولة التي يتهمونها بأنها "تحرمهم من حقوقهم في موارد الإقليم".
تصاعد الهجمات
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور، لكن الشكوك تتجه على الأرجح نحو جيش تحرير بلوش المحظور، الذي يستهدف المدنيين وقوات الأمن في كثير من الأحيان، وفق الوكالة.
وأثار الهجوم إدانة شديدة من وزير الداخلية في البلاد محسن نقفي، الذي قال في بيان، إن المهاجمين كانوا قساة، ولديهم أجندة لزعزعة استقرار باكستان. وأضاف: "سيتم الانتقام لمصرع هؤلاء العمال الأبرياء، ولن يفلت الجناة من قبضة القانون".
بدوره، استنكر سرفراز بوجتي، رئيس وزراء بلوشستان، "استهداف الإرهابيين للعمال الفقراء مرة أخرى".
وتشهد باكستان منذ عام 2022 عودة للهجمات التي يشنها مسلحون متشددون عندما انهار اتفاق لوقف إطلاق النار بين طالبان باكستان والحكومة.
وكانت جماعة جيش تحرير بلوشستان أعلنت، الاثنين، أنها نفذت هجوماً على مواطنين صينيين خارج أكبر مطار في باكستان، حيث يعمل هناك الآلاف، معظمهم يشاركون في مبادرة الحزام والطريق التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
وفي 6 أكتوبر الجاري، أسفرت اشتباكات بين الشرطة وأنصار رئيس الوزراء السابق، عمران خان، عن إصابة 80 من أفراد الأمن، حسبما أعلنت وزارة الداخلية.
وقال وزير الداخلية الباكستاني أن السلطات "لديها معلومات استخباراتية بأن المحتجين يخططون لتعطيل مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون، الذي ينعقد بين 15 و16 أكتوبر الجاري، الذي تستضيفه البلاد الشهر الجاري، في محاولة لجذب الانتباه".