غزة.. البرد يودي بحياة رضيع وتوأمه يكافح للبقاء حياً

time reading iconدقائق القراءة - 6
يحيى البطران من سكان غزة يحمل رضيعه جمعة الذي توفي بعد شهر من ولادته نتيجة موجة البرد وعدم توفر الاحتياجات الإنسانية العاجلة. 29 ديسمبر 2024 - REUTERS
يحيى البطران من سكان غزة يحمل رضيعه جمعة الذي توفي بعد شهر من ولادته نتيجة موجة البرد وعدم توفر الاحتياجات الإنسانية العاجلة. 29 ديسمبر 2024 - REUTERS
غزة-رويترز

استيقظ يحيى البطران مبكراً، ليجد زوجته نورا تحاول إيقاظ ابنيهما التوأم حديثي الولادة "جمعة، وعلي" اللذين كانا نائمين معاً في الخيمة التي يعيشون فيها داخل مخيم بوسط قطاع غزة.

وأدى البرد والأمطار الغزيرة، التي هطلت على القطاع خلال الأيام الماضية، إلى جعل حياتهم بائسة لكن ما سمعه البطران كان أكثر بؤساً.

وقال إن زوجته كانت "تقول لي ساعة أحاول أصحي في جمعة، جمعة مش راضي يصحى.. قمت أخبط في الولد.. مجمد لونه أبيض صار زي التلج".

وأوضح الأطباء أن "جمعة" وعمره شهر، توفي نتيجة انخفاض درجة حرارة الجسم، وهو واحد من ستة فلسطينيين توفوا نتيجة البرد في غزة خلال الأيام القليلة الماضية، أما "علي" ففي العناية الفائقة وحالته حرجة.

وأدى الطقس في ثاني شتاء يمر على غزة خلال الحرب إلى زيادة معاناة مئات الآلاف من النازحين، ولم تحقق الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أي نتيجة.

وتعكس وفاة "جمعة" مدى صعوبة الوضع الذي تواجهه الأسر المعرضة للخطر، وتقول السلطات الإسرائيلية إنها سمحت لآلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والمياه والمعدات الطبية ومستلزمات الإيواء بالدخول إلى غزة، فيما تقول وكالات الإغاثة الدولية إن القوات الإسرائيلية تعوق تسليم المساعدات، مما يزيد من الأزمة الإنسانية هناك سوءاً.

وفر البطران مع عائلته من منزلهم في بلدة بيت لاهيا بشمال القطاع في بداية الحرب إلى مخيم المغازي على أرض مفتوحة في وسط غزة أعلنتها السلطات الإسرائيلية منطقة إنسانية. وبعدما أصبح المخيم غير آمن، انتقلوا إلى آخر في مدينة دير البلح القريبة.

وقالت نورا البطران والدة جمعة: "كوني كبيرة ممكن أتحمل لكن إيش (ما) ذنب الصغير؟ لا بيقدر يتحمل الجوع، ولا بيقدر يتحمل السقعة، ولا بيقدر يتحمل الضياع إللي هو فيه، يعني إيش ذنبه يا ناس؟ بناشد وبنطالب إللي بده يساعدنا يساعدنا من جميع النواحي، تخلص الحرب".

خيام ممزقة

في المخيم تطايرت عشرات الخيام، التي تمزق الكثير منها بالفعل بعد أشهر من الاستخدام أو غمرته المياه وسط الرياح القوية والأمطار، مما جعل الأسر تكابد لإصلاح الأضرار وترقيع الجوانب البلاستيكية البالية ووضع حواجز من الرمال لصد المياه.

وقالت صابرين أبو شنب، وهي أم لثلاثة أطفال غمرت المياه خيمتها، إن المياه بللت الفراش والبطاطين والوسائد، حتى الملابس الداخلية للأطفال.

وتعاني صابرين من الربو إلا أنها لم تشعر بأي تحسن مع تناول الأدوية بسبب برودة الطقس، ونقص البطاطين، وعدم وجود ملابس ثقيلة.

إنه جانب آخر من الأزمة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، الذين يعانون من الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة بلا هوادة ضد المتبقين من حركة "حماس"، ومع نظام مساعدات غير منتظم.

ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الحملة الإسرائيلية على "حماس" أسفرت عن سقوط أكثر من 45500 فلسطيني، وحولت القطاع إلى أرض من الأنقاض والمباني المدمرة.

واندلعت الحرب بعد أن شن مسلحو "حماس" هجوماً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن سقوط 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأحد، إن المساعدات ليست كافية على الإطلاق، وإن وقف إطلاق النار ضرورة ملحة وسط خطر المجاعة المحدق.

وفي وقت سابق من هذا الشهر أشار مسؤولون من إسرائيل و"حماس" إلى وجود آمال في أن تؤدي المحادثات بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة إلى اتفاق لوقف القتال وإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة، مما قد يفتح الطريق أمام اتفاق وقف إطلاق نار كامل.

لكن التفاؤل إزاء التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام تلاشى، ولا يزال من غير الواضح مدى قرب الجانبين من التوصل إلى اتفاق.

وحتى وسط معاناة النازحين تواصل القوات الإسرائيلية قتال "حماس" في المناطق المدمرة حول بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وهي مناطق صار من الصعب الآن وصول فرق الطوارئ إليها وسط القتال.

تصنيفات

قصص قد تهمك