تعرضت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، بعيد عودتها إلى واشنطن من أولى جولاتها الخارجية، لانتقادات من الجمهوريين والتيار اليساري من حزبها الديموقراطي الذين اتهموها بعدم أخذ "أزمة" الهجرة على محمل الجد بشكل كافٍ.
وخلال زيارتها إلى غواتيمالا والمكسيك، واجهت هاريس انتقادات بسبب عبارات صغيرة طغت، على الهدف الأساسي لرحلتها، التي تركز كأولوية على أسباب الفقر والجريمة التي دفعت آلاف المرشحين للهجرة من المكسيك و"المثلث الشمالي" (غواتيمالا وهندوراس والسلفادور) للوصول بأرقام قياسية إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
ووقعت هاريس مع الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بروتوكول اتفاق يهدف لـ"معالجة الأسباب الجذرية" للهجرة ومساعدة السكان على "إيجاد الأمل في بلادهم".
انتقادات حادة
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن السيناتور الجمهوري جون كورنين، قوله: في أروقة الكونغرس الأميركي إن هذه الرحلة كانت "فرصة ضائعة".
وفي سياق متصل، قال الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب الذي جعل من بناء "الجدار" أحد أبرز مشاريع رئاسته إن "حدودنا الجنوبية التي ساد فيها الأمن في الآونة الأخيرة باتت الآن أسوأ من أي وقت مضى".
وفي ظل رئاسة ترمب، كانت تجري محاكمة كل شخص يدخل بشكل غير قانوني عبر الحدود مع المكسيك، وبالتالي تم وضع بعض الأهالي قيد الحجز وفصل حوالي 4 آلاف طفل مهاجر عن عائلاتهم، فيما تؤكد السلطات الأميركية أن أكثر من ألفي شخص لم يجتمعوا بعد مع عائلاتهم.
ومن الواضح أن كامالا هاريس، المكلفة بمعالجة ملف المهاجرين، منزعجة من توجيه إليها السؤال باستمرار حول زيارة إلى الحدود، وقد وصفت مثل هذه الزيارة بأنها "لفتة" وغالباً ما ترافق ردها بضحكات عصبية.
ورد الجمهوريون بالقول إن كامالا هاريس "تعتقد أن الأزمة على حدودنا الجنوبية مزحة مضحكة"، فيما أعرب السيناتور كورنين عن أسفه "فهي لا تتوجه إلى الخلل في نظامنا للهجرة: الحدود".
وقال سناتور جمهوري آخر هو جيمس لانكفورد لوكالة "فرانس برس" إنه "خلال رحلتها، هي حلقت فعلياً مرتين فوق حدودنا الجنوبية".
سخط اليسار الديمقراطي
وفي العاصمة غواتيمالا، حذرت كامالا هاريس المهاجرين القادمين من أميركا الوسطى من المجيء إلى الولايات المتحدة، وقالت في مؤتمر صحافي، عقب لقاء مع الرئيس أليخاندرو غياماتي، الاثنين الماضي: "لا تأتوا، لا تأتوا.. إذا أتيتم إلى حدودنا، فستتم إعادتكم".
لم يكن تحذير هاريس كافياً للجمهوريين، إذ قال جيمس لانكفورد إن "سياساتهم قالت العكس"، فيما أثارت هذه الكلمات سخطاً أيضاً لدى تيار اليسار في الحزب الديمقراطي.
وقالت النائبة الديمقراطية الشابة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز إنه "أمر مخيب للأمال"، كما كتبت زميلتها رشيدة طليب على تويتر "هذه المقاربة القائلة أبقوا في بلادكم وموتوا ليست طريقة بلادنا في تشجيع نظام هجرة أكثر عدلاً وأكثر إنسانية".
وقدم البيت الأبيض دعمه بشكل خجول، حيث قالت الناطقة باسمه جين ساكي إن كامالا هاريس تقوم "تماماً بما طلبه منها الرئيس".
وفي مجلس الشيوخ، كان الديمقراطيون أكثر تعاطفاً مع هاريس، إذ نقلت "فرانس برس" عن العضو شيرود براون قوله، "أرى أنها زعيمة قوية وأتطلع إلى سماع نتائج" رحلتها.
وقال العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ تيم كاين "لقد كانت هاريس مدعية عامة لكاليفورنيا"، الولاية الكبرى الواقعة على حدود المكسيك، وأضاف: "أتصور انها تعرف عن الحدود أكثر من بعض الأشخاص الذين ينتقدونها".